فن / ليالينا

"عديم الضمير" يفرض حضوره بقوة ويناقش الدراما النفسية

لفت "عديم الضمير" (Vicdansiz) الأنظار بقوة منذ بدء عرضه عبر منصة TOD، ليؤكد حضوره كأحد أبرز الأعمال النفسية التي شهدتها الدراما التركية مؤخراً، مستقطباً شريحة واسعة من المشاهدين الباحثين عن محتوى مختلف، يقوم على الغموض والتحليل النفسي العميق، بعيداً عن الأنماط الدرامية التقليدية.

تفاصيل مسلسل "عديم الضمير"

ومنذ الحلقات الأولى، نجح المسلسل في إثارة حالة من الجدل والنقاش على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسم الجمهور بين محاولات أحداثه المعقدة، وقراءة أبعاده النفسية والفلسفية، في عمل لا يقدّم إجابات مباشرة بقدر ما يفتح أبوابًا واسعة للأسئلة.
يعتمد "عديم الضمير" على صيغة المسلسل القصير، إذ يتكون من ثماني حلقات فقط، وهو خيار فني واعٍ يراهن على التكثيف الدرامي بدل الإطالة. هذا البناء المكثف منح العمل إيقاعًا سريعًا ومشدودًا، حيث تحمل كل حلقة تصاعدًا واضحًا في التوتر النفسي، من دون مشاهد زائدة أو إطالات مفتعلة.

ويجد المشاهد نفسه في حالة متابعة دائمة، مدفوعًا بالغموض المتصاعد والأسئلة المتراكمة، في تجربة مشاهدة تعتمد على التركيز الذهني والتفاعل النفسي، أكثر من الاعتماد على الأحداث الصاخبة أو المفاجآت البصرية.

رؤية مختلفة ضمن إنتاجات منصة TOD

يأتي مسلسل "عديم الضمير" ضمن توجه منصة TOD لإنتاج أعمال أصلية قصيرة، تركز على قوة الفكرة وجودة التنفيذ، بدل الرهان على عدد الحلقات أو الامتداد الزمني الطويل. وقد أتاح هذا التوجه للعمل مساحة للخروج عن القوالب المعتادة في الدراما التركية، المعروفة بمواسمها الطويلة وتشعب خطوطها الدرامية.
ويمثل Vicdansiz نموذجًا لهذا المسار الجديد، حيث يقدّم حكاية واحدة مكثفة، تُروى بأسلوب سردي غير تقليدي، يضع المشاهد في قلب التجربة النفسية للشخصيات، ويجعله شريكًا في محاولة فك شيفرات الأحداث.

فيكدان… نقطة التحول في الحكاية

تدور أحداث المسلسل حول شخصية دينيز، الذي يعيش حياة تبدو مستقرة ظاهريًا، قبل أن تدخل فيكدان حياته، لتشكل الجانب الإنساني والعاطفي الذي يمنحه توازنًا نفسيًا. غير أن هذه العلاقة تتحول إلى لغز كبير، بعد اختفاء فيكدان بشكل مفاجئ إثر حادث غامض، من دون ترك أي أثر ملموس.
الأكثر إرباكًا في القصة، هو إنكار جميع من حول دينيز لوجود فيكدان من الأساس، وكأنها لم تكن يومًا جزءًا من حياته، ما يضع البطل أمام صراع داخلي قاسٍ بين ما يتذكره، وما يؤكده الواقع المحيط به.

عندما تصبح الذاكرة خصمًا

مع تصاعد الأحداث، يتحول دينيز إلى أسير لذاكرته، عالقًا بين تصديق ما عاشه فعليًا، والتشكيك في سلامة إدراكه العقلي. وهنا يغوص المسلسل بعمق في النفس البشرية، متناولًا موضوعات مثل هشاشة الحقيقة، وحدود الوعي، وكيف يمكن للذاكرة أن تتحول من ملاذ آمن إلى خصم شرس.
ولا يقدّم "عديم الضمير" الحقيقة بوصفها معطى ثابتًا، بل ككيان قابل للتشوه، يتأثر بالخوف والذنب والطموح والهوس، في طرح فلسفي يتجاوز مجرد لغز اختفاء تقليدي.

دراما نفسية تتخطى لغز الغياب

لا يكتفي العمل بتقديم قصة اختفاء غامضة، بل يستخدم هذا الحدث كأداة درامية لكشف أعماق الشخصيات، وتسليط الضوء على صراعاتها الداخلية. فالاختفاء هنا ليس غاية بحد ذاته، بل مدخل لتحليل آثار الشعور بالذنب، والرغبة في السيطرة، والهوس الذي قد يعيد تشكيل الواقع داخل عقل الإنسان.
ومع تقدم الحلقات، تتداخل الحدود بين الحقيقة والخيال، ليترك المسلسل المشاهد في حالة من الشك المستمر، ويضعه أمام تساؤلات وجودية حول ما إذا كان الإدراك وحده كافيًا لبناء يقين حقيقي.

أبطال العمل وصنّاعه

يضم مسلسل "عديم الضمير" نخبة من نجوم الدراما التركية، يتقدمهم أكين كوتش في أداء لافت يعكس التحولات النفسية المعقدة لشخصية دينيز، إلى جانب آيتشا آيشين توران التي تضيف حضورًا إنسانيًا مؤثرًا، فضلًا عن مشاركة جانسل إلتشين، وتانسيل أونغل، وجمال توكتاش، وفيضة سيفيل كونكور.
العمل من كتابة ليفنت كانتيك، الذي قدّم نصًا يعتمد على الرمزية والتلميح أكثر من التصريح، ومن إخراج ديفريم يالشن، الذي نجح في توظيف الصورة والإضاءة والإيقاع البصري لخدمة الطابع النفسي القاتم، وتعزيز أجواء القلق والشك التي تسيطر على مجريات الأحداث.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا