سياسة / اليوم السابع

باحثة: النظام الغذائى يرتبط ارتباطًا وثيقًا بكفاءة الجهاز المناعي

كتبت أسماء نصار

الثلاثاء، 05 أغسطس 2025 02:00 ص

قالت الدكتورة إيمان السخاوى الباحث بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، إن الغذاء هو المصدر الرئيسى للطاقة والعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم للقيام بوظائفه الحيوية بكفاءة، بما يضمن حياة صحية خالية من الأمراض، فمن خلال الغذاء المتوازن والمتنوع، يحصل الإنسان على السعرات الحرارية اللازمة لممارسة أنشطته اليومية، كما يعزز مناعته، ويحافظ على صحة القلب والعظام، ويحسّن عملية الهضم، ويساعد في التحكم بالوزن.

أضافت السخاوى أن الواقع المعاصر شهد تحولات كبيرة في أنماط الحياة والعادات الغذائية، مدفوعة بالتقدم التكنولوجي، وضغوط الحياة اليومية، وتسارع وتيرة العيش، هذا التغير، بالتوازى مع التحديات البيئية والصحية والاقتصادية المتفاقمة، أسهم في تراجع جودة العناصر الغذائية داخل الأطعمة والمشروبات، فأصبحت كثير من الأطعمة، التى يفترض أن تمد الجسم بالعناصر الحيوية، فقيرة فى قيمتها الغذائية، وغنية بالسعرات الحرارية والمواد الضارة، ما ساهم فى زيادة انتشار الأمراض المزمنة، وأرهق المنظومات الصحية حول العالم

إن النظام الغذائي لا يؤثر فقط على الصحة العامة، بل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بكفاءة الجهاز المناعي، الذي يعد خط الدفاع الأول للجسم ضد الفيروسات والبكتيريا والأمراض. فالنظام المناعي هو منظومة معقدة تتطلب ًا دقيقًا، وتعتمد على توافر عناصر غذائية محددة تلعب دورًا أساسيًا في تنظيم الاستجابة المناعية وتقليل الالتهابات، مثل الفيتامينات (A، C، D، E)، والمعادن (الزنك، الحديد، السيلينيوم)، إلى جانب مضادات الأكسدة والألياف الغذائية، التي تُسهم في الحفاظ على توازن ميكروبيوم الأمعاء، أحد المفاتيح الأساسية للمناعة الفعالة.

في المقابل، فإن أنماط الحياة غير الصحية والعادات الغذائية الخاطئة، مثل تجاوز الوجبات، والإفراط في تناول الأطعمة المصنعة، واستهلاك الدهون المتحوّلة والسكريات المكرّرة، تؤدي إلى إضعاف المناعة، عبر التسبب في التهابات مزمنة وتقليل كفاءة الجهاز المناعي، كذلك فإن نقص التنوع الغذائي يؤدي إلى افتقار الجسم للعناصر الدقيقة، كما يؤثر الإهمال في شرب الماء على كفاءة طرد السموم وأداء الأجهزة الحيوية.

كشفت جائحة "كوفيد-19" عن أهمية تعزيز المناعة ليس فقط على المستوى الفردي، بل في إطار الأمن الصحي القومي. وفي ظل تغيّر المناخ، وارتفاع معدلات التلوث، وزيادة انتشار الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكرى، لم يعد الغذاء مجرد وسيلة للإشباع أو ، بل أصبح سلاحًا وقائيًا يُسهم فى الحفاظ على الصحة العامة ومواجهة التحديات الصحية المتكررة.

ومن ثم، أصبح من الضروري التحول من نمط غذائي يعتمد على الإشباع الفوري، إلى نمط يقوم على الوعى، والاستدامة، والتغذية الصحية طويلة الأمد، فالمائدة اليومية باتت تمثل نقطة الانطلاق نحو بناء مناعة قوية، واتباع هذا المسار لم يعد خيارًا فرديًا، بل ضرورة مجتمعية.

تعزيز كفاءة الجهاز المناعي يتطلب الالتزام بمجموعة من العادات الصحية والغذائية، أبرزها:

تناول وجبات متوازنة وغنية بالخضروات والفواكه الطازجة.

إدماج البقول، الحبوب الكاملة، والمكسرات ضمن النظام الغذائي اليومي.

تقليل استهلاك السكر الأبيض والدهون الصناعية والمصنعة.

الاعتماد على الأطعمة الطازجة المحضرة منزليًا قدر الإمكان.

ممارسة النشاط البدني بانتظام والنوم الجيد.

دعم صحة الأمعاء من خلال تناول البروبيوتيك (مثل الزبادي الطبيعي) والبريبيوتيك (الألياف، الخضروات، الفواكه).

يرتبط تحقيق التنمية المستدامة ارتباطًا وثيقًا بوجود نظام غذائي صحي ومتوازن، يجعل من الغذاء عاملًا داعمًا للصحة لا عبئًا على الأنظمة الصحية، ومن هنا تبرز الحاجة إلى تضافر الجهود بين الأفراد والمؤسسات والجهات المعنية لوضع سياسات غذائية قائمة على الجودة، والتوازن، والوقاية، من أجل ضمان مجتمع أكثر صحة واستدامة.

فالطعام لم يعد مجرد مصدر للطاقة، بل أداة رئيسية للوقاية، ودعامة لصحة المجتمعات، ودعامة أساسية في بناء مستقبل صحي واقتصادي وبيئي مستقر، وكما يقال " خير من العلاج"، فإن بناء المناعة يبدأ من طبق الطعام، وينعكس أثره على صحة الإنسان والأنظمة الصحية والبيئية والاقتصادية على حد سواء.

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا