منوعات / صحيفة الخليج

رصد الوشق العربي بمحمية وادي الوريعة في الفجيرة

د.علي الحمودي: علمية دقيقة للرصد وصون الطبيعة

رُصد الوشق العربي بعد غياب سنوات في محمية وادي الوريعة الوطنية، أول محمية جبلية في بإدارة هيئة الفجيرة للبيئة. ويُعد هذا الكائن المُدرج ضمن القائمة الوطنية الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض بشكل حرج، من أبرز الرموز الطبيعية في المنطقة.


وتعد إعادة رصد الوشق العربي إنجازاً مهماً، لأن كل مشاهدة جديدة له توفر معلومات قيّمة لتقييم وضعه، وحماية موائله الطبيعية الضعيفة، وتطوير استراتيجيات فعّالة للحفاظ عليه. ويؤكد هذا الظهور أن النوع، المهدد محلياً وإقليمياً، ما زال موجوداً في بيئته الطبيعية، وهو ما يعكس تأثير جهود حمايته ونجاح المناطق المحمية، ويستدعي تكثيف التدابير المستهدفة لمنع انقراضه. وبعد سنوات من عدم مشاهدته، شوهد الوشق العربي في جبل حفيت بالعين عام 2019، ثم بالقرب من وادي شيص في الشارقة مارس/آذار ، وأخيراً في وادي الوريعة، بما يمنح أملاً متجدداً في استمراره وبقائه.


يُعتبر الوشق العربي من أكثر الحيوانات المفترسة شهرة في المنطقة، ويمكن التعرف إليه بسهولة بفضل بنيته القوية والخصلات السوداء المميزة على أذنيه. ويؤدي هذا الكائن دوراً أساسياً في الحفاظ على التوازن الطبيعي للأنظمة الجبلية كأهم الحيوانات المفترسة، من خلال ضبط أعداد الفرائس. ورغم أنه من الكائنات الأصيلة في جبال وصحارى الإمارات وشبه الجزيرة العربية، فإن هذا القط الانعزالي الذي ينشط غالباً ليلاً، نادراً ما يُ في الحياة البرية.


شوهد الوشق العربي عبر كاميرات استشعار الحركة ضمن مبادرة «راقب الطبيعة» لرصد الحياة البرية، المدعومة من بنك المشرق والمنفذة بالتعاون مع هيئة الفجيرة للبيئة وجمعية الإمارات للطبيعة.


وتمكنت الكاميرات المنتشرة في وادي الوريعة، بالتعاون مع الهيئة وبمشاركة خبراء ومتطوعي برنامج «قادة التغيير» التابع للجمعية بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة، من التقاط صور للوشق العربي. وتعمل هذه الكاميرات بشكل تلقائي عند رصد أي حركة، سواء نهاراً أو ليلاً، باستخدام الأشعة تحت الحمراء. ويأتي هذا الاكتشاف ليعزز سجل المحمية التي وثّقت أيضاً وجود أنواع نادرة أخرى، مثل ثعلب بلانفورد الذي نادراً ما يُرصد في الإمارات.

قال د.علي حسن الحمودي، مدير إدارة التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية بالهيئة: «تأتي عودة ظهور الوشق العربي في وادي الوريعة، بالتزامن مع احتفائنا بيوم الموائل العالمي، ليؤكد الدور الحيوي لهذه المحمية كملاذ آمن للأنواع النادرة والمهددة بالانقراض. ومنذ سنوات، تتعاون الهيئة مع جمعية الإمارات للطبيعة لحماية هذا المشهد الطبيعي الفريد وإدارته، بالاعتماد على برامج علمية دقيقة وطويلة الأمد للرصد والحفاظ على الطبيعة. ومن خلال مبادرة «راقب الطبيعة»، نفخر بإشراك أفراد المجتمع في مسوحات التنوع البيولوجي، الأمر الذي يعزز الوعي بغنى النظم البيئية الجبلية في الإمارات ويبرز أهمية العمل الجماعي للحفاظ عليها».

فرصة نادرة


قال د.أندرو غاردنر، رئيس قسم حماية التنوع البيولوجي في جمعية الإمارات للطبيعة: «يمثل رصد الوشق العربي مجدداً فرصة نادرة تستدعي التحرك الجاد. هذا القط البري يعد ركناً أساسياً في استقرار النظم البيئية، إلى جانب قيمته الثقافية ودوره المحتمل كرمز للترويج للسياحة البيئية في المنطقة. ومن المهم أن ندرك أن تسجيلاً واحداً لا يكفي ولا يضمن استعادة نوع الكائن على المدى البعيد، ولهذا فإن هذا الاكتشاف يستوجب إجراءات عاجلة وخططاً واضحة لحمايته وضمان بقائه».


وقالت منى الغرير، رئيسة مجموعة التسويق والاتصال المؤسسي في «بنك المشرق»: «نفخر بدعم مبادرة «راقب الطبيعة» التي لا تقتصر أهميتها على جمع بيانات أساسية لجهود حماية البيئة؛ بل تسهم أيضاً في إشراك المجتمع وتشجيعه على المشاركة الفاعلة في صون التراث الطبيعي للإمارات. ويؤكد إعادة اكتشاف الوشق العربي مدى خطورة التحديات التي نواجهها، وأهمية الاستمرار في الاستثمار في التنوع البيولوجي».

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا