مع تزايد الإقبال على هذا النوع من التطبيقات التي تتطلب الوصول إلى الصور، تصاعدت تحذيرات خبراء الأمن السيبراني من الوقوع في «فخ التريند»، حيث ترفع الصور الشخصية إلى خوادم مجهولة، مما يُهدد بسرقة الهوية الرقمية، وتغذية الأنظمة البيومترية التي يمكن استخدامها لاحقًا لخداع أنظمة التحقق والتزييف العميق، ما يحول المتعة البصرية إلى خطر حقيقي يُهدد خصوصية المستخدمين.

تحذيرات من تريند صورتك بالزي الفرعوني
المهندس محمد الحارثي، خبير التكنولوجيا وأمن المعلومات، تحدّث عن الخطر الكامن في تطبيقات تحويل صورتك بالذكاء الاصطناعي، موضحًا أنّ التطبيقات لا تقتصر على مجرد تعديل الصور الشخصية للمشاهير أو الأفراد العاديين، بل تتيح للمستخدمين إمكانية إعادة إنشائها في سياقات مختلفة، مثل دمجها مع شخصيات خيالية أو وضعها في صور فنية على الشاطئ، وصولًا إلى حد إنشاء صور جديدة تمامًا تبدو واقعية وحتى ترند صورتك بالزي الفرعوني.

«تطبيقات تحويل الصور تخلق إشكالية كبيرة، تتمثل في أنّ المستخدم يفقد السيطرة على صورته بمجرد رفعها على المنصات»، قال «الحارثي»، محذّرا من أنّ التريند المذكور قد يفتح الباب أمام تداول واستغلال الصور بشكل غير لائق أو ضار، في مجموعات ومنتديات مختلفة.

خبير التكنولوجيا حذّر من أنّ إتاحة هذه الأدوات للجميع دون قيود تشكل تهديدًا مباشرًا للخصوصية، حيث يمكن لأي شخص استخدام صورة لآخر لتوليد محتوى جديد، موضحا: «رغم أنّ هذا لا يندرج تحت فئة التزييف العميق Deepfake، إلا أنّه يبقى نوعًا خطيرًا من التلاعب بالهوية الرقمية الذي قد يمس سمعة الأفراد ويؤثر على حياتهم».

يجب التفكير بجديّة في طبيعة المحتوي الذي يتم مشاركته، والتحلي بالوعي والحذر أثناء تحويل صورة بالذكاء الاصطناعي، حسب ما أكد «الحارثي»، ناصحًا المستخدمين بالتوقف عن استخدام الصور الشخصية الحقيقية لهذه الأغراض والتعامل مع المنصات غير الموثوقة: «المسؤولية تقع على عاتق المستخدم في تحديد ما يجب مشاركته وعدم الانجراف وراء أي تريند دون فهم كامل للمخاطر المحتملة».

1

صورتك بالزي الفرعوني سهّلت مهمة الذكاء الاصطناعي
خالد يسري، خبير تكنولوجيا المعلومات، تحدّث لـ«الوطن» عن تريند تحويل صور المستخدمين بالزي الفرعوني، قائلا إنّه تدريب مجاني ومكثف لأدوات الذكاء الاصطناعي، خاصة نماذج مثل Gemini، لتمكينها من التعرف على صور الناس وتحليلها.

الكم الهائل من الصور التي رفعها ملايين المستخدمين، قال «يسري» إنّها ستُغذي أنظمة الذكاء الاصطناعي بقاعدة بيانات ضخمة جدًا للمصريين، قد تسهل بشكل كبير عملية التوليد التي تعتمد في الأساس على امتلاك نماذج الذكاء الاصطناعي لبيانات ملايين الأشياء المختلفة، والتي تبدأ بتقليدها وإنشاء محتوى جديد منها، وبذلك نكون قد سهلنا على هذه الأنظمة ومنحناها البيانات جاهزة ومجانا تمامًا، بكميات كبيرة جدًا في وقت قصير.

الخبير التكنولوجي أوضح أنّ نماذج الذكاء الاصطناعي تستغرق وقتًا طويلًا جدًا للتدريب، لكن التدفق الهائل للصور سيعمل على تسريع عملية التدريب بشكل كبير، ما يؤدي إلى إنتاج مخرجات أكثر دقة، موضحًا: «على سبيل المثال، إذا طلب المستخدم من النظام توليد صورة لشخص مصري، هذه العملية ستكون أسهل وأكثر دقة للنظام مقارنة بما كانت عليه قبل الحملة، فالمستخدمون زودوا الذكاء الاصطناعي ببيانات جديدة ووافية تُمثل ملايين الوجوه المصرية».