تشهد وسائل التواصل الاجتماعي في بريطانيا موجة خطرة من الترويج لدواء تنحيف مزيّف يُزعم أنه نسخة من عقار جديد قيد التطوير اسمه «ريتراترايتيد» (Retatrutide)، ما أثار قلق خبراء الصحة، خاصة بعد انتشاره بين المستخدمين الشباب الباحثين عن فقدان الوزن السريع.

الدواء الحقيقي لم يُطرح بعد

الدواء الأصلي «ريتراترايتيد» ما يزال قيد التجارب السريرية في مرحلته الثالثة لدى شركة الأدوية الأمريكية «إيلاي ليلي» (Eli Lilly)، التي تطوره ليكون أول علاج من نوعه يعمل على إنقاص الوزن عبر ثلاث آليات مختلفة في الجسم، بحسب صحيفة ميرور.
ورغم أن الدواء لم يحصل بعد على أي موافقة من الجهات التنظيمية في العالم، انتشرت على منصات مثل تيك توك وإنستغرام عشرات المقاطع التي تزعم بيع الدواء أو عرض تجارب شخصية لأشخاص استخدموه وحققوا نتائج مذهلة.

تحذير رسمي من الشركة

أصدرت الشركة بياناً أكدت فيه أن بيع أو توزيع أي منتج باسم «ريتراترايتيد» يُعد غير قانوني وخطراً للغاية، موضحة أن العقار ليس متاحاً للاستخدام البشري في أي بلد.
وقالت الشركة:«أي منتج يزعم أنه يحتوي على مادة ريتراترايتيد قد يعرّض حياة الناس لمخاطر صحية جسيمة، لم تتم مراجعة الدواء أو اعتماده من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أو الوكالات الأوروبية».

تيك توك وإنستغرام..منصات لخداع المستخدمين

كشفت صحيفة Manchester Evening News عن مقاطع فيديو عديدة على تيك توك وإنستغرام يروّج فيها مؤثرون لما يسمونه «ريتراترايتيد»، مع نشر صور «قبل وبعد» تظهر فقداناً كبيراً في الوزن.
وبعض هذه الحسابات تبيع عبوات صغيرة مكتوب عليها لأغراض البحث فقط، فيما يزعم آخرون أنهم يخلطون الدواء بأنفسهم مع تقديم جرعات ونصائح للاستخدام، في انتهاك صريح لقوانين السلامة.
وعلى الرغم من التحذيرات، فقد حصدت هذه المقاطع ملايين المشاهدات بين شباب ومراهقين يعانون قلقاً جسدياً أو رغبة مفرطة في النحافة.

الأطباء: الدواء المزيّف قد يكون قاتلاً

حذّرت الطبيبة البريطانية هيلين وول من أن تناول هذه النسخ المزيّفة يعرض المستخدمين إلى خطر الإصابة بأمراض خطرة، قائلة:«لا أحد يعرف ما الذي تحتويه تلك القوارير، قد تكون ملوثة أو مزيفة بالكامل..حتى لو احتوت على المادة الفعالة، فإن الجرعة مجهولة وغير آمنة».
وأضافت أن هذه العقاقير قد تسبب غثياناً شديداً، قيئاً، جفافاً حاداً، واضطرابات في ضربات القلب قد تؤدي إلى توقفه.
كما نبهت إلى احتمال إصابة المستخدمين بالتهاب البنكرياس أو فشل الكبد نتيجة التأثيرات العشوائية على مستقبلات الجلوكاجون.

تدخل المنصات الرقمية: حذف المحتوى بعد الفضيحة

أعلنت شركتا تيك توك وميتا (إنستغرام) أنهما أزالتا العديد من المقاطع المخالفة وأغلقتا الوسوم.
وأكدت المنصتان أنهما تمنعان الترويج أو بيع الأدوية أو المنتجات التي تدّعي فقدان الوزن السريع، كما شددتا على أن خوارزمياتهما باتت تحجب هذا النوع من المحتوى عن المستخدمين دون سن 18 عاماً.
يأتي ذلك في ظل تطبيق قانون السلامة الإلكترونية في عدد من الدول، والذي يُلزم شركات التكنولوجيا بمنع وصول الأطفال إلى المحتوى الضار وحذف المواد غير القانونية فوراً، وإلا تواجه غرامات ضخمة.