شيّعت جماهير الكرة العالمية والبرتغالية نجم نادي ليفربول ومنتخب البرتغال ديوغو جوتا، الذي رحل بشكل مأساوي عن عمر 28 عاماً، إثر حادث سير مروع أودى بحياته وحياة شقيقه الأصغر، وذلك في بلدة غوندومار البرتغالية، مسقط رأسه.

لاعبو ليفربول ونجوم البرتغال يودّعونه بالدموع

تجمّع عدد كبير من لاعبي نادي ليفربول الإنجليزي ظهر السبت في البلدة البرتغالية الصغيرة للمشاركة في الجنازة، وقد بدا الحزن واضحاً على وجوههم، خصوصاً قائد الفريق فيرجيل فان دايك، وحارس المرمى كاويمين كيليهير، إلى جانب المدرب أرنه سلوت، الذين وصلوا إلى البرتغال في وقت متأخر من مساء الجمعة لتقديم واجب العزاء.
كما حضر عدد من نجوم المنتخب البرتغالي يتقدّمهم برونو فيرنانديز، روبن نيفيز، وجواو كانسيلو، بينما لوحظ غياب كريستيانو رونالدو رغم علاقته الطيبة بجوتا، وكذلك غياب النجم المصري محمد صلاح الذي لم يظهر في الجنازة، مما أثار تساؤلات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وظهر لاعبو ليفربول وهم يحملون باقات زهور طُرزت بالرقم 20، تكريماً لقميص جوتا مع الفريق، في مشهد مؤثر اختلطت فيه دموع الزملاء بحزن الجماهير التي تجمعت خارج الكنيسة وأمام منزل عائلته.

تفاصيل الحادث المأساوي

وبحسب ما أعلنته الشرطة الإسبانية، فقد وقع الحادث في الساعات الأولى من صباح الخميس على الطريق السريع A‑52 في شمال غرب إسبانيا، أثناء قيادة جوتا لسيارته من طراز لامبورغيني برفقة شقيقه الأصغر أندريه. وكانا في طريقهما إلى ميناء للسفر نحو بريطانيا.
رجّحت التحقيقات الأولية أن انفجار أحد إطارات السيارة كان السبب الرئيسي للحادث، حيث انحرفت السيارة عن الطريق واصطدمت بالحاجز الجانبي قبل أن تشتعل فيها النيران. وتم العثور على جثتي الأخوين داخل السيارة المتفحمة، بعد فشل محاولة إخراجهما من قبل أحد المارة.

موجة حزن وتعازي من قادة ونجوم العالم

انتشر خبر وفاة جوتا كالنار في الهشيم، وأثار صدمة عارمة في أوساط كرة القدم، حيث تدفقت رسائل العزاء من رؤساء أندية، ومدربين، ولاعبين، وقادة دول، ومحبّي اللاعب حول العالم. وغرّد نادي ليفربول عبر حسابه الرسمي بكلمات قصيرة: "لقد خسرنا اليوم أحد أعمدتنا.. وداعاً ديوغو، لن ننساك أبداً".
أما زميله السابق ساديو ماني فكتب: "كان قلبك طيباً وروحك أنقى من أن تُطفأ بهذه السرعة. ارقد بسلام يا صديقي". كما أعرب الاتحاد البرتغالي لكرة القدم عن أسفه العميق، مشيراً إلى أن جوتا كان "سفيراً حقيقياً للروح الرياضية والانضباط والتواضع".

قصة حب بدأت قبل الشهرة.. وانتهت بفاجعة

بعيداً عن الملاعب، خطفت قصة حب ديوغو جوتا وزوجته روت كاردوسو قلوب المتابعين، خصوصاً بعد أن تداول الجمهور صور زفافهما الذي تم قبل عشرة أيام فقط من وفاته.
بدأت علاقتهما في مرحلة المراهقة خلال الدراسة في مدينة غوندومار، ورافقته روت في كل محطات حياته الكروية، من أكاديمية باكوس دي فيريرا، إلى تجاربه في بورتو، وأتلتيكو مدريد، ووولفرهامبتون، وصولاً إلى قمة المجد مع ليفربول، وفي يوليو 2022 أعلنا خطوبتهما، واحتفلا بزفاف بسيط في 22 يونيو 2025 بمدينة بورتو. 

أب لثلاثة أطفال.. ورجل عائلة في المقام الأول

رغم ضغط المباريات والسفر والإصابات، لم يغِب ديوغو جوتا يوماً عن دوره كأب. فقد أنجب من روت ثلاثة أطفال، أولهم دينيس في 2021، ثم ابن آخر في مارس 2023، وأخيراً طفلة وُلدت في نوفمبر 2024.
وكان جوتا حريصاً على إبقاء حياته العائلية بعيداً عن الأضواء، لكنه بين الحين والآخر كان يشارك جمهوره لحظات عائلية دافئة تظهره وهو يلعب مع أبنائه، أو يحتضنهم بعد الفوز في مباراة مهمة. وكان هذا التوازن بين الشهرة والخصوصية من أبرز صفاته التي جعلته محبوباً داخل وخارج الملعب.
لمشاهدة أبرز صور جنازة اللاعب العالمي، تصفحوا الألبوم أعلاه..