أزياء / ليالينا

مجموعة Chanel ربيع وصيف 2026: ينسج بين والواقع تحت سماء باريس

في إحدى أكثر ليالي باريس سحرًا وتألقًا، تحوّل القصر الكبير إلى كونٍ مصغّر تدور فيه الكواكب حول شمسٍ جديدة تُدعى ماتيو بلازي، تحت أضواء كوكبية خافتة تلتفّ حول نظام شمسي متوهج، كشفت دار شانيل Chanel عن أول مجموعة لها بتوقيع بلازي، المصمم الرابع فقط الذي يتولّى قيادة الدار خلال أكثر من 115 عامًا من التاريخ المتلألئ.

كانت الأجواء مهيبة ومترفة في الوقت نفسه، موسيقى إلكترونية حالمة، أعمدة من الضوء تدور مثل مجرّات صغيرة، وسماء مُصطنعة تتوهّج فوق منصة العرض، لكن رغم فخامة الإعداد، كان جوهر الأمسية أبسط وأعمق، إحياء روح كوكو شانيل بطريقة جديدة كليًا، ومنذ اللحظة الأولى، بدا واضحًا أن بلازي لم يأتِ ليقلّد أو يهدم، بل ليُعيد التوازن بين التراث والحداثة، بين الرمز والملموس، وبين الأناقة والراحة.

إرثٌ ثقيل وخطوات واثقة

  1. حين تولّى بلازي هذا المنصب، كان العالم يراقبه بعينٍ من الترقّب والشك، فأن تكون رابع مصمم في تاريخ دار شانيل بعد عظماء مثل كارل لاغرفيلد، يعني أنك تدخل معركة مع الأسطورة ذاتها، لكن بلازي، الذي اشتهر بخبرته في بوتيغا فينيتا وذكائه في التعامل مع الخامات، اختار طريقًا مختلفًا: "لم يُعلن الثورة، بل مارسها بهدوء".
  2. تجلّت فلسفته في أول إطلالة خرجت على المنصة: بدلة قصيرة بخياطة دقيقة، تجمع بين الطابع الرجالي الحازم والأنوثة المتحركة، من هناك، بدأت قصة بلازي تتّضح، شانيل ليست عن الزخرفة، بل عن الحركة. ليست عن الكمال، بل عن الحياة.

لغة جديدة تُكتب بالتويد

  1. إذا كان التويد هو لغة شانيل الأبدية، فإن بلازي أعاد تشكيل نحوها وصرفها بعبقرية، التويد هنا لم يكن صلبًا كما اعتدناه، بل انسيابيًا، خفيفًا، يكاد يرقص مع الضوء، استخدم مزيجًا من الفيسكوز والحرير ليمنح القماش مرونةً جديدةً وحسًّا معاصرًا دون أن يفقد فخامته.
  2. برزت القمصان المحبوكة ذات الياقات المفتوحة على شكل حرف V، ترافقها تنانير ملفوفة تتماوج عند كل خطوة، وعلى الحواف، كانت زهور الكاميليا المطرزة تتلألأ بوميضٍ ناعم، إشارة إلى أن الجمال لا يُعلَن، بل يُكتشف.

هذه الملابس صُممت لتعيش، لتتحرك، لتُحتَضن، كانت بمثابة ثورة هادئة ضد الجمود، وإعلان أن شانيل في عصر بلازي لم تعد دارًا للمتاحف، بل للحياة اليومية الأنيقة.

منهج كوكو في عيون الحاضر

  1. استلهم بلازي فلسفة كوكو شانيل الأصيلة، استقلال المرأة، حبها للراحة، وكسرها للقواعد الرجولية في الموضة، لكنه لم يكررها حرفيًا، بل ترجمها للغة عام 2026، رأينا بدلات واسعة الصدر، أكمامًا منسدلة بخفة، أقمشة تنساب حول الجسد دون تكلّف.
  2. كانت هناك نزعة نحو الحرية الملموسة، نحو ملابس تُعبّر عن امرأة تعرف قوتها دون أن تحتاج إلى الصراخ بها، في كل تفصيل، من الأزرار الصغيرة التي تزين الحواف إلى القصّات المائلة التي تكشف الكتف بخجل، كان هناك توازن بين الصلابة والنعومة، بين الفكرة والحركة.

عرض مجموعة Chanel ربيع وصيف 2026.

ابتكار في الخامات: الحِرَف تتحرك

  • تاريخ بلازي في بوتيغا فينيتا جعل منه سيدًا في التعامل مع المواد، وهنا، في شانيل، استعرض هذه الموهبة بحذرٍ وذكاء.
  • تم تفكيك التويد وإعادة نسجه بخيوطٍ جديدة تمنحه ليونةً وشفافيةً غير مسبوقة، حتى الدانتيل ظهر بوجهٍ أكثر حداثة، مُطعّم بخيوط معدنية دقيقة تُضيء مع الضوء.
  • كانت اللمسة اليدوية حاضرة بقوة، تطريزات بالكاميليا، حواف من الدانتيل تُذكر بالعمل الحرفي لورش الدار، لكن كل ذلك كان يبدو طبيعيًا، وكأن القماش يتنفس من تلقاء نفسه.
  • شانيل تحت قيادة بلازي لم تعد تبحث عن الفخامة المترفة فحسب، بل عن الواقعية المترفة، تلك التي تجعل الجمال شيئًا يُعاش لا يُعلَّق على الجدران.

الإكسسوارات: الخلود الملموس

لا يمكن الحديث عن شانيل دون ذكر حقائبها، وهنا قدّم بلازي إحدى أذكى الابتكارات في العرض:

  1. حقيبة 2.55 الجديدة: إعادة عصرية للقطعة الأيقونية التي صممتها كوكو شانيل عام 1955، النسخة الجديدة جاءت أكثر نعومة ومرونة، بفضل سلكٍ داخلي يسمح بثنيها وإعادة تشكيلها يدويًا، كانت الفكرة أن الخلود يجب أن يُعاش، لا أن يُحفظ في الزجاج.
  2. الأحذية: أما الأحذية فكانت قصيدة في التوازن:كعوب قصيرة بزاوية مبتكرة، أحذية مدببة مقدّمة بلون الباستيل المعدني، وصنادل بخيوط جلدية تتقاطع كالأقمار حول الكاحل.

تحدّث بلازي بلغة التفاصيل، أحزمة قطنية مضلّعة تظهر فوق التنانير المنخفضة، في تلميح حميمي إلى عالم الملابس الداخلية الذي طالما ألهم كوكو، كان هناك حسّ بالحميمية، بالذاكرة، وكأن كل قطعة تحمل لمسة شخصية لا يمكن تكرارها.

ألوان تهمس أكثر مما تصرخ

في لوحة الألوان، اختار بلازي الصمت المضيء على الصخب:

  • تدرّجات البيج، الأبيض المائل إلى اللؤلؤ، الرمادي المعدني، الأزرق السماوي.
  •  والوردي الغباري سيطرت على المجموعة، مع ومضات ناعمة من الذهبي الوردي والبرونزي.
  • الألوان لم تكن متناقضة، بل تتسلل كضوء ، تُعانق الجلد وتُبرز نعومته.
  • أما الأسود، اللون الأبدي لشانيل، فظهر في ختام العرض، ليس كرمز حدادٍ على الماضي، بل كخاتمة كلاسيكية تتوهّج بالحياة الجديدة.

الرموز القديمة تتنفس من جديد

  • من الكاميليا إلى اللؤلؤ، ومن الأزرار الذهبية إلى سلاسل الحقائب، أعاد بلازي تفسير رموز الدار بطريقة تجريدية وعصرية.
  • الكاميليا لم تعد زهرة جامدة، بل نقطة ضوء صغيرة تلتقطها العين وتفلتها.
  • والسلاسل تحوّلت إلى عناصر زخرفية على الأكمام والأحذية، كأنها امتداد طبيعي للجسم.
  • حتى التنانير الطويلة المطرزة بالريش بدت كغيومٍ تتحرك، لا كأزياء سهرة تقليدية.
  • كانت النتيجة توليفة مذهلة من التراث والجرأة، من الحنين والابتكار.

العرض كرحلة حسية

تدرّج العرض من الحركة إلى الهدوء، من اليومي إلى الحلمي:

  • في بدايته، كانت الخطوات حاسمة والقصّات واضحة، ثم بدأت تتحول تدريجيًا إلى انسيابٍ حالِم.
  • الإضاءة تغيّرت لتُصبح أكثر نعومة، والموسيقى هدأت، وكأن الدار نفسها تُعلن، لقد وُلد فصل جديد من شانيل.
  • في اللحظة الأخيرة، خرجت العارضة الأخيرة بثوبٍ من الساتان الفضي المطويّ، تعلوه زهرة كاميليا بيضاء بحجم كف اليد.

كانت خطوة رمزية، كوكو شانيل تُسلّم الشعلة إلى ماتيو بلازي.

شانيل الجديدة: حين يتحد الماضي بالمستقبل

  • في عالمٍ يميل إلى السرعة والضوضاء، جاءت مجموعة شانيل Chanel لربيع وصيف 2026 كتنفّسٍ عميق وسط الزحام.
  • بلازي لم يُحاول أن يتفوّق على لاغرفيلد أو كوكو، بل تعلّم منهما كيف يُصغي.
  • أعاد تعريف معنى الأناقة لتصبح حالة شعورية أكثر منها مظهرًا خارجيًا.
  • شانيل اليوم ليست دارًا تعيش في ظل ماضيها، بل دارٌ تتغذّى من هذا الماضي لتخلق مستقبلاً ناعمًا وواثقًا.

المرأة التي يرتديها بلازي ليست مجرد أيقونة على السجادة الحمراء، بل إنسانة تسير في شوارع باريس، أو في أي مدينة من مدن العالم، وتبدو كما لو كانت تُعيد تعريف الجمال من خلال بساطتها.

فصل في تطوّر دار خالدة

  1. مع مجموعة ربيع وصيف 2026، أثبت ماتيو بلازي أن شانيل ليست مجرد علامة تجارية، بل كيان ثقافي حيّ، قادر على التجدّد دون أن يفقد روحه.
  2. لقد كتب فصلاً جديدًا في تاريخ الموضة، فصلًا يوازن بين الحداثة والذاكرة، بين الترف والحياة اليومية.

وفي نهاية العرض، حين خفتت الأضواء وبقيت أصداء الموسيقى تدور في القصر الكبير، شعر الجميع أن ما حدث لم يكن مجرد عرض أزياء، بل ولادة مجرّة جديدة في كون شانيل.

شاهدي أيضاً: مجموعة Chanel كروز 2025

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا