بإيقاعٍ شاعريٍّ يشبه نغمة عطرٍ خفيفٍ يتسلّل في صباحٍ نديّ، قدّمت دا أوسكار دي لا رينت Oscar de la Renta مجموعتها لربيع وصيف 2026 في عرضٍ تحوّل إلى قصيدة حية عن الجمال، والإحياء، والبهجة، تحت قيادة الثنائي الإبداعي لورا كيم وفيرناندو غارسيا، استعادت الدار روحها الأصلية التي تمزج بين الرقيّ الأمريكي الكلاسيكي وجرأة الابتكار المعاصر، مقدّمةً رؤية تفيض بالحياة وتحتفي بالحركة والطبيعة والأنوثة المتجددة.
احتفاء بالحياة من البذرة إلى الإزهار
منذ اللحظة الأولى للعرض، بدا واضحًا أن المجموعة لا تكتفي بكونها عرض أزياء، بل هي رحلة حسّية تستكشف دورة الحياة ذاتها:
- تفتّحت الأقمشة على الممشى كما تتفتح الورود مع أول نسيمٍ ربيعي، وكأن الطبيعة نفسها قرّرت أن ترتدي الحرير والشيفون، كل إطلالة كانت رواية مصغّرة عن لحظة ازدهار، عن شمسٍ تتسلل بين أوراق الشجر، وعن توازنٍ بين الهشاشة والقوة.
- استلهمت لورا كيم وفيرناندو غارسيا الفكرة من التحوّل الطبيعي في المواسم، من الشتاء الخافت إلى ربيعٍ مشرقٍ نابضٍ بالضوء، وقد نجحا في تحويل هذه الفكرة إلى تجربة بصرية تحاكي حواس المتلقي، تجمع بين العفوية والترف، وبين الفن والحياة اليومية.
الزهور لغة الجمال المتجدد
تحتل الزهور موقع القلب في مجموعة ربيع وصيف 2026، لكنّها لا تأتي هنا في شكلها التقليدي، بل تُعاد ترجمتها في سياقات فنية غير مألوفة.
تحوّلت الأزهار إلى رموز للحسّ الأنثوي المتمرّد، وإلى استعارات عن الصبر والنموّ والتجدّد. صيغت بتقنيات متنوّعة:
- من الكروشيه اليدوي إلى دانتيل الروطان، ومن الجلد المطلي بالمينا إلى التطريز المرسوم باليد.
- تسلّقت الأزهار نسيج الشيفون الحريري، تشابكت على فساتين الدانتيل، وتدلّت على القفطانات بخفة كأنها تنمو طبيعياً هناك.
- هذا المزج بين الخيال والحرفية الدقيقة أعطى المجموعة هويةً فريدة، تجمع بين النعومة والرؤية البنّاءة.
لم تكن الزخارف الزهرية مجرد تزيين؛ بل كانت لغة تتحدث عن الأمل والاستمرار.
شاهدي أيضاً: مجموعة Oscar de la Renta لما قبل خريف 2025
عندما يتحدث القماش حوار بين الضوء والملمس
من العناصر اللافتة في هذا العرض هو ذلك الحوار البصري بين القماش والضوء:
- فكل قطعة بدت وكأنها تتنفس على منصة العرض: الشيفون الشفاف، الساتان المصقول، الدنيم المعالج، والجاكار المطرّز.
- اعتمدت الدار على تقنية طبقات متراكبة تولّد حركة بصرية دقيقة، فيظهر اللون وكأنه يتبدّل تحت وهج الضوء.
- استوحت كيم وغارسيا بعض التفاصيل من تقنيات النسيج الصيني القديمة، خاصة في طبعة بخور مريم (Cyclamen print) التي منحت الأقمشة طاقة حركية مدهشة.
- بدت النقوش وكأنها تموّجات من الدفء والبرودة في آنٍ واحد، حيث يتحوّل كل نسيج إلى مشهدٍ مائيٍّ يتبدّل لونه مع انعكاس الضوء.
لوحة ألوان تحكي قصة النهار
اختارت الدار لوحة ألوان شاعرية تُحاكي مراحل النهار في ربيعٍ صافٍ، من الكمثرى الأخضر الهادئ إلى الأصفر الزبديّ، ومن الأزرق السماوي الرقيق إلى الوردي الخافت.
ألوان تنساب بانسجامٍ رومانسيّ، تجمع بين الرقة والحيوية، لتعبّر عن فلسفة أوسكار دي لا رينتا في هذا الموسم:
“الأنوثة لا تحتاج إلى صخب، بل إلى ضوءٍ ناعمٍ يكشفها ببطء.”
كان كل تدرّج لوني يرمز إلى لحظة زمنية من النهار، الصباح الباكر بألوانه المائية، الظهيرة المشمسة بتوهّجها، والغروب الذهبي المائل إلى الحلم، هذا الإحساس بالوقت والانسياب منح العرض بعدًا عاطفيًا غير مسبوق.
الأنوثة المعاصرة بين البساطة والفخامة
من أبرز سمات هذه المجموعة هو ذلك التوازن المدهش بين الرقيّ الخالد والبساطة الحديثة:
- ابتعدت التصاميم عن المبالغة في الحجم أو التفاصيل الزائدة، لكنها لم تتخلَّ عن الدراما البصرية التي تميّز الدار.
- الفساتين الطويلة تتدفق بخفة، المعاطف القصيرة تنساب حول الجسد كلمسة نسيم، والقصّات غير المتماثلة تضيف جرأة مدروسة.
من خلال هذه التوليفة، عبّر الثنائي عن امرأة أوسكار دي لا رينتا الجديدة:
امرأة ناعمة الملامح، قوية الحضور، لا تحتاج إلى الزخارف كي تُعلن عن نفسها، لأن قوتها تكمن في الأناقة الطبيعية التي تنبع من داخلها.
شاهدي أيضاً: مجموعة Oscar de la Renta خريف وشتاء 2025-2026
تطريزات تُحاكي الضوء
برزت في المجموعة تطريزات دقيقة تُشبه نقش الضوء على الماء:
- فساتين السهرة المرصّعة بالترتر والخرز البلاتيني كانت تتراقص كلما تحركت العارضة، وكأنها تحكي قصة الليل الذي يلتقي بالنجوم.
- أحد الفساتين جاء بخط رقبة شبكي من الكريستال، جمع بين الإغراء والاتزان، ليجسّد توازن المصممين بين الجمال الجريء والاحترام الأنيق.
- في حين جاءت الفساتين المزينة بالريش لتضيف لمسة حيوية ناعمة، حيث تنفلت الخيوط الخفيفة مع كل خطوة، فتصبح الحركة جزءًا من التصميم نفسه.
- كل تفصيلة، من الحياكة إلى التطريز، كانت احتفاءً بالحرفة اليدوية التي طالما شكّلت هوية الدار منذ تأسيسها.
عودة الكلاسيكية بعيون معاصرة
في حين يذهب كثير من المصممين اليوم نحو الابتكار الصارخ، قدّمت أوسكار دي لا رينتا العكس تمامًا:
- عادت إلى الكلاسيكية لا كحنين للماضي، بل كإعادة اكتشافٍ لمعناها الحديث.
- القفطانات ذات الأكمام المتدفقة، الفساتين ذات الخصر المحدد، والمعاطف القصيرة التي تحاكي شرانق الزهور، كلها حملت نَفَسًا جديدًا يوازن بين الهيكل والحرية.
هذا المزج بين البناء والليونة هو ما منح المجموعة طابعها الخاص، حيث تظهر المرأة قوية من دون قسوة، ورقيقة من دون هشاشة.
الرمزية في التفاصيل: الزهرة كفلسفة حياة
ما يميّز العرض ليس الأقمشة أو القصّات فقط، بل الفكرة التي تقف خلفها:
- فالزهور هنا ليست مجرد motif جمالي، بل رمز فلسفي للتجدد.
- تمامًا كما تنبت الزهرة من تربةٍ داكنة لتواجه الشمس، كذلك تعبّر تصاميم أوسكار دي لا رينتا عن إيمانٍ بالعودة إلى الضوء مهما كانت المواسم قاسية.
- في كل غرزة، وكل طيّة، وكل خيطٍ حريري، ثمة رسالة عن الجمال كقوة خفيّة.
لقد جعلت الدار من الأنوثة احتفاءً بالشجاعة، ومن الرقة احتفالًا بالثبات، ومن الموضة وسيلةً للتعبير عن الذات في أبهى صورها.
شاهدي أيضاً: مجموعة Oscar de la Renta ريزورت 2026
حوار بين الفن والطبيعة
بدت المجموعة وكأنها لقاء بين رسام انطباعي وحديقة غنّاء:
- التحكم الدقيق في التدرجات، توظيف الشفافية، اللعب بالظلّ والنور، أعادت صياغة الموضة كفن بصري متكامل.
- كل قطعة كانت لوحة يمكن تأملها، وكل حركة على الممشى كانت لمسة فرشاة على قماشٍ حيّ.
ولم يكن هذا الجمال مصطنعًا، بل متجذّرًا في الحرفية العالية التي تميّز أوسكار دي لا رينتا، والتي جعلتها منذ عقود منصة للأناقة الذكية، لا للمظهر وحده بل للفكر الكامن خلف التصميم.
رؤية جديدة للدار بين الجذور والطموح
بوضوح، شكّلت مجموعة ربيع وصيف 2026 نقطة توازن مثالية بين الماضي والحاضر:
- فهي تحيي إرث أوسكار دي لا رينتا، المصمم الذي لطالما آمن بأن "الأنوثة ليست ضعفًا، بل احتفالٌ بالحياة"، وتربطه برؤية لورا كيم وفيرناندو غارسيا اللذين يسعيان لإعادة تعريف هذه الأنوثة بأسلوبٍ أكثر جرأة ومرونة.
- من خلال كل قطعة، بدا أن الثنائي يدعوان المرأة إلى الاحتفاء بذاتها كما هي — لا بتصنّع، بل بانسجامٍ مع الطبيعة، ومع نبض الحياة الذي لا يتوقف عن الإزهار.
الختام وعدٌ بالأمل والجمال المستمر
اختتم العرض وسط تصفيق طويل، بينما امتلأت القاعة برائحة الورود البيضاء التي زُيّن بها الممشى.
كانت لحظة رمزية تُعبّر عن رسالة العرض الأساسية:
“أن تكوني مثل الربيع قادرة على البدء من جديد في كل مرة.”
بهذا المعنى، لا تُعد مجموعة أوسكار دي لا رينتا لربيع وصيف 2026 مجرد فصلٍ جديدٍ من الأزياء الراقية، بل بيانًا إنسانيًا عن الجمال كطاقة خالدة، إنها دعوة إلى الرقة، وإلى الإيمان بأن في كل أنثى بذرة ضوء، تنتظر فقط موسمها لتتفتح.
شاهدي أيضاً: مجموعة Oscar de la Renta ريزورت 2023
شاهدي أيضاً: مجموعة Oscar de la Renta لخريف 2020
شاهدي أيضاً: فساتين Oscar De La Renta على السجادة الحمراء
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.