كتبت هبة السيد
الأحد، 21 ديسمبر 2025 07:00 مأعاد الاتفاق الذي أبرمته شركة "بايت دانس" لنقل السيطرة التشغيلية على أعمال تيك توك في الولايات المتحدة إلى تحالف من المستثمرين العالميين، من بينهم شركة "أوراكل"، تسليط الضوء من جديد على خوارزمية التوصية التي تقف في قلب نجاح التطبيق.
ويشكل هذا التحول نقطة مفصلية في النقاش الدائر حول ملكية التكنولوجيا الحساسة وإدارة بيانات المستخدمين، وسط مخاوف أمنية وسياسية مستمرة.
وتأتي هذه التطورات بعد توقيع اتفاقيات ملزمة لتأسيس كيان مشترك يتولى إدارة عمليات تيك توك في السوق الأمريكية، ما أعاد طرح تساؤلات جوهرية حول مصير الخوارزمية التي تُعد العنصر الأكثر قيمة في منظومة التطبيق.
ورغم أن إنشاء الكيان الجديد ينظر إليه كخطوة أساسية لتفادي حظر أمريكي محتمل، ولتخفيف التوترات التكنولوجية بين واشنطن وبكين، فإن مسألة التحكم في الخوارزمية لا تزال غير محسومة، فحتى الآن لم يتضح ما إذا كانت بايت دانس قد نقلت ملكية الخوارزمية، أو اكتفت بترخيصها، أو ما زالت تحتفظ بالسيطرة عليها، في وقت يُرجّح فيه أن يقتصر دور "أوراكل" على الإشراف والمراقبة التقنية.
وتعد الخوارزمية الركيزة الأساسية لنجاح تيك توك عالميًا، إلى درجة أن بايت دانس كانت قد أعلنت سابقًا استعدادها لإيقاف التطبيق في الولايات المتحدة بدل التخلي عنها، غير أن تقارير أشارت لاحقًا إلى أن الشركة وافقت على نقل إدارة البيانات والمحتوى والخوارزمية إلى الكيان المشترك، مع احتفاظها بملكية الكيان التجاري المسؤول عن الأنشطة المدرة للإيرادات مثل الإعلانات والتجارة الإلكترونية.
ولا يزال موقف الحكومة الصينية من الصفقة غير معلن، علمًا بأن بكين شددت في عام 2020 قوانين تصدير التكنولوجيا، بما يمنحها حق الموافقة على نقل الخوارزميات والشيفرات المصدرية، وهو ما يضيف مزيدًا من التعقيد إلى أي ترتيبات تتعلق ببيع أو فصل أعمال تيك توك في الخارج.
يرى محللون أن تميز تيك توك لا يعود إلى الخوارزمية وحدها، بل إلى تكاملها العميق مع صيغة الفيديوهات القصيرة. فقد نجحت المنصة في تقديم نموذج مختلف يعتمد على فهم دقيق لاهتمامات المستخدم، بدلًا من الاعتماد على العلاقات الاجتماعية كما هو الحال في منصات أخرى.
وتعتمد خوارزمية تيك توك على ما يعرف بـ"إشارات الاهتمام"، أي تحليل تفاعل المستخدم مع المحتوى من مشاهدة وإعادة تشغيل وإعجاب وتخطي، ما يسمح لها بتكوين صورة دقيقة عن تفضيلاته، ويمنحها هذا الأسلوب قدرة عالية على التكيّف مع تغيّر اهتمامات المستخدمين بمرور الوقت، بل وحتى رصد اختلاف ميولهم خلال فترات مختلفة من اليوم.
كما أسهم تصميم التطبيق منذ البداية ليكون مخصصًا للهواتف المحمولة في منحه أفضلية تنافسية، مقارنة بمنصات أخرى اضطرت لاحقًا إلى تكييف منتجاتها مع بيئة الهاتف بعد أن صُممت أساسًا لأجهزة الكمبيوتر.
وكان لدخول تيك توك المبكر إلى سوق الفيديوهات القصيرة أثر حاسم في ترسيخ مكانته، إذ سبق منافسين كبارًا مثل "إنستجرام" و"يوتيوب" بعدة سنوات في جمع البيانات وصقل تجربة المستخدم، فبينما أطلقت "ميتا" ميزة ريلز في عام 2020، وأطلقت "جوجل" خدمة يوتيوب شورتس في 2021، كان تيك توك قد راكم خبرة واسعة في هذا المجال.
وتشير دراسات أكاديمية إلى أن تيك توك لا يكتفي بعرض محتوى ينسجم مع اهتمامات المستخدمين، بل يتعمد أيضًا تقديم مقاطع خارج نطاق تلك الاهتمامات، وتهدف هذه الاستراتيجية إلى توسيع دائرة التفاعل، وفهم سلوك المستخدم بشكل أعمق، أو الحفاظ على معدلات استخدام مرتفعة، وهو ما تعتبره الشركة عنصرًا أساسيًا في تجربة تيك توك.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
