شهد ختام مهرجان الجونة السينمائي 2025 تنوعاً مبهراً في درجات المكياج التي اعتمدتها النجمات، حيث اجتمع الدفء والبرودة في لوحة فنية متكاملة عكست فهمًا متقدماً لجماليات الإضاءة والألوان. فبدلاً من اعتماد مكياج قوي أو لامع بشكل مفرط، فضلت النجمات اللعب على التفاصيل الدقيقة: درجة البشرة، توازن الإضاءة، ونعومة الانتقال بين الظلال.

هذا الموسم كان بمثابة احتفاء بالأنوثة الطبيعية، حيث بدت أغلب الإطلالات وكأنها تقول إن الجمال الحقيقي لا يأتي من الكثافة، بل من التدرّج المدروس بين الألوان. وهو ما جعل كل إطلالة تبدو فريدة، حتى وإن اشتركت النجمات في الاتجاه العام نحو المكياج المتوهّج الطبيعي.

الدرجات الترابية: سر الأناقة الهادئة

من أكثر الدرجات التي هيمنت على السجادة الحمراء في ختام المهرجان كانت الدرجات الترابية الدافئة، وهي خيار كلاسيكي دائم يعكس الرقي والهدوء. هذه الألوان — من البيج الفاتح إلى البني المتوسط — منحت البشرة دفئاً طبيعياً وتناسقاً مع الإضاءة الذهبية للمكان.

الظلال الترابية كانت موجودة بوضوح على الجفون، ممزوجة بلمسات من الهايلايتر الذهبي أو البرونزي، مما أضفى عمقاً على العينين دون أن يطغى عليهما. الحواجب جاءت محددة بإتقان ولكن بأسلوب طبيعي، مما سمح للمكياج بالظهور متكاملاً. هذه الدرجات كانت المفضلة لدى العديد من النجمات اللاتي أردن تحقيق توازن بين الجاذبية والهدوء مثل درة زروق وهند صبري.

اللمسة الوردية: أنوثة حالمة على السجادة الحمراء

الدرجات الوردية كانت الحاضر الأبرز في مكياج ختام مهرجان الجونة، خاصة على الشفاه والخدود. الألوان الوردية والزهرية بدرجاتها الفاتحة أضفت طابعاً أنثوياً ناعماً يعكس الشباب والحيوية، كما انسجمت مع الألوان الفاتحة للفساتين التي اختارتها كثير من النجمات مثل يسرا ورنا رئيس وأسماء جلال.

استخدمت هذه الدرجات بطريقة مدروسة بحيث لا تبدو طفولية أو مبالغاً فيها، بل جاءت كتدرّج طبيعي يُكمل إشراقة البشرة. ومع لمسة خفيفة من ملمع الشفاه الشفاف، اكتمل المظهر بإحساس النعومة والانتعاش.

البرونزي المتوهج: إشراقة الشمس في الجونة

درجات البرونزي والذهبي كانت من أبرز ملامح مكياج بعض النجمات اللواتي فضّلن الإطلالة المتوهّجة. هذه الألوان، المستوحاة من دفء الغروب وسحر الرمال، منحت البشرة بريقاً خفيفاً يعكس الضوء بطريقة مثالية للصور.

اعتمدت بعض خبيرات التجميل أسلوب الدمج بين البرونزي والهايلايتر على الخدّين وعظمة الأنف لتكوين تأثير ثلاثي الأبعاد يمنح الوجه مظهراً صحياً ومتألقاً. هذا الاتجاه كان واضحاً لدى نجمات مثل بلقيس فتحي وناهد السباعي، اللواتي جمعن بين إشراقة المكياج ولمعان الفستان بطريقة متناغمة وملهمة.

الدرجات الباردة: لمسة من الفخامة العصرية

إلى جانب الدرجات الدافئة، ظهرت بعض الإطلالات بلمسات من الدرجات الباردة مثل الرمادي الفاتح، الفضي، والوردي المائل إلى الليلكي، وهي ألوان تعكس إحساساً بالهدوء والحداثة. هذه الدرجات تناسبت مع الإضاءة الليلية لحفل الختام، حيث أضافت بُعداً راقياً على الملامح دون أن تسرق من طبيعية البشرة.

تعد هذه الألوان خياراً مثالياً للنجمات اللواتي يفضلن المظهر العصري والراقي في الوقت نفسه، خاصة عند تنسيقها مع فساتين معدنية أو بألوان باردة مثل الفضي والأزرق الفاتح. وهو ما شوهد بوضوح في بعض إطلالات النجمات الشابات اللواتي اعتمدن البساطة الهادئة كلغة للجمال العصري.

توازن الضوء والظل... الحيلة الجمالية الأكثر ذكاءً

من أبرز ملاحظات ختام مهرجان الجونة هذا العام أن المكياج لم يكن مجرد تطبيق ألوان، بل كان نتيجة حسابات دقيقة لتفاعل الضوء مع ملامح الوجه. فقد تم توزيع الإضاءة على البشرة عبر تدرجات دقيقة من الكونسيلر والهايلايتر والبرونزر، بحيث تبدو البشرة مضيئة من الداخل لا لامعة بشكل سطحي.

هذا التوازن بين الضوء والظل جعل ملامح الوجه أكثر تحديداً، دون الحاجة إلى كونتور قوي أو خطوط حادة. ومع الظلال الناعمة والرموش المتوسطة الكثافة، بدت الإطلالات مثالية لعدسات الكاميرات التي تبحث عن البريق الطبيعي لا المصطنع.

شفاه طبيعية وعيون بارزة

رغم تنوع درجات المكياج، فإن الثابت الوحيد تقريباً كان توازن التركيز بين العيون والشفاه. أغلب النجمات فضّلن إبراز العيون عبر ظلال متدرجة أو كحل ناعم مع رموش كثيفة، مقابل شفاه بألوان هادئة محايدة أو وردية خفيفة. هذه المعادلة تمنح الوجه تناسقاً بصرياً يليق بالأضواء القوية والتصوير المستمر.

النتيجة كانت مكياجاً أنثوياً متوازناً، يُظهر العيون كبوابة التعبير الرئيسية ويجعل الشفاه مكملة للإطلالة لا متنافسة معها. وهو الاتجاه الجمالي نفسه الذي تفضّله كبريات بيوت التجميل في عروض الأزياء العالمية الأخيرة.

مكياج ختام مهرجان الجونة 2025

يمكن القول إن مهرجان الجونة 2025 قدّم درساً عملياً في كيفية استخدام درجات المكياج كأداة فنية للتعبير عن الشخصية. لم تكن الإطلالات صاخبة، لكنها لامست الكمال في انسجامها وتدرجاتها. فكل لون استخدم بدقة ليخدم الفكرة العامة للإطلالة: أنوثة ناعمة، إشراقة طبيعية، وثقة هادئة أمام الكاميرات.

وبين الترابي والبرونزي والوردي، تكرس مفهوم الجمال المتوهج كاتجاه رئيسي لهذا الموسم — جمال لا يعتمد على التكلف، بل على الدقة في اختيار الدرجة المناسبة للبشرة والإضاءة والمزاج. وهكذا، استطاعت نجمات ختام الجونة أن يثبتن أن سر الإطلالة المثالية يبدأ بدرجة اللون قبل أي شيء آخر.