سلّط مقال نشرته وكالة «بلومبيرغ»، الضوء على الدور المتنامي لدولة الإمارات، لا سيما دبي وأبوظبي، كمغناطيس عالمي للمواهب ورؤوس الأموال، في وقت تواجه فيه الاقتصادات الأوروبية الغنية تحدياً متزايداً يتمثل في هجرة الكفاءات الشابة وأصحاب المهارات العالية.
وذكرت الوكالة أن الإمارات أصبحت وجهة مفضلة للمهنيين والمديرين التنفيذيين وصناديق الاستثمار، بفضل البيئة الضريبية الجاذبة، والاستقرار، وسرعة اتخاذ القرار، إضافة إلى فرص العمل المتنامية في قطاعات المال والتقنية والخدمات. وأشارت إلى أن مديري صناديق الاستثمار باتوا يدرسون الانتقال إلى دبي بوصفها مقراً دائماً، وليس فقط كسوق للاستثمار.
ونقلت «بلومبيرغ» تطرق رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ديفيد كاميرون إلى موجة انتقال متزايدة للكفاءات البريطانية إلى دبي وأبوظبي، في مؤشر على احتدام المنافسة العالمية على العقول. وأكد التقرير أن الأمر لا يقتصر على الأثرياء فقط؛ بل يشمل شرائح واسعة من الشباب وأصحاب المهارات العالية. وديفيد كاميرون محق في قلقه، وليس فقط بسبب الوافدين الجدد إلى دولة الإمارات مثل الرئيس التنفيذي لشركة «ريفولوت» نيكولاي ستورونسكي. فمع أن فاحشي الثراء معروفون بسرعة تنقلهم، فإن ما يحدث يتجاوز بكثير فئة «موناكو أو لا شيء». إذ تشير تقديرات مكتب الإحصاءات الوطنية إلى أن صافي 110 آلاف بريطاني تتراوح أعمارهم بين 16 و34 عاماً قد هاجروا خلال العام المنتهي في مارس، مع وجود مؤشرات قوية على أن الشرق الأوسط، وعلى رأسه الإمارات، بات الوجهة الأبرز لهم.
وأبرزت «بلومبيرغ» أن انتقال المؤسسات المالية الكبرى إلى الإمارات يعكس ثقة متزايدة في أسواقها، حيث تستقطب الدولة بنوكاً عالمية وصناديق تحوط كبرى مثل «بريفان هاورد» و«أوك هيل أدفايزورز». ويأتي ذلك في ظل ضخ نحو 1.1 تريليون دولار من الثروات السيادية الإماراتية في استثمارات محلية وعالمية، ما يعزز مكانة الدولة مركزاً مالياً عالمياً.
الطفرة العقارية في دبي
وأشارت «بلومبيرغ» إلى أن الطفرة العقارية في دبي تعد دليلاً إضافياً على انتقال الثروة العالمية؛ إذ ارتفعت أسعار العقارات الفاخرة في الإمارة بنسبة 140% خلال خمس سنوات، وهو أعلى معدل بين المدن العالمية الكبرى، ما يعكس الطلب القوي من المستثمرين والوافدين الجدد.
ونقلت الوكالة عن خبراء أن الإمارات تستثمر بكثافة في البنية التحتية وجودة الحياة، وهو ما يمنحها أفضلية نسبية في جذب المواهب في عالم أكثر رقمية وتنقلاً. وعلى الرغم من أن باريس ولندن لا تزالان تتقدمان في بعض مؤشرات التعليم ورأس المال المغامر، فإن القفزة التي حققتها دبي في تصنيفات مراكز التقنية العالمية تؤكد تسارع تحولها إلى منصة ابتكار إقليمية وعالمية.
ورفض التقرير اختزال جاذبية الإمارات في قطاع العقارات فقط، مشيراً إلى أن مركز دبي المالي العالمي يضم اليوم أكثر من 100 صندوق تحوط مسجل، في حين تحظى الدولة بتقدير متزايد لقدرتها على التعامل مع مخاطر تدفقات الأموال وتعزيز الشفافية المالية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
