سوهاج أحمد عبدالعال

انتهت أعمال الترميم والصيانة بمقبرة "الأخوين" داخل مدينة أتريبس الأثرية بنجع الشيخ حمد غرب مدينة سوهاج، بعد عام كامل من الجهد المتواصل، ضمن مشروع يستهدف إعادة إحياء المواقع الأثرية في صعيد مصر، وفتحها أمام الزائرين كجزء من تنشيط السياحة الثقافية.

المقبرة، المعروفة أيضًا باسم "مقبرة البروج"، تتميز بتخطيطها المعماري الفريد، حيث تتكون من حجرة أمامية مربعة تتبعها حجرة دفن بتصميم مثلثي تحتوي على كوة دفن مستطيلة في الجدار الغربي. وتُنسب المقبرة إلى شقيقين هما "إيب باماني" و"با محيت" من القرن الثاني الميلادي.

أعمال الترميم شملت تنظيف الجدران والسقف ميكانيكيًا وكيميائيًا، وتقوية طبقات الملاط والألوان، واستكمال الأجزاء المتآكلة باستخدام مواد متوافقة مع طبيعة الأثر. كما تم توثيق حالتها الأصلية قبل بدء العمل، لضمان الحفاظ على أصالتها وفقًا للمعايير العلمية الدقيقة.

وتعد الزخارف التي تزين جدران وسقف المقبرة من أبرز عناصرها الفنية، حيث يظهر رسم فلكي لبرجين على السقف يمثل كل منهما أحد الأخوين، مما منحها اسمها الشهير "مقبرة البروج". كما تتضمن مناظر جنائزية مفصلة وزخارف تغطي جوانب كوة الدفن، ما يعكس ملامح المعتقدات الجنائزية خلال تلك الفترة.

يُذكر أن المقبرة تم اكتشافها منذ أكثر من 150 عامًا، وقد وثّق مناظرها عالم الآثار البريطاني وليم فلندرز بيتري خلال موسم حفرياته عام 1906–1907، لكنها ظلت مغلقة أمام الزيارة حتى تم الانتهاء من مشروع الترميم الحالي.

وتقع المقبرة ضمن نطاق مدينة أتريبس الأثرية، وهي واحدة من المدن القديمة المهمة في صعيد مصر، وتضم معابد، جبانات، ورشًا صناعية، ديرًا للراهبات، وكنيسة تعود للقرن السادس الميلادي، ما يجعلها مركزًا تاريخيًا متكاملًا يعكس ملامح الحياة الدينية والصناعية والسكنية في أواخر العصر البطلمي وبدايات العصر المسيحي المبكر.

من المقرر فتح المقبرة للزيارة قريبًا ضمن خطط تطوير المسار السياحي بالموقع، وإتاحتها أمام الجمهور والباحثين والمهتمين بالتراث المصري القديم.

اعمال الترميم بالمقبرة

عملية الترميم للمقبرة

جانب من اعمال الترميم

ترميم مقبرة الاخوين

المقبرة من الداخل

أحد القائمين على الترميم