أكد سامر شقير، رائد الاستثمار وعضو الشرف المنتخب بمجلس التنفيذيين اللبنانيين، أن الاقتصاد السعودي يشهد تحولاً نوعياً، قائلاً:"المملكة لم تعد تكتفي برسم الرؤى المستقبلية، بل بدأت فعلياً في جني ثمار الاستثمارات التي تم تأسيسها خلال العقد الماضي، مع تركيز على الابتكار، التنوع، والدقة التقنية في جميع القطاعات."

وأشار شقير إلى الدور الحاسم للانضباط الرقمي في تعزيز الاقتصاد السعودي، لافتًا إلى نمو قطاع الذكاء الاصطناعي بنسبة 35% وصناعة الألعاب الإلكترونية بنسبة 23% في الربع الأخير من عام 2025، معتبراً أن هذه الأرقام دليل واضح على أن السعودية أصبحت منصة جاذبة للاستثمارات الرقمية عالميًا، مضيفًا:"تحقيق المملكة المركز الثاني عالميًا في الحكومة الرقمية يعكس بيئة أعمال شفافة وسريعة، وهو ما يبحث عنه المستثمر الدولي لضمان العوائد والثقة."

سامر شقير: مشروع القدية أكثر من مجرد وجهة سياحية

وتطرق شقير إلى مشروع القدية، واصفًا إياه بأنه أكثر من مجرد وجهة سياحية، بل محرك اقتصادي ضخم يهدف لتعزيز الناتج المحلي الإجمالي بمبلغ 135 مليار ريال، مشيراً إلى:"افتتاح Six Flags في 31 ديسمبر القادم هو البداية الفعلية لطرح 70 مشروعًا استثماريًا في القدية، والتي تضم بنيتها التحتية الجاهزة و20 فندقًا عالميًا وملعبًا لاستضافة مباريات مونديال 2034، ما يجعلها نموذجًا فريداً على مستوى المنطقة."

وفي السياق ذاته، أكد شقير أن تصريحات وزير الإعلام سلمان بن يوسف الدوسري خلال المؤتمر الصحفي الحكومي الـ30 الذي عُقد في مدينة القدية تؤكد نجاح جهود المملكة في تنويع الاقتصاد وتعزيز الاستدامة، حيث أشار الدوسري إلى مساهمة الأنشطة غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 55.4% في الربع الثالث من 2025 مقابل 45.9% في 2016.

كما شدد الوزير على أن الميزانية العامة للعام المالي 2026 ستدعم البرامج والمشاريع التنموية والاجتماعية مع وضع مصلحة المواطنين في صدارة الأولويات، مشيراً إلى ارتفاع نسبة تملك الأسر للمنازل إلى 65.4% في 2024 مقارنة بـ 47% في 2016، وارتفاع متوسط عمر الإنسان إلى 79.7 عامًا مقابل 74 عامًا في 2016، في ظل تحسينات متواصلة في جودة الحياة والخدمات الصحية.

وأضاف الدوسري أن قطاعات المستقبل، مثل صناعة الألعاب الإلكترونية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، سجلت نمواً بين 23% و35% خلال الربع الرابع من 2025، نتيجة الحلول والتسهيلات المبتكرة لتطوير بيئة الأعمال وتحقيق تجربة متميزة للمستفيدين.

وأكد شقير أن نجاح الاقتصاد السعودي يرتكز على الشفافية وتطوير رأس المال البشري، موضحًا:"التركيز على التعليم المتخصص، مثل إطلاق 'مدرسة الموهوبين الإعلاميين'، يضمن وجود كوادر مؤهلة لإدارة المشاريع الضخمة، ما يعزز استدامة النمو الاقتصادي على المدى الطويل."

وختم شقير تصريحاته بالقول:"السعودية اليوم تقدم نموذجًا عالميًا في تحويل الطموح السياسي إلى واقع اقتصادي ملموس، حيث أصبح الاستثمار في الإنسان والتقنية هو النفط الجديد، مما يجعل الرياض والقدية مراكز جذب عالمية لا يمكن تجاهلها في أي خارطة استثمارية."