حوادث / اليوم السابع

عندما يهدم اللسان الحياة الأسرية.. زوجة تطلب الخلع بسبب التنمر

  • 1/9
  • 2/9
  • 3/9
  • 4/9
  • 5/9
  • 6/9
  • 7/9
  • 8/9
  • 9/9

كتب: أحمد قنديل

الجمعة، 03 أكتوبر 2025 04:08 ص

قضية أسرية تكشف قسوة التنمر وأثره على الروابط الإنسانية.. إهانة عابرة تتحول إلى قضية خلع.. المحامية نهى الجندي عضو لجنة الأسرة بالحوار الوطني: القانون يجرّم الكلمة الجارحة

 
محامية تطلبع الخلع لموكلة بسبب إهانة زوجها لها ومعايرتها بوزنها
محامية تطلب الخلع لموكلة بسبب إهانة زوجها لها ومعايرتها بوزنها

 

  • "الكلمة"سلاح يبني الجسور أو يهدمها

 

إن للكلمة سلطانًا أعظم من وقع السيوف، فهي مرآة العقول ولسان القلوب، وبها يُبنى الودّ أو تُهدم الجسور. وليس حسن التعبير مجرّد ترفٍ بل هو حكمة، إذ إن انتقاء الألفاظ العذبة يرفع من قدر المتحدث ويحفظ هيبته، بينما العفوية المنفلتة قد تجرّ اللسان إلى مهاوي الإساءة، فتتحول لحظة غضب إلى إهانة جارحة، بل وقد تتجاوز حدود الأدب لتبلغ مصاف الجريمة التي يطالها القانون بالعقاب. ومن هنا، يغدو حسن اختيار الكلمات حصنًا للفكر ودرعًا للإنسان من منزلقات لا تُحمد عقباها.

الكلمة جسرًا للمحبة أو معولًا للهدم
الكلمة جسرًا للمحبة أو معولًا للهدم
  • التنمر اللفظي جراح لا يداويها الزمن

ورغم ما شهدته في السنوات الأخيرة من حملات توعية متواصلة لمناهضة ظاهرة التنمر، وما رافقها من جهود إعلامية وتشريعية للحد من آثارها، إلا أنّ الواقع يكشف عن نفوسٍ ما تزال تمارس أذاها عمدًا عبر اللسان، فتطلق سهام الكلمات الجارحة بقصد الانتقاص من قدر الآخرين والحط من شأنهم. ولأن الكلمة إذا خرجت لا تعود، فإن أثرها قد يتجاوز حدود الفرد ليهدم جدار الثقة داخل الأسرة، ويشعل الخلافات بين الأصدقاء، ويمتد حتى يترك ندوبًا في جسد المجتمع كله، فتتصدع الروابط الإنسانية ويترسخ التفكك الأسري والاجتماعي على نحو لا يُصلحه اعتذار عابر ولا يمحوه ندم متأخر.

الآثار النفسية للتنمر
الآثار النفسية للتنمر
  • حين يصبح اللسان معول هدم داخل الأسرة

“لسانك حصانك إن صُنته صانك، وإن هِنته هانك”، مثل شعبي لا يزال يبرهن على صدقه جيلاً بعد جيل، فالعقل الرشيد والمكانة الاجتماعية لا يكفيان ما لم يزن المرء كلماته بميزان الحكمة. وتتجلى هذه الحقيقة بجلاء في القضايا الأسرية التي تكشفها أروقة المحاكم، ومنها قضية مثيرة منظورة أمام محكمة مدينة نصر للأسرة – متنوع، حيث قاد التلاسن والتنمر والإهانات اللفظية إلى التهديد بانهيار بيتٍ كان قائمًا يومًا على المودة والرحمة. وهكذا يغدو اللسان، الذي جُعل وسيلة للتواصل والتقدير، معول هدم يفتت الأواصر، ويترك جراحًا عميقة في النفوس، لا يداويها اعتذار ولا تمحوها السنين.

أثار التنمر على المجتمع والأسر
أثار التنمر على المجتمع والأسر
  • قضية أمام محكمة الأسرة تكشف مرارة الإهانات

وفي هذا السياق، أفصحت المحامية نهى الجندي، عضو لجنة الأسرة بالحوار الوطني، في تصريحات خاصة لـ""، عن تفاصيل إحدى القضايا الموكلة إليها، والمتعلقة بزوجة لجأت إلى محكمة أسرة مدينة نصر طالبةً الخلع. وأكدت أن سبب لجوء الزوجة لم يكن خلافًا عابرًا أو نزاعًا معتادًا في شؤون الحياة اليومية، بل جاء تنمّر لفظي متكرر وإهانات جارحة من الزوج، جعلت استمرار العشرة بينهما أمرًا مستحيلًا، وأطفأت ما تبقى من مودة ورحمة. ولم تجد الزوجة أمامها سوى باب القضاء، تلتمس منه حماية كرامتها وصون ما تبقى من استقرارها النفسي والأسري.

محاكم الأسرة تكشف الوجه الخفي للتنمر بين الأزواج
محاكم الأسرة تكشف الوجه الخفي للتنمر بين الأزواج
  • "إنتي زي التلاجة".. عبارة دفعت زوجة إلى طلب الخلع

"أنا ممكن أتحمّل أي شيء، لكن ما أقدرش أقبل إهانته المتكررة.. بيسخر مني بسبب جسمي ويقولي إنتي زي التلاجة، ومش هقدر أصرف عليكي"، هكذا عبّرت الزوجة عن أزمتها الأسرية أمام المحامية نهى الجندي، كاشفة عن مرارة معاناتها. وأوضحت أن التنمّر اللفظي لم يتوقف عند حدود السخرية من مظهرها، بل تجاوز ذلك إلى تهديدها بالزواج عليها، الأمر الذي ترك في نفسها جرحًا غائرًا، ودفعها إلى اللجوء للقضاء طلبًا للخلاص وصونًا لكرامتها.

الإهانات اللفظية خطر يهدد استقرار الأسرة والمجتمع
الإهانات اللفظية خطر يهدد استقرار الأسرة والمجتمع
  • وزن زائد يتحول إلى ذريعة للتنمر والإقصاء

وقالت الجندي إن الزوجة روت لها أن وزنها الزائد لم يكن طارئًا أو خفيًا على الزوج، فقد ارتبط بها وهي ممتلئة القوام، ولم يزد وزنها إلا بدرجة طفيفة بعد إنجاب طفلين. وأشارت إلى أنها حاولت مرارًا استيعاب الأمر وتحمّل الإهانات المتكررة، بل وأبدت استعدادها للخضوع لعملية جراحية لتحسين مظهرها، غير أن الزوج فاجأها بردٍ أكثر قسوة وإيلامًا، حين قال لها ساخرًا: "أنا مش هصرف فلوس على واحدة زي التلاجة، بتعبي الأكل كله".

المحامية وعضو لجنة الأسر بالحوار الوطني نهى الجندي
المحامية وعضو لجنة الأسر بالحوار الوطني نهى الجندي
  • المحامية نهى الجندي: القانون المصري يجرّم التنمر ويحاسب المسيء

وتضيف المحامية نهى الجندي أن الزوجة لم تعد تقوى على احتمال سيل الإهانات والتنمر المتكرر الذي طال كرامتها ومظهرها، حتى أثقل كاهلها نفسيًا وأفقدها القدرة على الاستمرار في حياتها الزوجية. وإزاء هذا الوضع القاسي، لجأت إليها الزوجة مصرة على إقامة دعوى الخلع، مؤكدة أن التنمر المستمر لم يترك لها خيارًا آخر سوى إنهاء العلاقة، حفاظًا على كرامتها وصونًا لاستقرارها النفسي.

 

عضو لجنة الأسرة بالحوار الوطني تفصل وصف الكلمات الجارحة بين التجريم القانوني والآثار النفسية

وفي سياق متصل، أوضحت المحامية وعضو لجنة الأسرة بالحوار الوطني نهى الجندي أن الدفع في دعوى الخلع بسبب التنمر وما يترتب عليه من آثار نفسية أصبح جائزًا، لافتة إلى أن وقائع التنمر في ذاتها باتت تُعد جريمة مؤثمة بنصوص قانون العقوبات. وأضافت أن المشرّع المصري عرّف التنمر بأنه: كل قول أو فعل أو استعراض للقوة أو سيطرة أو استغلال لضعف المجني عليه بقصد تخويفه أو السخرية منه أو الحط من قدره وإقصائه من محيطه الاجتماعي، وهي أفعال يعاقب مرتكبها بالحبس أو الغرامة أو بإحدى هاتين العقوبتين.

مناهضة التنمر واجب وليس اختيار
مناهضة التنمر واجب وليس اختيار
  • رسالة للأزواج: صون الألسنة سبيل لصون البيوت

واختتمت المحامية نهى الجندي تصريحاتها برسالة موجهة إلى الأزواج والزوجات، مؤكدة أن صون اللسان واحترام كل طرف للآخر هو الركيزة الأولى لبناء بيتٍ متماسك، وأن الكلمات قد تكون جسرًا للمحبة أو معولًا للهدم. ونصحت بضرورة التحلي بضبط النفس ونبذ التنمر وانتقاء العبارات التي تحفظ الكرامة وتصون المودة، حتى لا تتحول لحظة غضب أو كلمة عابرة إلى شرارة تهدم حياة أسرية كاملة وتترك وراءها آثارًا لا تُجبرها المحاكم ولا تصلحها القوانين.

 

أقرأ أيضًا.. 

حين تنطق العدالة بالرحمة.. قصة تحول أشقاء متهمين بالاتجار فى المخدرات وحيازة السلاح والذخائر إلى مجنى عليهم

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا