منوعات / صحيفة الخليج

طقوس الأضاحي في .. «تقنيات ذكية» وحرارة ذكريات

الشارقة: سارة المزروعي

عبدالله الغفلي: ذبح الأضحية عقب الصلاة بأيدينا

سيف الزعابي: عادة ولمة وبركة وفرحة

فيصل المرشودي: «» يختار الذبيحة ويوصلها مقسمة

نوال المهيري: توفير الوقت والجهد بضغطة زر

ما بين الذكاء الاصطناعي الذي يختار الذبيحة، ويجزّئها، ويُوصلها إلى الباب، وذكاء البشر الذي يحفّز الأهل على التجمّع وتوزيع اللحم بالأيدي الدافئة، يعيش عيد الأضحى اليوم مزيجاً من التمسك بالموروث التقليدي والحنين ومسايرة التكنولوجيا.

ذكية غيّرت المشهد بشكل جذري، إذ أصبح بالإمكان اختيار نوع الأضحية، وعمرها، وطريقة تقسيمها، وحتى تحديد الجهات التي يُوزّع عليها اللحم.

لكن في المقابل، يشعر البعض بأن هذه الحلول رغم كونها مريحة وسريعة، حرمت الجيل الجديد من مشهدٍ ظلّ راسخاً في الذاكرة الجمعية مثل لمّة أهل، وصوت القصّاب، وحرارة الدم، وبركة المشاركة.

وبينما تتزاحم طلبات الأضاحي في تطبيقات الهواتف، وتنتشر صور على منصات التواصل، تظل في ذاكرة الإماراتيين مشاهد لا تُمحى من زمن كانت فيه «العزبة» و«الحوي» قلب الطقوس ومسرح الذبح الجماعي، فقد كان العيد مناسبة للتجمّع، والمشاركة، والتعلّم من كبار السن، لا مجرّد أداء لطلب رقمي.

في هذا السياق، يُصبح عيد الأضحى مرآة واضحة لتحوّل الأدوار الاجتماعية، حيث انتقل مشهد الذبح من لحظة حية يشارك فيها الجميع، إلى تجربة فردية مؤتمتة تنفّذها التطبيقات دون حضور حسي أو عاطفي، ما يعكس تغيّر العلاقات بين الناس وتبدّل معاني العيد ومعايير المشاركة.

روح العيد

رغم أن كثيراً من الناس لم يعودوا يذبحون الأضاحي بأيديهم، إلا أن روح العيد لا تزال حيّة في القلوب، التحول التقني لا يُلغي الأصالة، بل يدعو لإعادة ابتكار طرق تحفظ القيم وتمنح الجيل الجديد فرصة لصناعة ذكرياته بطريقته الخاصة.

من الذيد، يقول عبدالله الغفلي: «أيام زمان كنا نذبح الأضحية عقب صلاة العيد بأيدينا أو حتى في المقصب القريب، الخروف نعرفه من يوم ولد، نؤكّله بيدنا ونعرفه بطبعه، ونوزّعه على الجيران، ويوم نقول هذه الذبيحة للعيد، ما نختارها عبث، نختارها من وقت، يمكن قبل بشهر، أو من يوم كانت ترضع من أمها نعزلها ونعلفها من الزين ونتابعها كل يوم، نحرص إنها ترتاح وما تخالط باقي الحلال، نخاف عليها من التعب أو العلّة».

ويقول سيف الزعابي: عقب صلاة العيد، يتجمّع الأهل عند البيت الكبير، وكل واحد يعرف شغله، العيال يجمعون المواعين (الصحون وأدوات الذبح) والنساء يجهزن مستلزمات الذبح، والرجال يذبحون بأيديهم، ما كان في وقتها برادات ولا توصيل، فنوزّع اللحم بسرعة على الجيران والمعارف.

ويتابع: الذبح بالنسبة لنا عادة ولمة وبركة وفرحة نحب نعيشها كل سنة، نغسل الذبيحة ونقسمها، ونوزعها على البيوت القريبة، حتى الصغار لهم دور، ويحسون أنهم كبروا بمشاركتهم في طقوس الكبار، ونقول دائماً: «عيد بلا ذبيحة، ما له طعم ولا ريحة».

جيل التطبيقات

في المقابل، يقول فيصل المرشودي: «اليوم الدنيا تغيّرت، والتكنولوجيا دخلت في كل شيء، حتى في طقوس الأضحية، الحين الواحد يطلب ذبيحته من التطبيق، يختار النوع والعمر وطريقة القص والتغليف، والتوصيل بعد، يوصلونه لبيتك بدون ما تشوف الذبيحة ولا تسمع صوت القصّاب».

ويضيف:«صحيح إنها وفرت علينا الجهد وساعدت كبار السن ومن ليس عندهم وقت أو خبرة، لكنها أخذت من روح وأجواء العيد... من لمة الأهل، وتعليم العيال. والتطبيقات ما تلغي المعنى، لكنها تغيّر الشكل، بعض الناس يحتاجونها، ومن يقدر أن يذبح بنفسه أفضل، وأهم شي تظل النية حاضرة والبركة موجودة».

ويقول أحد الأهالي: «أحرص إني أضحي أنا وإخواني، نوقف على الذبيحة من أولها لآخرها، لأن هذي من طقوسنا وسنة نبينا، لكن بعض الظروف تمر علينا وتخلينا نختار السهل، نطلب من التطبيقات وها تتكفل بالذبح والتوزيع».

ويضيف محمد عيسى، مقيم في دبي: في السابق، كنا نُضطر للذهاب إلى المقصب مع الأطفال وننتظر لفترات طويلة وسط الزحام ودرجات الحرارة المرتفعة، كان الأمر مرهقاً نفسياً وبدنياً، الآن، مع توفر التطبيقات الذكية مثل«ذبيحتي» و«المقصب الذكي»، تغيّرت التجربة كلياً، أختار نوع الأضحية من الهاتف، تصلني صورة الذبيحة قبل الذبح، مع تأكيد أنها نُفذت باسمي، يمكنني حتى تحديد موعد التوصيل المناسب، وغالباً ما تصل مغلّفة وجاهزة للتوزيع، أشعر بالاطمئنان، وأتمكن من التركيز على استقبال الضيوف وتحضيرات العيد.

وتضيف نوال المهيري: «من إيجابيات التطبيقات إنه يوفّر علي الوقت والجهد، كل شي واضح وسهل، أقدر أطلب بضغطة زر، والتطبيق يرسل لي تنبيهات وقت التنفيذ والتوصيل وغيرها، العملية منظمة وسريعة، ولا أضطر أن أوقف في طوابير أو أدوّر بالسوق لاختيار أضحية مناسبة، خصوصاً وقت الزحمة قبل العيد».

وتشير إلى أن التنوع في الخيارات أحد أبرز المميزات، التطبيقات فيها ذبائح محلية ومستوردة، وأنواع مثل النعيمي، والعُماني، وكلها موثقة وبصور.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا