أثار نموذج الذكاء الاصطناعي «سورا» (Sora) من شركة OpenAI، القادر على تحويل النصوص إلى مقاطع فيديو واقعية، ضجة عالمية منذ إطلاقه.
لكن هذه الشهرة جاءت بثمن باهظ، إذ امتلأ متجر أبل بموجة من التطبيقات المزيفة التي تستهدف المستخدمين الباحثين عن النسخة الأصلية.

غزو «النسخ المزيفة» لمنظومة أبل

تحولت متاجر أبل إلى ساحة واسعة تضم نسخاً مزيفة من التطبيق، حيث ظهرت تطبيقات بأسماء مضللة مثل “Sora AI Video Generator” و*“Sora 2 Pro”* لجذب المستخدمين الساعين وراء النسخة الأصلية.
وتأتي هذه التطبيقات عادة للتحميل بشكل مجاني مع اشتراكات مدفوعة، لكنها في الحقيقة تقدم أداءً ضعيفاً أو تجمع بيانات المستخدمين خلسة بدلاً من توليد مقاطع فيديو حقيقية بالذكاء الاصطناعي، بحسب تقرير لموقع LifeHacker.
بعض هذه التطبيقات تطلب اشتراكات تصل إلى 148 دولاراً سنوياً لخدمات لا تعمل كما يُروّج لها.

تجاوز الرقابة.. بعلامة تجارية مسجلة

نجحت التطبيقات المزيفة في اجتياز عملية مراجعة متجر أبل، وظهرت علناً، واستخدمت علامة تجارية مسجلة باسم OpenAI ومعروفة على نطاق واسع في الأوساط التقنية قبل إطلاق التطبيق.
ووفقاً لبيانات منصة Appfigures المتخصصة في تحليل التطبيقات، تم تسجيل أكثر من 12 تطبيقاً مزيفاً يحمل اسم «Sora» بعد الإطلاق الرسمي، ونصفها تقريباً استخدم اسم «Sora 2» تحديداً للإيحاء بأنها أحدث نسخة من النموذج الذكي للفيديو.

آلاف التحميلات.. وأرباح غير متوقعة

بعض هذه التطبيقات لم تكن جديدة، إذ كانت متوفرة مسبقاً بأسماء مختلفة منذ العام الماضي، ثم قامت بتغيير اسمها فور إطلاق التطبيق الأصلي لاستغلال الضجة الإعلامية.
وبحسب Appfigures، فقد حصدت التطبيقات المزيفة مجتمعةً نحو 300 ألف تحميل حتى الآن، من بينها أكثر من 80 ألف تحميل بعد إطلاق تطبيق OpenAI.
ورغم أن شركة أبل قامت بإزالة العديد من هذه التطبيقات لاحقاً، فإن بعضها لا يزال نشطاً حتى الآن.

احتيال رقمي في جميع الاتجاهات

كشفت تقارير عن زيادة هائلة بنسبة 300% في التطبيقات الاحتيالية على نظام iOS خلال عام 2025، بينما شهد نظام أندرويد قفزة أكبر وصلت إلى 600%.
ويرتبط هذا الارتفاع مباشرة بتطور أدوات الذكاء الاصطناعي، التي تتيح إنشاء تطبيقات مزيفة متقنة المظهر يصعب التفرقة بينها وبين الأصلية حتى على المستخدمين المحترفين.
يستخدم بعض مطوري هذه التطبيقات الذكاء الاصطناعي لإنتاج أوصاف واقعية ومراجعات مزيفة تمر بسهولة عبر أنظمة مراجعة المتاجر.
كما انتشرت تطبيقات تحاكي خدمات شهيرة مثل فيسبوك لسرقة بيانات الدخول، أو توليد زيارات مزيفة لجني أرباح الإعلانات.

نصيحة الخبراء: احذر الوعود الخادعة

ينصح الخبراء المستخدمين بالاعتماد فقط على المواقع الرسمية للمطورين، والتحقق من اسم الحساب وتاريخه وتقييمات المستخدمين الحقيقية قبل تحميل أي تطبيق يدّعي أنه «سورا» أو يعتمد على تقنيات OpenAI.
لذلك، القاعدة الذهبية هي: كن متشككاً في كل ما يبدو متقدماً أكثر من اللازم أو متاحاً قبل أوانه.
وفي النهاية، بينما يتسارع السباق بين الابتكار الحقيقي والاحتيال الذكي، يبقى وعي المستخدم هو خط الدفاع الأول في مواجهة هذه الموجة الجديدة من الخداع الرقمي.