مرصد مينا

تواجه مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، والتي تجري بوساطة غير مباشرة في العاصمة القطرية الدوحة، تعثراً ملحوظاً نتيجة استمرار الخلافات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، لا سيما في ما يتعلق بخطط الانسحاب الإسرائيلي من القطاع.

وأفادت مصادر فلسطينية مطلعة السبت بأن المفاوضات تشهد تعقيدات متزايدة بعد أن قدمت إسرائيل خريطة لانسحاب جزئي من غزة، تتضمن إعادة انتشار وتموضع لقواتها العسكرية، مع الإبقاء على وجود عسكري في نحو 40% من مساحة القطاع، وهي خطة ترفضها حركة حماس بشكل قاطع.

وصرّح أحد المصدرين لوكالة “فرانس برس” أن “ما تطرحه إسرائيل لا يمثل انسحاباً فعلياً بل إعادة تموضع تبقي على احتلال فعلي لأجزاء واسعة من غزة”، في حين اتهم مصدر آخر تل أبيب بـ”المماطلة وعرقلة الاتفاق لمواصلة سياسة التدمير”.

ورغم حالة الجمود، أشارت مصادر مطلعة إلى أن المفاوضات لا تزال مستمرة في الدوحة، مع تأجيل بعض الملفات الحساسة، أبرزها ملف الانسحاب من محور فيلادلفي، إلى ما بعد زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، إلى قطر.

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن المفاوضات لم تشهد أي تقدم يُذكر خلال الساعات الـ24 الماضية، وسط تقارير عن ضغوط أميركية تُمارس على حماس لتأجيل النقاش حول حجم ونطاق الانسحاب الإسرائيلي من القطاع.

وفي جلسة مرتقبة اليوم السبت، من المتوقع أن تتركز المفاوضات على قضايا تتعلق بالأسرى وآليات إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

في سياق موازٍ، أعلنت الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، عن موافقة إسرائيل على اتخاذ “خطوات مهمة” لتحسين الوضع الإنساني، تتضمن زيادة عدد شاحنات الإغاثة وفتح معابر جديدة، بالإضافة إلى إعادة تشغيل طرق إيصال المساعدات، بما في ذلك توزيع المواد الغذائية والوقود للمخابز والمطابخ العامة.

وأكد المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، أنور العوني، أن الاتفاق الجديد لا يشمل “مؤسسة غزة الإنسانية”، مشيراً إلى أن عملية تسليم المساعدات ستتم حصراً عبر وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.

في المقابل، أطلقت منظمة “أطباء بلا حدود” تحذيراً من ارتفاع غير مسبوق في معدلات سوء التغذية في القطاع، موضحة أن عدد الحالات تضاعف أربع مرات خلال أقل من شهرين، مع معالجة أكثر من 1200 حالة، معظمها من النساء الحوامل والأطفال، في مركزين طبيين بمدينة غزة ومنطقة المواصي.

ميدانياً، تواصلت الغارات الجوية الإسرائيلية على مناطق متفرقة من القطاع، وأسفرت منذ فجر اليوم السبت عن مقتل 26 فلسطينياً، بحسب مصادر طبية.

وبلغ إجمالي عدد القتلى خلال الـ24 ساعة الماضية 88 شخصاً، في وقت وسعت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها العسكرية في مدينة خان يونس جنوب القطاع.

وبحسب المصادر ذاتها، طالت الغارات خيام نازحين في منطقة المواصي، كما استهدفت مركبة مدنية ومحطة وقود في دير البلح، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا بين قتيل وجريح.