كشف معهد الدوحة للأفلام عبر حسابه الرسمي على موقع إنستغرام عن اختيار فيلم "صوت هند رجب – The Voice of Hind Rajab" للمخرجة التونسية العالمية كوثر بن هنية، ليكون فيلم افتتاح مهرجان الدوحة السينمائي 2025، ليخطف الإعلان أنظار الوسط السينمائي.

صوت هند رجب يفتتح مهرجان الدوحة

ويُعد هذا العرض الأول للفيلم في منطقة الشرق الأوسط، بعد أيام فقط من حصده جائزة الأسد الفضي – لجنة التحكيم الكبرى في الدورة الأخيرة من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وهو إنجاز رسّخ مكانة الفيلم على خريطة السينما العالمية.
وأكد المعهد أن تفاصيل حجز التذاكر وجداول العروض ستُعلن خلال الأسابيع المقبلة، ما زاد من حالة الترقب لدى عشاق السينما في قطر والمنطقة.

حكاية إنسانية مستوحاة من مأساة واقعية

الفيلم يعيد إلى الأذهان واحدة من أكثر اللحظات المؤلمة التي هزّت الضمير الإنساني، إذ يستند إلى القصة الحقيقية للطفلة الفلسطينية هند رجب، ذات السنوات الست، التي فقدت حياتها في يناير 2024 أثناء محاولتها الهروب مع عائلتها من جحيم الحرب في غزة.
العمل يوثّق اللحظات الأخيرة للطفلة عبر التسجيلات الصوتية المؤثرة التي جرت بينها وبين متطوعي الهلال الأحمر الفلسطيني. فقد حاول المسعفون تهدئتها والإبقاء على تواصل معها بينما كانوا يسعون بشجاعة لإيصال سيارة إسعاف إليها، قبل أن ينقطع الاتصال في مشهد يختصر حجم المأساة.
بن هنية، التي سبق أن ترشحت مرتين لجائزة الأوسكار عن فيلميها الرجل الذي باع ظهره وبنات ألفة، استطاعت أن تترجم هذه المأساة الفردية إلى عمل سينمائي إنساني يمزج بين الوثائقي والدرامي، ليعكس وجع الطفولة وسط صمت العالم.

دعم عالمي من أسماء كبرى في هوليوود

لم يكن الطريق لإنتاج "صوت هند رجب" عادياً، بل حظي بدعم استثنائي من مجموعة من الأسماء اللامعة في هوليوود. فقد شارك في إنتاجه التنفيذي ديدي غارنر وجيريمي كلاينر، مؤسسا شركة Plan B المملوكة للنجم العالمي براد بيت، والتي اشتهرت بإنتاج أعمال حصدت جوائز الأوسكار مثل 12 Years a Slave وMoonlight.
كما انضم إلى فريق الدعم المخرج البريطاني جوناثان غليزر، صاحب الفيلم الحائز على جائزة كان الكبرى The Zone of Interest، إضافة إلى المخرج المكسيكي المخضرم ألفونسو كوارون، الحائز على الأوسكار عن فيلم Roma.
إلى جانب ذلك، شاركت جهات إنتاجية مرموقة مثل Film4 البريطانية وMBC Studios السعودية، ما جعل الفيلم نموذجاً للتعاون الدولي الذي يجمع بين السينما العربية والعالمية في خدمة قضية إنسانية.

من فينيسيا إلى الدوحة: رحلة تتويج

رحلة الفيلم نحو العالمية بدأت بقوة في مهرجان فينيسيا 2025، حيث لاقى إشادة واسعة من النقاد والجمهور على حد سواء. وقد اعتبره الكثيرون من أبرز أفلام العام بفضل قوة موضوعه وبراعة إخراجه.
فوزه بجائزة الأسد الفضي – لجنة التحكيم الكبرى منح كوثر بن هنية دفعة جديدة نحو ترسيخ مكانتها كواحدة من أهم المخرجات العربيات على الساحة العالمية. النقاد في فينيسيا وصفوا الفيلم بأنه "صرخة إنسانية ضد صمت العالم"، بينما أثنى آخرون على مزجه المبتكر بين الصوت والصورة لإعادة سرد قصة الطفلة دون استغلال مأساوي.

وبعد هذا النجاح، يواصل الفيلم مسيرته العالمية من خلال مهرجان الدوحة السينمائي، حيث يُعرض للمرة الأولى أمام الجمهور العربي، ما يفتح الباب لنقاش أوسع حول دور السينما في تسليط الضوء على القضايا الإنسانية.