أثارت القمة التي جمعت الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا، ردود فعل واسعة داخل أوكرانيا، حيث أعربت الأوساط الأوكرانية عن انزعاجها من الاستقبال المهيب للرئيس الروسي، الذي اعتُبر رسالة رمزية قوية على الساحة الدولية.

وقال غيث مناف، مراسل «القاهرة الإخبارية»، خلال مداخلة على شاشة القناة، إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بادر بالتواصل مع ترامب، بمشاركة عدد من القادة الغربيين، من بينهم المستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمفوضية الأوروبية. وأوضح أن أوكرانيا تؤكد أن وقف إطلاق النار وحده لن يكون كافيًا، ما لم يتم وضع شروط وبنود أساسية تضمن إنهاء العمليات القتالية واستعادة الأمن والاستقرار في البلاد.

وأشار مناف إلى أن زيلينسكي أعلن عن زيارته المرتقبة إلى واشنطن يوم 8 أغسطس، حيث سيبحث مع الإدارة الأمريكية آليات وقف ما وصفه بـ«المجازر» ضد الشعب الأوكراني، والتنسيق مع الحلفاء الأوروبيين لوضع خطة واضحة للحفاظ على سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها.

وأضاف أن أحد مستشاري الرئيس الأوكراني علق على تقرير نشرته صحيفة «التلغراف» الأمريكية بشأن اتفاق محتمل بين الولايات المتحدة وروسيا على وقف إطلاق النار، مؤكدًا أنه حتى الآن لم يصدر أي بيان رسمي يوضح التوصل إلى مثل هذا الاتفاق، مما يعكس حرص كييف على الشفافية والحرص على المصالح الوطنية قبل أي خطوات سياسية دولية.

ولفت مناف إلى أن اللقاء الأمريكي-الروسي في ألاسكا كان بمثابة رسالة دولية مزدوجة، إذ حاول الطرفان عرض موقف متوازن على الساحة العالمية، لكنه في الوقت ذاته أثار مخاوف أوكرانيا من احتمال استبعادها أو تقليص دورها في أي تسوية محتملة للصراع مع روسيا.

وأكد المراسل أن أوكرانيا تواصل التنسيق مع حلفائها الغربيين لضمان أن أي اتفاق محتمل لا يقتصر على وقف إطلاق النار فحسب، بل يشمل ضمانات أمنية واضحة وملزمة تحمي المدنيين وتضع حدًا لأي تصعيد مستقبلي، مع التشديد على ضرورة استعادة الحقوق الوطنية والسيادة الأوكرانية بشكل كامل.

واختتم مناف مداخلته بالتأكيد على أن أوكرانيا تتابع بقلق شديد أي تحركات دبلوماسية بين موسكو وواشنطن، لكنها تظل ملتزمة بالمسار السياسي الدولي لضمان تسوية عادلة ومستدامة تنهي الصراع وتؤمن مستقبل البلاد وأمن شعبها.