يواصل المهرجان الدولي للفيلم بمراكش ترسيخ مكانته كأحد أبرز المنصات السينمائية في العالم العربي وإفريقيا، معلنًا عن تكريم أربعة من الأسماء البارزة التي أثرت الفن السابع بمسيرات استثنائية.

وهم: النجم المصري حسين فهمي، الفنانة المغربية راوية، النجمة الأمريكية جودي فوستر، والمخرج المكسيكي غييرمو ديل تورو.

تكريمات تعكس التنوع الثقافي والإنساني

جاءت هذه الاختيارات لتجسد فلسفة المهرجان القائمة على الانفتاح الثقافي وتلاقي التجارب الإبداعية من مختلف القارات، في دورة ثانية وعشرين ستُقام من 28 نوفمبر إلى 6 ديسمبر 2025، بحضور نخبة من صُنّاع السينما ونجومها من أنحاء العالم.

وأكدت إدارة المهرجان في بيانها الرسمي أن التكريمات هذا العام تمثل احتفاءً بالسينما بوصفها لغة عالمية توحّد الشعوب وتحتفي بالإنسان في أبعاده المتعددة.

جودي فوستر.. مسيرة تجمع الذكاء الفني والحرية في الأداء

استعدّت الممثلة والمخرجة الأمريكية جودي فوستر لاستلام تكريمها في مراكش عرفانًا لمسيرة تمتد لعقود، نالت خلالها جائزتي أوسكار عن أدائها المتميز في أعمال صنعت بصمتها في هوليوود.

وتُقدّم فوستر في المهرجان فيلمها الفرنسي الجديد "حياة خاصة" للمخرجة ريبيكا زلوتوفسكي، في أول عرض لها بالمغرب، مؤكدة حماسها لاكتشاف سحر المدينة الحمراء والاحتفاء مع جمهورها بالسينما كفنّ حرّ يتجاوز الحدود.

غييرمو ديل تورو.. رؤية تجمع الخيال والإنسانية

من المكسيك، يعود المخرج والكاتب غييرمو ديل تورو إلى مراكش لتلقي تكريمه الثاني في المغرب، بعد مسيرة نال خلالها ثلاث جوائز أوسكار عن أفلامه الشهيرة "شكل الماء" و"بينوكيو".

ويقدّم ديل تورو في هذه الدورة فيلمه الجديد "فرانكشتاين"، الذي يعتبره من أكثر أعماله خصوصية من حيث المعالجة الإنسانية والرمزية الفنية. وعبّر عن تقديره للمهرجان الذي وصفه بفضاء يحتضن الإبداع الحرّ ويمنح السينما بعدًا عالميًا يتجاوز اللغة والمكان.

راوية.. ذاكرة السينما المغربية

تمثّل الفنانة المغربية راوية (فاطمة هراندي) إحدى أبرز الوجوه النسائية في السينما الوطنية، حيث تركت بصمتها في أفلام جسّدت هموم المجتمع المغربي بصدق وأصالة. ويأتي تكريمها من مهرجان مراكش كتقدير لمسيرة امتدت لعقود من العطاء الفني المتنوّع.

وأعربت راوية عن فخرها بأن تُكرم في بلدها، مؤكدة أن مهرجان مراكش أصبح نافذة مشرّفة للسينما المغربية على العالم، ومكانًا يجمع بين أجيال الفنانين في لحظات وفاء للفن والذاكرة.

حسين فهمي.. رمز السينما العربية الأنيق

يعود النجم المصري حسين فهمي إلى مراكش بعد مشاركته في دورتها الأولى، ليكرّم اليوم على مشوار يمتد لأكثر من خمسة عقود في التمثيل والإخراج والإنتاج.

ويحتفظ فهمي بذكريات خاصة مع المدينة الحمراء، حيث صوّر فيها أحد أفلامه المبكرة "دمي ودموعي وابتسامتي"، معتبرًا عودته لتلقي التكريم من أرض المغرب لحظة مؤثرة تختصر رحلة طويلة من الفن العربي المشترك بين القاهرة ومراكش.

لجنة تحكيم عالمية بقيادة بونج جون هو

استعدّ المهرجان أيضًا لاستقبال المخرج الكوري الجنوبي بونج جون هو، الحائز على جائزة السعفة الذهبية والأوسكار عن فيلم "Parasite"، الذي يترأس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية هذا العام. ويؤكد هذا الاختيار رغبة المهرجان في تعزيز مكانته كجسر يربط بين مدارس السينما العالمية، من الشرق الآسيوي إلى إفريقيا والعالم العربي.

مراكش.. منصة السينما العالمية

منذ تأسيسه عام 2001، نجح مهرجان مراكش الدولي للفيلم في التحوّل إلى حدث سنوي يجمع بين النجوم والمبدعين، إلى جانب برامجه الموازية التي تشمل "ورشات الأطلس"، المخصصة لدعم المواهب السينمائية الشابة في العالم العربي وإفريقيا.

وتشهد دورة هذا العام مشاركات واسعة من منتجين ومخرجين من أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية، ما يعزّز حضور المهرجان كأحد أهم التظاهرات السينمائية في العالم.