قوبل العرض الأول لفيلم «صوت هند رجب» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، في مهرجان البندقية السينمائي الدولي، بتصفيق حار متواصل استمر 24 دقيقة، وهي أطول مدة مسجلة في هذا المهرجان حتى الآن، إذ أشاد الحضور برسائل الفيلم الإنسانية، ما يشير إلى أنه المرشح الأوفر حظاً لدى الجمهور في الفوز بجائزة الأسد الذهبي التي ستمنح في السادس من سبتمبر الجاري.
يحمل الفيلم الذي وجد استحساناً كبيراً عند عرضه، التوسلات الأخيرة المؤلمة لطفلة فلسطينية تبلغ من العمر 5 سنوات حوصرت في سيارة عائلتها تحت القصف الإسرائيلي في غزة.
وقالت الممثلة سجى الكيلاني للصحفيين في بيان قرأته نيابة عن جميع العاملين في الفيلم «قصة هند تحمل ثقل شعب بأكمله».
ويركز العمل الدرامي الواقعي على مشغلي خدمة الهاتف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الذين حاولوا لساعات طويلة طمأنة هند رجب العالقة وهي تتوسل لإنقاذها من السيارة، حيث كانت عمتها وعمها وثلاثة من أبناء عمومتها يرقدون بالفعل في عداد الموتى. واستخدمت عبارة الفتاة الصغيرة «أنا خائفة جداً، أرجوكم تعالوا» معززة بمقاطع أصلية أخرى لمكالماتها اليائسة مع مشغلي خدمة الهاتف بشكل قوي طوال الفيلم.
وقالت سجى الكيلاني: «السؤال الحقيقي هو كيف تركنا طفلة تتوسل من أجل الحياة؟ لا يمكن لأحد أن يعيش في سلام، بينما يجبر طفل واحد على التوسل من أجل البقاء على قيد الحياة، دعوا صوت هند رجب يتردد صداه بأنحاء العالم».
وبعد انتظار دام 3 ساعات، حصل الهلال الأحمر أخيراً على الضوء الأخضر من إسرائيل لإرسال سيارة إسعاف لإنقاذ هند رجب. لكن الاتصال انقطع بالفتاة والمنقذين أنفسهما بعد وصول سيارة الإسعاف إلى مكان الواقعة. وبعد أيام، عثر على جثة الفتاة مع جثة أقاربها في السيارة. كما تم انتشال أشلاء عاملي الإسعاف القتيلين من سيارتهما التي تعرضت للقصف.
وقدرّت منظمة «فورنسيك أركيتكتشر» أن الجيش الإسرائيلي أطلق 335 طلقة على السيارة التي أمضت فيها هند ساعات على الهاتف مرعوبة وسط زخات الرصاص وهي تتوسل مسعفي الهلال الأحمر أن يأتوا لإنقاذها، قبل مقتلها في 29 يناير 2024.
ويعزز هذا الفيلم الساعي إلى الفوز بجائزة الأسد الذهبي البُعد السياسي للدورة الثانية والثمانين من المهرجان، وكانت من أبرز تجليات هذا الاتجاه تظاهرة شارك فيها آلاف الأشخاص، لحض المهرجان على اتخاذ موقف ضد أفعال إسرائيل في قطاع غزة المدمّر بفعل الحرب.
وأمل المدير الفني للمهرجان ألبرتو باربيرا في يوليو الماضي، في ألاّ يُحدث هذا الفيلم أي جدل، لكنه توقّع أن يترك «تأثيراً قوياً على الحاضرين».
وكانت مخرجة الفيلم كوثر بن هنية كتبت على حسابها في منصة «إنستغرام» أنها سمعت بمحض الصدفة مقاطع من نداءات الاستغاثة التي أطلقتها الطفلة هند رجب، فسارعت للتواصل مع الهلال الأحمر. وأضافت المخرجة الفرنسية التونسية البالغة 48 عاماً: «تحدثت مطولاُ مع والدة هند، ومع الأشخاص الذين كانوا على الطرف الآخر من الخط، والذين حاولوا مساعدتها. استمعت، بكيت، وكتبت».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.