تستعد أسرة المخرج الراحل سامح عبد العزيز لاستقبال العزاء يوم الأحد المقبل بمسجد الشرطة في التجمع الخامس، وذلك بعد أيام قليلة من إعلان وفاته التي شكلت صدمة كبيرة في الوسط الفني المصري والعربي، نظرًا لقيمته الفنية وأعماله المميزة التي تركت بصمة واضحة في الدراما والسينما.

 عزاء سامح عبدالعزيز

ورحل سامح عبد العزيز عن عالمنا عن عمر ناهز 48 عامًا، بعد مسيرة حافلة بالأعمال السينمائية والتلفزيونية التي جمع فيها بين الترفيه والطرح الاجتماعي الجاد، ليظل اسمه محفورًا في ذاكرة الجمهور وأذهان العاملين بالمجال الفني.

وكانت الجنازة في أجواء يغلب عليها الحزن، بحضور عدد من نجوم الوسط الفني، على أن يقام العزاء الرسمي يوم الأحد، ليكون فرصة لتلقي التعازي من الأصدقاء والزملاء ومحبي المخرج الراحل.

سبب وفاة سامح عبدالعزيز

بحسب ما كشفه نقيب المهن التمثيلية الدكتور أشرف زكي، فإن سامح عبد العزيز كان قد شعر بآلام حادة في الظهر قبل أيام، ما استدعى نقله إلى أحد المستشفيات في مدينة 6 أكتوبر. وبمجرد وصوله، تدهورت حالته الصحية بشكل مفاجئ، ليدخل العناية المركزة وسط متابعة دقيقة من الأطباء، الذين شخصوا حالته بأنها عدوى فيروسية في الدم أدّت إلى ارتفاع حاد في مستوى السكر وتورم في الأعضاء الحيوية، ما أسفر عن توقف مفاجئ في بعض وظائف الجسم.

رغم جهود الفريق الطبي لمحاولة السيطرة على تطور الحالة، إلا أن جسده لم يستجب للعلاج، وفارق الحياة في الساعات الأولى من صباح الخميس، تاركًا وراءه حالة من الحزن والأسى بين زملائه ومحبيه.

جنازة مهيبة من مسجد الشرطة بالشيخ زايد

شيع الجثمان عقب صلاة العصر من مسجد الشرطة بالشيخ زايد، في جنازة مهيبة حضرها عدد كبير من الفنانين والمخرجين والإعلاميين، من بينهم نقيب الممثلين أشرف زكي، والفنان خالد الصاوي، والمخرج خالد يوسف، والفنانة روبي التي كانت زوجته السابقة وأم بناته.

وقد ظهر التأثر الشديد على وجوه الحاضرين، خصوصًا أن الراحل كان يتمتع بعلاقات طيبة في الوسط الفني، وعرف بروحه المرحة وتواضعه رغم النجاحات الكبيرة التي حققها في مجاله.

أشرف زكي ينعى الراحل: فقدنا مخرجًا موهوبًا من طراز خاص

في أول تعليق له، كتب الدكتور أشرف زكي عبر حسابه الرسمي أن الوسط الفني فقد صديقًا ومخرجًا عظيمًا هو سامح عبد العزيز. كما أكد أن الجنازة أُقيمت من مسجد الشرطة، وأن العزاء سيُقام يوم الأحد بمسجد الشرطة في التجمع الخامس.

وأشاد نقيب الممثلين بأخلاق الراحل وأعماله المميزة التي أثرت الشاشة المصرية، مؤكدًا أن غيابه يمثل خسارة كبيرة للفن والإبداع في مصر والعالم العربي.

من هو سامح عبد العزيز؟

ولد سامح عبد العزيز في 18 سبتمبر 1976، وتخرج في كلية الآداب قسم الفلسفة قبل أن يتجه إلى الإخراج التلفزيوني. بدأ مشواره في برامج المنوعات، وسرعان ما لفت الأنظار إلى موهبته الفريدة. اقتحم عالم السينما مطلع الألفية الجديدة، وتميّز بأسلوبه الواقعي الجريء الذي جمع بين الطابع الشعبي والدراما الاجتماعية، ونجح في أن يصنع لنفسه هوية إخراجية خاصة.

أبرز أعمال سامح عبد العزيز

من أشهر أفلامه التي حظيت بإعجاب واسع جماهيريًا ونقديًا فيلم كباريه عام 2008، ثم فيلم الفرح في 2009، إضافة إلى مشاركته في إخراج فيلم دكان شحاتة بالتعاون مع المخرج خالد يوسف. كذلك أخرج الفيلم المثير للجدل حلاوة روح من بطولة هيفاء وهبي، وفيلم ساعة ونص، وساهم أيضًا في إخراج فيلم سجن النساء وفيلم الدشاش الذي يُعد آخر أعماله.

في الدراما التلفزيونية، أخرج عدة مسلسلات ناجحة أبرزها رمضان كريم، حارة اليهود، وبين السرايات، حيث تعاون خلالها مع نخبة من كبار نجوم الشاشة المصرية مثل محمود عبد العزيز، أحمد رزق، خالد الصاوي، ومنة شلبي.

وداع موجع وإرث فني خالد

برحيل سامح عبد العزيز، يفقد الوسط الفني مخرجًا شكل وجدان الشارع المصري من خلال أعماله الجريئة والواقعية. ورغم رحيله المفاجئ، سيظل اسمه حاضرًا في ذاكرة السينما والتلفزيون، كواحد من المخرجين الذين حملوا قضايا الناس ببساطة وعمق في آنٍ معًا.