حقق الفيلم الوثائقي الأردني أسفلت إنجازاً كبيراً خلال فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي 2025 في دورته الـ78 بعد أن تمكن من الفوز بجائزة الوثائقي قيد الإنجاز.

فيلم "أسفلت" الأردني يحقق إنجازاً في مهرجان كان

وأعلنت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام عبر منصاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي فوز المخرج الأردني حمزة حميدة بجائزة الوثائقي قيد الإنجاز، وذلك عن فيلم "أسفلت" ضمن برنامج Cannes Docs في سوق مهرجان كان السينمائي الدولي.

وأوضحت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام أن ذلك الفوز يسلط الضوء على نمو السينما الأردنية في كافة المحافل الدولية، مؤكدة في بيانها أن الفيلم نال دعماً مباشراً، حيث حصل على منحة إنتاج الأفلام الوثائقية الطويلة.

وعبرت الهيئة عن فخرها بالإنجاز الذي استطاع المخرج الأردني تحقيقه، وجاء نص البيان: "نفخر بهذا الإنجاز ونتمنى لهما دوام التقدم والنجاح في مشوارهما الفني"، في إشارة إلى كل من المخرج حمزة حميدة والمنتج محمود المساد.

يتناول الفيلم قصة الشاب الفلسطيني ديبس، العشريني الذي يعيش في مخيم البقعة في الأردن ويحلم بالزواج من حبيبته. لكن حياته تنقلب رأسًا على عقب بعد فقدانه عددًا من أقاربه في غزة، ما يضطره إلى تأجيل الزفاف ومواجهة واقع سياسي واجتماعي قاسٍ.

بعيدًا عن الميلودراما التقليدية، يقدم العمل حكاية مؤثرة تمتزج فيها السخرية والواقعية بأسلوب بسيط وإنساني، يعكس تناقضات جيل فلسطيني نشأ في المنافي والمخيمات، ويقاوم الألم بروح يومية مشبعة بالمرارة والضحك في آن واحد.

الفيلم من إنتاج محمود المساد، المعروف بدعمه للأعمال السينمائية ذات الطابع الواقعي والبعد الإنساني العميق، وسبق أن شاركت أفلامه في مهرجانات عالمية مرموقة.

لم يكن فيلم "أسفلت" فقط هو ما استطاع تحقيق هذا الإنجاز في مهرجان كان السينمائي؛ فالعديد من الأفلام نالت إشادات وتفاعلاً واسعًا، كان من بينها فيلم "عائشة لا تستطيع الطيران" للمخرج الأردني حمزة حميدة أيضًا.

نال العرض الأول للفيلم تفاعلاً كبيرًا ليس فقط بسبب حبكته الإنسانية اللافتة، بل أيضًا بفضل حضور غير تقليدي لشخصية مميزة خطفت الأضواء: "وردة"، الحمارة التي أدت دورًا محوريًا إلى جانب بطل الفيلم.

وفي جلسة النقاش التي أعقبت العرض، قال المخرج حميدة مازحًا: "الكل عم يحكي عن وردة... مبسوطين كيف في حمارة عم تتفاعل قدام الكاميرا بهذا الشكل". ولاقى تعليقه ابتسامات واسعة من الحضور، في إشارة إلى الطابع المختلف وغير النمطي الذي يحمله الفيلم.

ويُعد "عائشة لا تستطيع الطيران" ثمرة تعاون جديد بين المساد والمخرج حمزة حميدة، في خطوة تعكس نضجًا متزايدًا في السينما الأردنية المستقلة، وتؤكد قدرة جيل جديد من السينمائيين على مخاطبة العالم بلغة فنية معاصرة، جريئة ومليئة بالحياة.

مخرج فيلم "أسفلت" يكشف كواليسه:

وفي حديث لبرنامج ET بالعربي، عبر المخرج حمزة حميدة عن سعادته الشديدة بفوز الفيلم موضحًا أن الفيلم يروي قصة مخيم فلسطيني في الأردن، ولا يتناول اللاجئين بشكل خاص لكنه يركز على قصة الشاب الطموح والبطلة التي تساعده، وهي حمارته "وردة".

وكشف حميدة أن التحضير للفيلم استغرق نحو عامين، مشيرًا إلى أن التحدي الأكبر لم يكن فنيًا بقدر ما كان اجتماعيًا، حيث قال:"المنطقة شوي صعب نصور فيها، لأن الناس ما عندهم ثقة بالكاميرا، وكان التحدي إني أخليهم يوثقوا بالكاميرا ويثقوا فينا."

وعن لحظة إعلان الجوائز، عبر حمزة بتأثر:"امبارح طول اليوم وأنا عم بفكر كيف بلشنا فيه... ما كنا 1% متوقعين إنه يكون هالقد الناس مهتمة بهذا المشروع."

من جهته، تحدث المنتج محمود المساد عن ظروف إنتاج الفيلم قائلاً:"اشتغلنا عليه من سنتين لسنة ونص، وحاولنا نصور قبل الحرب على غزة... بس المخيم مش سهل، مش أي حدا يقدر يصور فيه، وحمزة عنده الأكسس وكسب ثقة الناس."

وأضاف: "كنت أقول لحمزة ما تفكر بالجوائز، يكفي إنك وصلت لسوق مهرجان كان... بس الفيلم أخذ الجائزة الكبرى من بين 34 فيلم دولي! وهذا أعطانا حافز نكمل ونآمن أكثر بالقصة."

وأوضح المساد خصوصية المشروع قائلاً:"نحن بنحاول نسوي فيلم ما وراء الأخبار... كيف الناس عم تعيش حياتها اليومية رغم كل الظروف، وخصوصًا خارج فلسطين، بالشتات والمخيمات. الفيلم مش بيان سياسي، هو حالة إنسانية."