سياسة / اليوم السابع

بحوث البساتين: صادرات من الرمان تتجاوز 200 ألف طن سنويًا

كتبت أسماء نصار

الجمعة، 18 يوليو 2025 04:00 ص

في خطوة تعكس الاهتمام المتزايد بالرمان المصري كواحد من أعمدة الزراعة التصديرية، أكد الدكتور طارق خلف البلك، رئيس قسم بحوث الزيتون واستشاري زراعة الرمان بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، على جهود الدولة والمزارعين لتعزيز مكانة هذا المحصول.

ويتميز الرمان المصري بجودته العالية وقدرته على تلبية المواصفات العالمية للأسواق العربية والأجنبية، بما فيها السوق الروسية، حيث تتجاوز صادرات منه 200 ألف طن سنويًا.

حذر البلك من أن شجرة الرمان تتعرض لعدد من الآفات الحشرية الخطيرة مثل المن، التربس، الأكاروس، دودة الثمار، بالإضافة إلى سوسة القلف وحفار الساق. كما أشار إلى وجود أمراض فطرية مثل عفن الجذور وعفن القلب (الالترناريا)، مؤكدًا ن هذه الآفات، إذا تركت دون مكافحة، قد تؤدي إلى خسائر تتجاوز 25% من الإنتاج.

وأوضح الدكتور البلك أن توصي ببرامج مكافحة دقيقة لكل آفة:
مكافحة المن والتربس خلال شهري مارس وأبريل.
مكافحة الأكاروس خلال أشهر أبريل ومايو ويونيو، خاصة بعد موسم حصاد القمح.
برنامج وقائي لدودة الثمار يبدأ في يونيو بأربع رشات بفاصل 15 يومًا.
أما الأمراض الفطرية، فينصح بزراعة الرمان على مصاطب والرش بمركبات النحاس عقب التقليم، بالإضافة إلى رشة وقائية ضد عفن القلب في شهري أبريل ومايو.
أسيوط.. عاصمة الرمان في مصر

يشار إلى أن محافظة أسيوط، وتحديدًا مراكز البداري وساحل سليم وصدفا والفتح، من أكبر وأهم المناطق المنتجة للرمان في مصر، حيث تبلغ المساحة المزروعة من الرمان في مصر 80 ألف فدان، منها 10 آلاف فدان في أسيوط وحدها، وبلغت كمية الصادرات العام الماضي 125 ألف طن.

ويتميز مركز البداري ببيئة مثالية لإنتاج رمان عالي الجودة بفضل درجة الحرارة والرطوبة والتربة ومياه النيل. ويُعد صنف المنفلوطي من أشهر وأجود الأصناف المزروعة هناك، لما يتميز به من إنتاجية عالية وجودة متميزة.

ينقسم الرمان المصري إلى نوعين: أصناف مبكرة مثل H116 والأسيوطي التي تنضج بين أواخر يوليو وأغسطس، وأصناف متأخرة مثل الوندرفل والحجازي التي تنضج من سبتمبر حتى نهاية نوفمبر. يمنح هذا التنوع مصر نافذة تصديرية طويلة، مع ثمار تتميز بنسبة سكر لا تقل عن 14%، ووزن يتراوح بين 300 إلى 450 جرام، وخلو تام من الإصابات الحشرية أو متبقيات المبيدات أو لفحة الشمس.

و يلعب معهد بحوث البساتين دورًا محوريًا في دعم مزارعي الرمان، من خلال الزيارات الميدانية والدورات الإرشادية وتقديم الاستشارات المباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يتيح للمزارعين تصوير المشكلة وإرسالها للفريق المختص للحصول على التوجيه اللازم.
أخطاء المزارعين المبتدئين.. دروس مهمة

وأوضح البلك أبرز الأخطاء التي يقع فيها المزارعون المبتدئون، منها اختيار صنف غير مناسب للمنطقة، أو الزراعة بأبعاد غير صحيحة مما يعرض الثمار للإصابة بلفحة الشمس.

وينصح الخبراء بزراعة الرمان على أبعاد 4×4 متر في الأراضي الطينية و3×4 متر في الأراضي الصحراوية لتحقيق التظليل الذاتي المثالي.

رغم تأثير التغيرات المناخية، يُعتبر الرمان أقل تأثرًا نسبيًا، و لجأ المزارعون في أسيوط إلى نظام الري الحديث المقنن، حيث تم تحويل مساحات واسعة من الري بالغمر إلى الري بالتنقيط أو الري بالغمر المقنن عبر المصاطب، حيث ساهمت هذه الأنظمة في توفير نصف كمية المياه، والحد من عفان الجذور وتشقق الثمار، مع استخدام شبكات ري محكمة التشغيل باستخدام الحواسب.

و تحظى زراعة الرمان في مصر، وخاصة في أسيوط، باهتمام كبير من القيادة السياسية، وقد وجه الرئيس عبد الفتاح وزارة الزراعة بتقديم الدعم الفني الكامل للمزارعين. يجري حاليًا إنشاء مصنع لتصنيع منتجات الرمان وإقامة محطات فرز وتعبئة داخل مناطق الإنتاج، وهي خطوة استراتيجية لتعزيز القيمة المضافة وتقليل الفاقد.

كما قام معهد بحوث البساتين باستنباط صنف جديد من الرمان يسمى بساتين 101، يتميز بجودة عالية وصفات ثمرية جيدة ومبكر في النضج.

وختم رئيس قسم بحوث الزيتون واستشاري زراعة الرمان تأكيده على أن ما يميز الرمان المصري، بالإضافة إلى الجودة، هو قدرته على تلبية متطلبات الأسواق العالمية من حيث الشكل والحجم ونسبة السكر وخلوه من الآفات، وهو  يجعله مرشحًا قويًا ليصبح أيقونة عالمية في الأسواق الزراعية، وفي ظل الدعم البحثي والتقني، يظل الرمان المصري أحد أهم كنوز التربة المصرية التي لم تُكتشف كامل طاقاتها بعد.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا