منوعات / صحيفة الخليج

«بطل الطلاء الأحمر».. عامل برازيلي يتحدى اللصوص في شوارع لندن ويحرج الشرطة

في قلب العاصمة البريطانية لندن، حيث تتزايد حوادث السرقة في وضح النهار، ظهر شاب برازيلي في الثانية والعشرين من عمره، كبطل غير متوقع.


إنه دييغو غالدينو، عامل توصيل طعام تحول إلى شاب يطارد اللصوص، بعد أن ضاق ذرعاً بتقاعس الشرطة التي تواجه عجزاً مالياً قدره 260 مليون إسترليني، فقرّر أن يواجههم بطريقته الخاصة: علبة طلاء أحمر وكاميرا «غو برو».

من دراجة التوصيل إلى مطاردة اللصوص

غالدينو، الذي سافر إلى عام 2019، بدأ حياته في لندن كعامل توصيل، عبر منصّات مثل Deliveroo وUber Eats، لكن مهنته اليومية سرعان ما كشفت له الوجه الآخر للمدينة: «نشالون يسرقون المارة والسياح في وضح النهار دون رادع».


ومع تراكم المشاهد الصادمة، قرّر أن يوثّق ما يراه بكاميرته التي يثبتها على رأسه، وينشره على الإنترنت تحت اسم Pickpocket London، وهو حساب حقق أكثر من 26 مليون مشاهدة، وجعل منه رمزاً للغاضبين من غياب الأمن.

الشرطة لا تساعد.. كان الرد بالطلاء


قال دييغو لصحيفة «لندن المسائية»:«في البداية كنت أتصل بالشرطة فور رؤية السرقة، لكنهم لا يأتون أبداً..الآن، حين أرى اللصوص، أستخدم الطلاء الأحمر لإيقافهم».


طلاؤه ليس مؤذياً، بل هو طلاء خاص بالأشعة فوق البنفسجية يختفي بالغسيل، لكنه كافٍ لفضح اللصوص في الشارع، وجعل الناس يتعرفون إليهم، بعد أن يتم رشهم به.


في أحد مقاطعه الشهيرة، واجه لصاً في بيكاديللي حاول استفزازه قائلاً: «ضع الطلاء هنا»، فأجابه دييغو بهدوء:«لا سرقة اليوم هنا»، ثم رشّه بالطلاء، وفرّ على دراجته بينما كان اللص يطارده غاضباً، في مشهد حصد ثلاثة ملايين مشاهدة.

أرقام مقلقة: 79 ألف بلاغ سرقة في عام واحد


وفقاً لمكتب الإحصاء الوطني البريطاني، تلقت شرطة العاصمة أكثر من 79 ألف بلاغ عن النشل بين مارس 2024 و2025.


لكن دراسة لمركز أبحاث Policy Exchange كشفت أن واحدة فقط من كل 170 جريمة سُرقت فيها ساعات، أو هواتف تم حلّها من الشرطة.


وتُعد منطقة وستمنستر الأسوأ في البلاد، إذ سُجل فيها 133 بلاغاً، لكل 100 ألف شخص، بزيادة تجاوزت 700% خلال ثلاث سنوات.


كما سُجلت أكثر من 70 ألف حالة سرقة هواتف في عام 2024، مقارنة بـ52,400 في عام .


وتقدّر قيمة تجارة الهواتف المسروقة في السوق السوداء ببريطانيا بنحو 50 مليون جنيه إسترليني سنوياً، وغالباً ما تُهرّب هذه الأجهزة إلى الخارج بعد سرقتها.


ولم تقتصر السرقات على الهواتف فحسب، إذ تعرض كثير من الأشخاص لسرقة ساعات فاخرة، ومجوهرات من معاصمهم في الشوارع ووسائل النقل العامة.

ابن ضابط شرطة.. إحساس فطري بالخطر


نشأ دييغو في مدينة كوريتيبا جنوب البرازيل، وسط عائلة من رجال الشرطة، ما جعله يمتلك حساً بوليسياً فطرياً. «نشأت أراقب كيف يتصرّف المجرمون، يمكنني معرفة اللص من نظراته وسلوكه» هكذا قال الشاب بثقة.


جعلته هذه الخلفية على حد وصفه، قادراً على تمييز من «يتصرف بشكل غير طبيعي»، وسط زحام لندن.

بطل شوارع لندن..شهرة غير مقصودة


بدأ دييغو بنشر المقاطع على حسابه الخاص في «إنستغرام» لمجموعة صغيرة من أصدقائه، قبل أن ينصحه أحدهم بتحويلها إلى منصة توعية عامة على «تيك توك». ومنذ ذلك الحين، تحولت مغامراته إلى ظاهرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأ الناس يصفونه بـ«بطل الشوارع».


ويقول: «أنا لا أفعل هذا للشهرة..لست بطلاً، ولا أريد أن أكون مشهوراً..فقط أريد أن أجعل الناس أكثر وعياً بما يحدث».

أخطر المناطق في لندن


يخصّص دييغو يومين، أو ثلاثة أسبوعياً لمطاردة اللصوص إلى جانب عمله الأصلي، ويؤكد أن المناطق الأكثر نشاطاً للنشالين هي:


ويستمنستر، قصر باكنغهام، بيغ بن، وستمنستر آبي، وشارع أكسفورد، خاصة قرب متاجر Selfridges وZara وPrimark.


وبحسب دييغو: «يمكننا العثور على لص واحد على الأقل يومياً، ومع اقتراب عيد الميلاد، يزداد الوضع سوءاً».

انتقادات لاذعة للشرطة البريطانية


لا يخفي دييغو إحباطه من تعامل الشرطة مع الظاهرة، مؤكداً أن معظم اللصوص يُعتقلون ليوم واحد فقط، ثم يُفرج عنهم، ليستأنفوا نشاطهم.


وأضاف بمرارة: «رجال الأمن يعرفونهم، لكن لا أحد يعتقلهم.. إنهم يسيرون في الشوارع يومياً، ويواصلون السرقة بلا خوف».


كما أكد أن ضحايا السرقة كثيراً ما يتعرفون إلى الجناة من خلال مقاطع الفيديو التي ينشرها، بل يستخدمونها أحياناً كدليل رسمي في بلاغاتهم.

أنا لست بطلاً..فقط أحاول حماية الناس


على الرغم من شهرته الواسعة، يصرّ دييغو على تواضعه، وابتعاده عن الأضواء ويقول: «أنا شخص خجول، لا أحب الظهور على وسائل التواصل..حسابي الشخصي خاص، وأنشر صورة واحدة فقط في السنة».


وفي وقت يشعر فيه البعض أن ما يفعله مغامرة خطرة، يرى آخرون أنه رمز لشجاعة شخص قرر أن يقول «كفى» في وجه الجريمة، في مدينة لم تعد آمنة كما كانت.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا