سياسة / اليوم السابع

النتيجة ليست نهاية المطاف.. وزارة الأوقاف تقدم نصائحها للطلاب

قدمت وزارة الأوقاف عدة نصائح للطلاب بعد ظهور نتيجتهم سواء من نجحوا أو من لم يوفقوا، مشيرة إلى أنه عندما تعلن الامتحان يفرح طلاب، ويحزن آخرون، ويملأ الأمل قلوب طائفة من طلاب العلم، ويملك اليأس والشعور بالخيبة قلوب طائفة أخرى، وكلا الفريقين محتاج إلى نصيحة؛ لأن نتيجة الامتحان ليست نهاية المطاف.

النتيجة ليست نهاية المطاف
الامتحان سوق انفض، ربح فيه المجتهدون والعاملون، وخسر فيه المهملون والمقصرون، ولكن نتيجته ليست نهاية المطاف، بل هي خطوة على طريق الحياة الممتد، وعلى كلا الطرفين دور يجب عليه القيام به.

فعلى المجتهد الرابح أن يواصل كفاحه ليلًا ونهارًا؛ ليحافظ على نتيجته الرابحة، ويصون نعمته التي كلل الله بها جهاده وكفاحه، وأن يتطلع إلى خير أكثر، ومنزلة أفضل، وهذا شأن المؤمن كما بين النبي صلى الله عليه وسلم: «لن يشبَعَ المؤمنُ من خيرٍ يسمعُهُ حتّى يكون منتهاه الجنَّةَ». [أخرجه السيوطي في الجامع الصغير].

وأما من لم يحالفه التوفيق فعليه أن يعيد حساباته مع نفسه، وأن يتعلم من أخطاء ماضيه، وأن يغير من نفسه واضعًا نصب عينيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلُّ ابنِ آدمَ خطّاءٌ، وخيرُ الخطّائينَ التَّوّابونَ». [أخرجه الترمذي]

فعلى من عرف خطأه، وإهماله لدروسه، وتقصيره في تحصيلها، ألا يطيل الانتظار أمام لحظة الإخفاق، وأن يتجاوز تلك اللحظة إلى العمل، والاجتهاد لتحصيل النجاح، وتعويض ما فات، وهو مملوء بالأمل، دون أن يقع أسيرًا لليأس، والشعور بالخيبة، وليتذكر قول الله تعالى: {وَلَا تَاْيۡـَٔسُواْ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ لَا يَاْيۡـَٔسُ مِن رَّوۡحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ} [سورة يوسف: ٨٧].

الرزق والسعادة قدر
لكل إنسان منا حظ مقسوم، ونصيب معلوم من الرزق والسعادة، وقد يكره الإنسان شيئًا وهو خير له، ويحب شيئًا وهو شر له، ويؤكد ذلك قول الله تعالى: {وَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡـٔٗا وَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ وَعَسَىٰٓ أَن تُحِبُّواْ شَيۡـٔٗا وَهُوَ شَرّٞ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ} [سورة البقرة: ٢١٦]

فبعض الناس يرى أن أمله حياته، فإذا لم يتحقق الأمل ضاعت الحياة من وجهة نظره، وأصبحت جحيمًا لا يطاق، والحق أن الحياة تظل عامرة بالخيرات، ما دام الإنسان موقنًا بأن مصيره بيد الرحمن الرحيم، راضيًا بقدره، ساعيًا ومجتهدًا؛ ليجلب الخير لنفسه.

ومن ثم فليست السعادة والأرزاق قاصرة على الطبيب، والمهندس، وأصحاب كليات القمة، بل هي قَدَرٌ قَدَّرَهُ الله جل جلاله، وقسمه بين عباده.

لكل إنسان قيمته في الحياة
لكل إنسان دور منوط به في الحياة، فالمزارع له دور لا ينهض به الطبيب أو المهندس، وكلاهما له دور لا يقوم به غيرهما، وشأن الحياة أن تتكامل الأدوار حتى تستقيم أمورها، وفي ذلك يقول أبو العلاء المعري:

الناسُ للناسِ مِن بدوٍ وحاضِرَةٍ *** بَعضٌ لبعضٍ وإنْ لَم يشعروا خَدَمُ

ومن هنا نفهم أن الحياة لا تستقيم إذا أصبحنا جميعًا أطباء، أو مهندسين، أو قضاة، أو جنودًا، أو علماء، بل لابد من تنوع الوظائف وتعددها؛ ليستقيم أمر الحياة، وفي هذا يقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةٗۚ فَلَوۡلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرۡقَةٖ مِّنۡهُمۡ طَآئِفَةٞ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوۡمَهُمۡ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ لَعَلَّهُمۡ يَحۡذَرُونَ} [سورة التوبة: ١٢٢].

ويقول سبحانه وتعالى: {نَحۡنُ قَسَمۡنَا بَيۡنَهُم مَّعِيشَتَهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۚ وَرَفَعۡنَا بَعۡضَهُمۡ فَوۡقَ بَعۡضٖ دَرَجَٰتٖ لِّيَتَّخِذَ بَعۡضُهُم بَعۡضٗا سُخۡرِيّٗاۗ وَرَحۡمَتُ رَبِّكَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ} [سورة الزخرف: ٣٢]. 

الخلاصة
يحتاج الطلاب إلى النصيحة بعد إعلان نتائج الامتحانات؛ ليزداد المتفوق تفوقًا، وليتدارك المقصر ما فاته، وليست السعادة والأرزاق قاصرة على الطبيب، والمهندس، وأصحاب كليات القمة، بل هي قَدَرٌ قَدَّرَهُ الله جل جلاله، وقسمه بين عباده، ولكل إنسان دور منوط به في الحياة، فالمزارع له دور لا ينهض به الطبيب أو المهندس، وكلاهما له دور لا يقوم به غيرهما، وشأن الحياة أن تتكامل الأدوار حتى تستقيم أمورها.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا