تستضيف «غاليري جاي دي مالا» في دبي حتى 2 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل المعرض الفردي للفنانة الصاعدة المقيمة في باريس، صوفي-ين بريتيز، تحت عنوان «The Unsaid Remains Remembered».

في هذا المعرض، تلتقط بريتيز لحظات تحوّل المساحات، حيث تتداخل الأزمنة وتبقى الذاكرة راسخة رغم تغيّر مسار الحياة، في ما تصفه بـ «سردية العبور». وتتجلّى هذه السردية في لوحات جريئة وكبيرة مرسومة بعناية تمتدّ إلى ما يتجاوز الإطار التقليدي لتفتح آفاقاً جديدة للاستكشاف.

وتشرح صوفي-ين بريتيز رؤيتها، قائلةً: «يؤكد هذا المعرض الفردي في جوهره إمكانية التحدّث عن الجسد من دون عرضه. ويجسد عنوانه «The Unsaid Remains Remembered» نهجي الفني الذي يركّز على الصمت، الزمن والذاكرة، فالصمت لا يخلو من المعنى أبداً، بل يفرض حضوره باستمرار، كما تترسّخ الذاكرة في الأشياء والطقوس والمناظر الطبيعية».

من خلال التلاعب بالأحجام والأشكال، تحوّل صوفي-ين بريتيز الأشياء اليومية، مثل نافذة أو طاولة أو سرير أو ساعة، إلى تعابير رمزية تأخذ المشاهد في رحلة من حالة وجود إلى أخرى. وتُولّد هذه الزخارف المألوفة التي تُجاورها آفاق السماء المتغيّرة والجبال المتبدّلة والفصول المتعاقبة، تبايناً بين دفء الفضاء الداخلي ورحابة العالم الطبيعي، فلا تقتصر لوحاتها على تصوير الأشياء أو الأماكن، بل تستكشف كيف تحتضن هذه المساحات طبقات من الذاكرة والتجربة، محوّلة المألوف إلى رموز مُحمّلة بالدلالات العاطفية.

وتقول صوفي-ين بريتيز: «في صورة واحدة، يمكن أن يجتمع الليل والنهار، الحياة والموت، الذاكرة والنسيان»، والنتيجة لوحة لا تنطوي على معنى واحد، بل تحمل في طيّاتها تفسيرات متعددة.

يشكّل هذا المعرض محطة بارزة في مسار صوفي-ين بريتيز الفني التي اشتهرت بشخصياتها النسائية اللافتة، في تحدٍّ للنظرة الذكورية التقليدية، وكيّفت لغتها البصرية لتتلاءم مع ثقافة دبي، مُتجاوزةً في استكشافها للهشاشة والحضور حدود الجسد لتشمل الأشياء والانعكاسات والمناظر الطبيعية، فقد يحمل السكين أو الساعة أو الكوب شحنة رمزية تضاهي حضور الجسد ذاته، فيما تُلمّح انعكاسات الزجاج، وآثار العض على الفاكهة، والطاولة شبه الخالية، إلى الغياب بما يحمله من دلالات.

هذا النهج التعبيري الأكثر إيحاءً يمنح أعمال صوفي-ين بريتيز عمقاً جديداً، محوّلاً لوحاتها إلى مشاهد أقل حرفية وأكثر حسّية. وتدعو المشاهدين إلى التمهل والتأمّل واستكشاف مكامن الهشاشة والقوة، من خلال تباينات لونية مُعبّرة، وأسطح مُزخرفة، وتزجيج يلتقط الضوء.

وتعليقاً على المعرض، قال جان دافيد مالا، مؤسِّس «غاليري جاي دي مالا» الكائن في برج آكت تو، بوليفارد الشيخ محمد بن راشد، 13A وسط دبي: «نفتخر باستضافة أحدث معارض صوفي-ين بريتيز في دبي، حيث تتناول أعمالها مواضيع الذاكرة والصمود التي تترك انطباعاً عميقاً في نفوس الجمهور العالمي، مضيفةً صوتاً شعرياً أصيلاً إلى مشهد الفن المعاصر في المنطقة».

رموز عالمية

تجمع الفنانة صوفي-يين بريتيز (مواليد 1994 في فيتنام) المقيمة في باريس، ما بين التصوير السريالي والتعبير السردي في أعمالها المبدعة. وتنسج سيرتها الذاتية مع رموز عالمية لتتأمل في الزمن، والذاكرة وقوة الصمود. تبدأ صوفي-ين بريتيز كل لوحة بقصيدة، وتضيف إليها طبقات من الكلمات والصور والقوامات لتفتح حواراً بين التجربة الشخصية والبُعد الجماعي.

تأسست «غاليري جاي دي مالا» عام 2018 على يد تاجر الفنون وأمين المعارض الباريسي جان دافيد مالا، وهي تمثّل نخبة من الفنانين العالميين في مجالات الرسم، والنحت، والتصوير الفوتوغرافي، والوسائط المتعدّدة. ومن خلال فرعَيها في مايفير بلندن ووسط مدينة دبي، تواصل «غاليري جاي دي مالا» التزامها بدعم المواهب الصاعدة والراسخة، مع تركيزها على الابتكار الفني وتعزيز الحوار العالمي. وبفضل معارضها المنسّقة ومشاركاتها في أبرز الفعاليات الفنية الدولية، تواصل الغاليري ترسيخ التعبير الإبداعي الجريء عبر مختلف الثقافات والتخصّصات.