منوعات / صحيفة الخليج

«الخرس».. صناعة تراثية بنكهة الماضي الإماراتي

الشارقة: هدى النقبي

تُعد صناعة «الخرس» الفخارية التقليدية التي اشتهرت بها قديماً، وكانت تُستخدم المنازل في الماضي بشكل أساسي لحفظ القمح والشعير والتمر، كما استُخدمت أيضا لتبريد الماء في البيوت القديمة قبل انتشار وسائل التبريد الحديثة، واليوم، ما زالت هذه الصناعة حاضرة في الذاكرة الشعبية، ومحط اهتمام المهتمين بالتراث الإماراتي الأصيل.
تبدأ صناعة «الخرس» باختيار الطين الجيد، وغالباً ما يُجلب من المناطق الصحراوية، ويُعرف محلياً بـ«الصلصال»، ويجب أن يكون الطين ناعماً وخالياً من الشوائب، ثم يُخلط بالماء ويُعجن حتى يصبح جاهزاً للتشكيل.
يُشكّل «الخرس» باستخدام الدولاب، وهي أداة دائرية يُديرها الحرفي، إما بيده وإما بقدمه (قديماً)، وإما بواسطة دولاب كهربائي (حديثاً)، مما يساعده على تشكيل الإناء بشكل دائري منتظم، ومن الأدوات المساعدة الأخرى، الخيط لقطع الفخار، والقماش لتنعيم السطح، وقطع الخشب لتسوية الحواف وإزالة الزوائد.
ما زال بعض الحرفيين الكبار في السن يمارسون هذه الحرفة ويقومون بنقلها إلى الأجيال الجديدة من خلال ورش العمل والمهرجانات التراثية، كما تدعم مؤسسات التراث والبلديات هذه الحرفة من خلال إقامة معارض وأسواق شعبية.
تمر صناعه الفخار بمرحلة بعد تشكيل الفخار، يُجفف «الخرس» تقليدياً تحت أشعة الشمس لعدة أيام، لكن الآن يُستخدم الفرن الكهربائي لتجفيفه بسرعة وجودة أعلى، ثم يُعرض في الأسواق الشعبية والمتاحف التراثية، ويُستخدم أحياناً للزينة أو لتخزين التمر والماء.
رغم التطور الصناعي، تظل صناعة «الخرس» في الإمارات رمزاً للتراث الغني، ودليلاً على إبداع الأجداد في تسخير الموارد الطبيعية لخدمة الحياة اليومية، إنها حرفة تتطلب الصبر والمهارة، وتستحق أن تُحفظ وتُنقل للأجيال القادمة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا