المدينة المنورة - محمود عبد الراضي
الأحد، 18 مايو 2025 11:00 صفي قلب المدينة المنورة، حيث تتعانق الروح مع عبق النبوة، تصدح أنغام خفية تشبه الهمس: "يا حمام الحمى سلّم لي ع الحبيب".
قد يظنها الزائر نشيدًا من الماضي، لكنها في الحقيقة نشيد يومي تؤديه أسراب الطير التي تحلّق فوق مسجد النبي، وتتجمع في ساحاته بلا خوف، وكأنها تحفظ عهدًا قديماً مع الزائرين.
المدينة، التي عُرفت بكرمها الإيماني، لا تستقبل ضيوف الرحمن بالبشر فقط، بل تشاركها طيورٌ يُقال إن أصلها يعود إلى طير الأبابيل، ويُقال أيضًا إنها من نسل يمامة الغار التي عشّشت أمام الغار في الهجرة.
بين المرويات والأساطير، تظل الحقيقة الأجمل هي حضور هذه الطيور، بسلامها وجمالها، وكأنها تحرس المكان وتحتفي بالحجاج.
ويؤكد حجاج مصريون أن هذه الطيور تتقرب منهم بشكل لافت، وتحيط بهم عند الفجر والمساء، حتى بات بعضهم يحتفظ بحبوب في جيبه لإطعامها، "تحب المصريين لأنهم لا ينسونها"، يقول أحد الحجاج ضاحكًا، وهو ينثر حفنة من القمح بالقرب من ساحة المسجد النبوي.
يُطلق الأهالي على هذه الطيور اسم "حمام الحمى"، في إشارة إلى الحمى النبوية المباركة، التي تحيط بالمدينة وتحفظها، وهي تسمية تفيض حنانًا ومهابة.
ويُنظر إلى هذه الطيور لا كمخلوقات عابرة، بل ككائنات روحية تُشاطر أهل المدينة وحجاجها المحبة والسكينة.
ورغم أن لا دليل علميًا قاطعًا على أصلها، فإن ارتباطها بالسيرة النبوية يُضفي عليها هالة خاصة، ويمنح الزوار إحساسًا بأنهم ليسوا وحدهم في هذا المقام الطاهر، بل تحفهم أرواح، وتحلق فوق رؤوسهم طيور تردد دعاءهم وتشاركهم الشوق.
وفي كل صباح، ومع أول شعاع يلامس قبة المسجد النبوي، تحلّق الطيور مجددًا، تُذكر كل وافد بأن المدينة لا تنسى أحبابها، وأن "حمام الحمى" لا يزال يسلّم على الحبيب، وينشر السلام على القادمين من كل فج عميق.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.