تزخر النسخة الثامنة من المهرجان الدولي للتصوير (إكسبوجر 2024) بآلاف اللقطات الفوتوغرافية الآسرة، لـ 400 مصور عالميّ يستضيف أعمالهم المهرجان في نسخته الحالية التي تستمر فعالياتها حتى 5 مارس، من هذه الصور التي تجبر المارين في أروقة المهرجان على التوقف أمامها وتأملها، صور المصور الفرنسي المحترف لوران شيهير في معرضه «بعيداً جداً، قريباً جداً».

اللافت في صور شيهير الرؤية المغايرة التي ينطلق منها لالتقاط صوره لمباني باريس المتهالكة والآيلة للسقوط، محاولاً إبراز جمالها الفاتن الخفي، بإعادة العمل على الصور التي يلتقطها باستخدام برنامج الفوتوشوب، وإضافة بعض المؤثرات الفنية المستوحاة من العديد من بعض الأفلام العالمية ك «قلعة هاول» لهاياو ميازاكي، و«البالون الأحمر» لألبرت لاموريس، والكثير من المؤثرات التي تأخذنا للأجواء الفيلمية للمخرج الكبير فيديريكو فيليني، ومارسيل كارنيه وفيم ويندرز.

• القطب الشمالي في 15 عاماً

استضافت «منصة X»، ضمن فعاليات المهرجان المصور الألماني فلوريان شولز، في حوار ملهم حول تجربته في رصد القطب الشمالي على مدار 15 عاماً، ودور أفلامه بالتغيرات التي تطرأ على المناخ في هذه المناطق، بسبب الاحتباس الحراري وذوبان الجليد، وتأثير التلوث في الكائنات التي تعيش في هذه الملاذات الطبيعية الآمنة منذ قرون عديدة.

وتحدث فلوريان، الذي صنع مجموعة من الأفلام والتقارير المصورة لمجلة ناشيونال جيوغرافيك، عن تجربته في اختيار العيش والعمل خلال السنوات الأخيرة في أماكن من المنطقة المتجمدة في أمريكا الشمالية، لنقل تجربة الشغف بالطبيعة إلى الأجيال الجديدة، حيث تمكن خلال رحلاته المختلفة، من تصوير أنماط حياة الدببة القطبية.

• قوة العاطفة في التصوير

أكّد المصوّر ومخرج الأفلام البريطاني تشارلي جيمس أنّ العاطفة في التصوير الفوتوغرافي تشبه إلى حدّ ما الكاريزما التي يصعب تحديد ماهيتها، وبدونها فإنّ تأثير الصورة يكاد يكون معدوماً أو ضئيلاً. وفي خطاب مُلهم حمل عنوان «قوة العاطفة في التصوير» ضمن فعاليات «إكسبوجر 2024»، شارك جيمس تجربته في البحث عما وراء الجمال في الصور التي يلتقطها، والتي يسعى من خلالها لتقديم رسالته للعالم.

واستعرض خلال حديثه عدداً من الصور التي يجمع بعضها الإنسان والطبيعة في مشهد متناغم، في حين يُظهر بعضها الآخر محاولات البشر فرض سيطرتهم على الكائنات الأخرى.