25 ديسمبر 2025, 2:48 مساءً
تتربّع بلدة المصانع جنوب مدينة الرياض، على ضفاف وادي حنيفة، الذي يتفرّع عنها شرقًا وغربًا، ليسقي نخيلها ومزارعها العريقة، إلى جانب سيل وادي نمار الذي يلتقي بوادي حنيفة عند حدودها الشمالية، فيما تنتهي جنوبًا عند التقائه بوادي الوتر "البطحاء"، بطول يمتد ثلاثة أكيال تقريبًا.
ويشير المؤرخون إلى أن اسم "المصانع" قديم، مشتقّ من "مصانع الماء"، وهي قنوات كانت تُستخدم لسقي بساتين النخيل. ويستدل على قدم السكنى فيها بقول الهمداني إنها "بلدة لضور بن رزاح من قبيلة بكر بن وائل"، فيما عدّها ياقوت الحموي من القرى التي لم تدخل في صلح خالد بن الوليد مع بني حنيفة عام 12 هـ.
ووصفها لوريمر بدقة، مشيرًا إلى أنها "تقع على جانبي الوادي، وماؤها قريب من السطح، وتزدهر فيها أشجار الفاكهة والحبوب، ويُقدّر عدد نخيلها بعشرة آلاف نخلة، وبساتينها متصلة ببساتين منفوحة".
وتحتفظ البلدة بأثر بارز يعكس عراقتها، يتمثل في سدها الحجري القديم على وادي حنيفة، المعروف باسم "العراص"، نسبة إلى الأحجار الأسطوانية التي تتوسطه. ويُقدّر عمر السد بنحو 700 عام، بعرض ثلاثة أمتار، وارتفاع أربعة أمتار، وطول يصل إلى 150 مترًا. وقد شهد عدة عمليات ترميم، أبرزها في عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- عام 1322هـ.
ويضم موقع السد حاليًا متنزهًا يحتوي على بحيرة بمساحة 10 آلاف متر مربع وعمق مترين، وممرات مشاة بطول 4.5 كيلومترات، إلى جانب جلسات للمتنزهين، ونخيل وأشجار برية متنوعة.
وأوضح الدكتور راشد العساكر، المتخصص بتاريخ مدينة الرياض، أن المصانع كانت بلدة قديمة سكنتها قبيلة بني حنيفة وضور بن رزاح وقبائل أخرى، وكانت متنزّهًا للأئمة تركي بن عبدالله، وفيصل بن تركي، وعبدالرحمن بن فيصل، والملك عبدالعزيز -رحمهم الله-، لما تتميز به من بساتين ومزارع ووفرة المياه، مشيرًا إلى أن الملك عبدالعزيز شارك في إعادة ترميم السد عام 1322هـ.
الجدير بالذكر أن "بلدة المصانع" تقع اليوم جنوب الطريق الدائري الجنوبي، بالقرب من حي الشفا، وكانت قديمًا بلدة مستقلة قبل أن يصلها التمدد العمراني، وتصبح أحد أحياء العاصمة الرياض.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
