كتب: محمد الأحمدى

تشهد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية انتشارًا متزايدًا في دول شرق ووسط أفريقيا، خاصة كينيا وتنزانيا وزامبيا، من خلال خدمات روحية وتنموية وتعليمية أسهمت في تعزيز دورها الإنساني في القارة، ويواصل أساقفة الإيبارشيات القبطية هناك جهودهم لخدمة المجتمعات المحلية، ليس فقط عبر الرعاية الروحية، بل من خلال دعم منظومة التعليم ومحاربة الأمية ورفع الوعي المجتمعي.

وتُعد كينيا من أبرز محطات الخدمة القبطية في أفريقيا، حيث تنتشر عشرات الكنائس والمدارس المجتمعية التي ترعاها الكنيسة، إلى جانب مراكز لتعليم اللغات والحرف المهنية. وقد نجحت الإيبارشية القبطية هناك في إنشاء مدارس تعليمية تجمع بين المناهج الأكاديمية والتربية القيمية، مستهدفة أطفال المناطق الفقيرة والنائية.

وفي تنزانيا توسعت الخدمة القبطية بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة مع رسامة عدد من الكهنة وإقامة مشروعات تعليمية صغيرة ومتوسطة. وتركز الكنيسة في تنزانيا على التعليم الأساسي وتأهيل الفتيات، بالإضافة إلى إنشاء فصول لمحو الأمية ضمن مبادرة اجتماعية تهدف للارتقاء بالمستوى الثقافي للمجتمع.

أما في زامبيا، فتواصل الكنيسة القبطية تقديم خدمات تعليمية مجانية لأبناء القرى، مع توفير منح دعم للطلاب المتفوقين. كما ساهمت في تأسيس مدارس فنية لتعليم النجارة والحدادة والميكانيكا بهدف تمكين الشباب اقتصاديًا والحد من البطالة.

ويؤكد مراقبون أن انتشار الكنيسة القبطية في أفريقيا يجمع بين البعد الروحي ورسالة التنمية، حيث تستثمر الكنيسة في التعليم باعتباره حجر الأساس لبناء مجتمع قوي قادر على التغيير، مما جعلها تحظى باحترام وتقدير واسع في تلك الدول.