فن / ليالينا

وفاة كوني فرانسيس: إرث موسيقي خالد وتحولات مأساوية

أُعلن رسميًا عن وفاة أسطورة الغناء الأمريكية كوني فرانسيس، التي رحلت بهدوء مساء أمس بعد رحلة طويلة مع المرض والفن. وأكد خبر الوفاة صديقها المقرب ومدير أعمالها، رون روبرتس.

وفاة كوني فرانسيس

 أصدر  صديق النجمة الأمريكية، بيانًا مؤثرًا عبر حسابه الرسمي على قال فيه إن قلوبهم مثقلة بالألم، وإنه حرص على أن يكون جمهور كوني الوفي من أوائل من يعلمون بهذا النبأ الحزين. وأضاف أن تفاصيل الجنازة والإجراءات اللاحقة سيتم الإعلان عنها في وقت لاحق.

رحيل كوني فرانسيس جاء بعد فترة صحية حرجة، إذ دخلت المستشفى مؤخرًا إثر آلام متكررة، اضطرتها إلى إلغاء عدد من حفلاتها التي كانت مقررة في وقت سابق من هذا الشهر. ورغم محاولاتها المتكررة للعودة إلى جمهورها، فإن حالتها الصحية لم تسمح لها بالاستمرار على المسرح كما كانت تأمل.

 أغنية Pretty Little Baby

المفارقة أن خبر وفاتها جاء في وقت عادت فيه أغنيتها الشهيرة Pretty Little Baby التي أطلقتها عام 1962 إلى الواجهة من جديد، بعدما حققت انتشارًا واسعًا عبر تيك توك، وأصبحت خلال الأسابيع الماضية من أكثر الأغنيات استماعًا على المنصات الرقمية. وقد تفاعلت كوني مع هذا النجاح المفاجئ بشكل مؤثر، وشاركت مقطعًا صوتيًا عبر حسابها الرسمي، تفاعلت فيه بالقول إن هذه هي المرة الأولى التي تحرك فيها شفتيها مع هذا التسجيل العائد إلى أكثر من ستة عقود.

كما نشرت كوني فرانسيس مقطع آخر أعربت فيه عن امتنانها لفنانين شباب ومؤثرين عالميين مثل تيموثي شالاميه، أريانا غراندي، وتايلور سويفت، بعد أن خصّوها بتحية فنية على طريقتهم الخاصة، واحتفلوا بإرثها الموسيقي وأغنيتها العائدة بقوة إلى قوائم الاستماع.

كونسيتا روزا ماريا فرانكونيرو، المعروفة فنيًا باسم كوني فرانسيس، ولدت في 12 ديسمبر 1937 في نيوآرك، نيو جيرسي، وهي واحدة من أبرز الأصوات النسائية في تاريخ موسيقى البوب الأمريكية. لمع نجمها في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، واشتهرت بأغانيها الرومانسية التي عبرت بها القارات واللغات، لتصبح أيقونة خالدة رغم ما مرت به من مآسي في حياتها الشخصية.

بداية موهبة استثنائية

منذ طفولتها، أظهرت كوني فرانسيس شغفًا واضحًا بالغناء والعزف على آلة الأكورديون، حيث شجّعها والدها بشكل مكثف، وظهرت في العديد من البرامج التلفزيونية المخصصة للأطفال. ورغم المحاولات المبكرة التي لم تثمر عن نجاح كبير، إلا أن ثقتها في موهبتها واستمرارها في التجربة كانا أساسًا لانطلاقتها لاحقًا.

انطلاقتها إلى الشهرة

العام 1958 شكّل نقطة التحول الأهم في حياة كوني فرانسيس، حين قدمت نسخة جديدة من أغنية قديمة بعنوان Who’s Sorry Now، وحققت الأغنية نجاحًا كاسحًا، لتبدأ بعدها سلسلة من النجاحات المتتالية جعلتها من أوائل النساء اللواتي تصدّرن قائمة بيلبورد الموسيقية.

لاحقًا، قدمت كوني فرانسيس عددًا من الأغاني التي لا تزال تعتبر من علامات العصر الذهبي للبوب ، منها Stupid Cupid وLipstick on Your Collar وMy Happiness. وقد تميزت بقدرتها على الغناء بلغات متعددة، من بينها الإيطالية والألمانية والفرنسية والإسبانية، ما ساعدها على الوصول إلى جماهير متنوعة حول العالم.

الحضور السينمائي للمطربة المحبوبة

لم يقتصر نجاح كوني فرانسيس على المجال الغنائي، بل امتد أيضًا إلى السينما، حيث شاركت في عدد من الأفلام الخفيفة ذات الطابع الموسيقي، من أشهرها Where the Boys Are وLooking for Love. وقد ساعدتها ملامحها البريئة وصوتها المميز في ترسيخ صورة الفتاة الرومانسية الحالمة، التي كانت رائجة في ثقافة الستينيات.

مأساة الاعتداء وتوقف المسيرة

رغم نجاحاتها المتواصلة، واجهت كوني فرانسيس واحدة من أقسى التجارب التي يمكن أن تمر بها امرأة، حين تعرضت لاعتداء عنيف في أحد فنادق نيويورك عام 1974 بعد إحدى حفلاتها. الحادثة أثرت عليها نفسيًا بشكل بالغ، وأدخلتها في مرحلة صعبة من الاكتئاب والعزلة، وتسببت في توقف مسيرتها الفنية لسنوات.

ولم تتوقف معاناتها عند هذا الحد، بل تم تشخيصها لاحقًا باضطراب ثنائي القطب، ودخلت مصحات علاج نفسي عدة مرات. كما تعرضت لضربة مؤلمة أخرى حين فقدت شقيقها في حادث إطلاق نار عام 1981.

نضالها من أجل حقوق النساء

تحولت كوني فرانسيس إلى صوت قوي للنساء اللواتي تعرضن لاعتداءات جنسية، وبدأت تنشط اجتماعيًا للمطالبة بتشديد قوانين حماية النزيلات في الفنادق. كما شاركت في مؤتمرات وحملات توعية، وتحدثت بصراحة عن معاناتها مع المرض النفسي، في وقت كان الحديث عن هذه المواضيع من المحرّمات.

الحياة العاطفية والزواج

تزوجت كوني فرانسيس أربع مرات، لكن جميع هذه الزيجات انتهت بالفشل. لم تنجب أطفالًا، وصرحت لاحقًا أن حياتها العاطفية لم تكن مستقرة يومًا، بسبب الضغوط النفسية والشهرة التي فرضت عليها عزلة من نوع خاص. كما خضعت لعدة عمليات في الحبال الصوتية أثرت على قدرتها على العودة بقوة إلى الساحة الغنائية.

عودة متأخرة وصوت لا يُنسى

في أواخر الثمانينات، وبعد صمت طويل، عادت كوني فرانسيس للغناء وأحيت عددًا من الحفلات في أمريكا وأوروبا، واستعادت جزءًا من ألقها السابق. كما أصدرت كتابًا بعنوان Who"s Sorry Now روت فيه تفاصيل حياتها المؤلمة، وتحول الكتاب إلى مرجع مهم لفهم معاناة الفنانين خلف الأضواء.

إرثها الفني والصوت الذي عبر الحدود

رغم كل ما مرت به، كانت كوني فرانسيس واحدة من أعظم مطربات القرن العشرين، حيث باعت أكثر من مئة مليون نسخة من أعمالها، وساهمت في ترسيخ مكانة المرأة في عالم الغناء التجاري. أغانيها لا تزال تُبث في المحطات الإذاعية، وصوتها ظل مرتبطًا بمشاعر الحب والحنين لدى ملايين المعجبين حول العالم.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا