قرر الملك تشارلز الثالث عرض مروحية والدته الراحلة، الملكة إليزابيث الثانية، للبيع. الطائرة الفاخرة من طراز Sikorsky S-76C، ذات اللون الأحمر المميز، خُصصت لتنقلات العائلة المالكة منذ عام 2009، وتُعرض الآن للبيع عبر شركة الوساطة الجوية AeroAsset مقابل مبلغ يُتوقع أن يصل إلى 5 ملايين جنيه إسترليني.

هذه المروحية، التي تتسع لثمانية ركاب، لم تكن مجرد وسيلة نقل، بل كانت أداة أساسية في جدول تنقلات الملكة، حيث استخدمتها في رحلات خاصة من بينها الانتقال بين مقرّي إقامتها في ساندرينغهام ووندسور، وصولًا إلى أشهرها الأخيرة في الحكم.

تفاصيل فخمة تُكشف لأول مرة عن المقصورة الملكية

للمرة الأولى، تم الكشف عن التصميم الداخلي الكامل للمروحية الملكية، الذي يعكس ذوقًا بريطانيًا راقيًا يتناسب مع المكانة التي كانت تحتلها الملكة في تاريخ البلاد. تظهر المقصورة مزوّدة بمقاعد رمادية من الجلد الفاخر تتناغم مع سجادة أرضية زرقاء أنيقة، بينما تزين المساحة الداخلية ساعة خشبية كلاسيكية ورف للمجلات، مع نوافذ مظللة تضيف خصوصية وتفردًا.

بحسب إعلان الوسيط الجوي، فإن الطائرة كانت مملوكة لشخص واحد فقط منذ تصنيعها، وتُصنّف رسميًا ضمن "الطائرات الخاصة برؤساء الدول". وقد سجلت حتى الآن 5,222 ساعة طيران، وتمتاز بكسوة داخلية من مواد فاخرة مثل "ألترا ليذر" و"ألترا سويد"، مما يمنحها لمسة من الترف نادرًا ما يُرى في مروحيات هذه الفئة.

تبديل استراتيجي نحو طيران صديق للبيئة

فيما يُعرض هذا الرمز الملكي للبيع، يتجه الملك تشارلز إلى تبنّي خيارات نقل أكثر توافقًا مع أهداف الاستدامة، من خلال اعتماد طائرتين جديدتين من طراز AgustaWestland AW139.

يُقدّر ثمن كل طائرة بنحو 8.5 ملايين جنيه إسترليني، لكن الأهم هو أن هذه الطائرات تعمل بوقود طيران مستدام بنسبة 50%، مما يُسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية المرتبطة بالتنقلات الملكية.

يأتي هذا القرار ضمن نهج عام يتبناه الملك تشارلز منذ تولّيه العرش، يهدف إلى إعادة هيكلة الكثير من الممارسات الملكية بطريقة تواكب المتغيرات المناخية والوعي البيئي المتزايد حول العالم.

سيارة الملكة النادرة: عرض آخر في مزاد استثنائي

ولم يتوقف عرض المقتنيات الملكية عند حدود المروحية، بل شمل أيضًا سيارة الملكة إليزابيث الثانية الخاصة من طراز Range Rover L322 موديل 2006، التي استخدمتها بين عامي 2006 و2008. تُعرض هذه السيارة للبيع في مهرجان سيلفرستون المقرر في 23 أغسطس، ويتوقع أن تصل قيمتها إلى £70,000، رغم أن تقديرات السوق الحالية لهذا الطراز تتراوح بين £9,000 و£16,000 فقط.

السيارة تتميّز بتفاصيل فريدة من نوعها، منها تمثال زخرفي لكلب لابرادور يحمل طائرًا في فمه، وسلالم جانبية، وحواجز مخصصة لكلاب الملكة، إلى جانب تجهيزات أمان إضافية أُعدّت خصيصًا لتلبية احتياجات العائلة المالكة.

وقد سُجّل في بيانات السيارة أنها قطعت قرابة 120,000 ميل، وما زالت توصف بأنها في حالة "مثالية من جميع النواحي".

اهتمام عالمي بمقتنيات الملكة الشخصية

مدير دار المزادات Iconic Auctioneers، روب هابارد، أشار إلى أن المركبات الملكية من هذا النوع نادرًا ما تُطرح في السوق، ما يجعل الفرصة مغرية لهواة الجمع والمؤرخين على حد سواء. وقد أكد أن سيارة الملكة تُجسّد توازنًا بين "الهندسة الرفيعة والأهمية التاريخية العميقة"، متوقعًا اهتمامًا واسعًا ومزايدات عالية، لا سيما بعد أن بيعت سيارة أخرى من نوع Range Rover استخدمتها الملكة سابقًا بمبلغ £132,750.

قرارات تعكس تحولًا في هوية العرش

يرى مراقبون أن بيع هذه الرموز لا يحمل فقط بعدًا ماليًا أو لوجستيًا، بل يُعبّر عن توجّه أعمق لإعادة تعريف الصورة العامة للمؤسسة الملكية تحت قيادة الملك تشارلز. فبينما تحافظ العائلة المالكة على إرثها التاريخي، تُرسل هذه القرارات رسالة واضحة بأن التغيير والحداثة لهما مكان في مستقبل النظام الملكي البريطاني.

التحوّل من الوسائل التقليدية إلى البدائل المستدامة، والاستغناء عن بعض الرموز الموروثة، كلها إشارات إلى مرحلة جديدة تسعى إلى التوازن بين العراقة والانفتاح على المستقبل.