أثار إعلان مشاركة الشابة العراقية حنين القريشي في مسابقة ملكة جمال الكون 2025 جدلًا واسعًا بين المتابعين في العراق وخارجه، بعدما أكدت إدارة المسابقة العالمية أنها ستمثل بلاد الرافدين في الدورة الرابعة والسبعين، رغم غياب أي انتخاب رسمي لملكة جمال العراق منذ عام 2022.

وتحوّل الخبر إلى قضية تشغل الرأي العام، بعدما تساءل كثيرون عن الجهة التي منحتها اللقب وكيف تم اختيارها دون إجراء مسابقة رسمية داخل البلاد.

توقف المسابقة منذ 2022

شهدت مسابقة ملكة جمال العراق توقفًا تامًا منذ ثلاث سنوات، إذ لم تُنظم أي دورة جديدة بعد آخر تتويج في عام 2022.

وأكدت مصادر مطلعة داخل وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية أن الوزارة لم تمنح أي جهة تفويضًا رسميًا لتنظيم المسابقة خلال هذه المدة، ما يعني أن العراق لا يملك حتى الآن ممثلة رسمية معترف بها من داخل أراضيه للمشاركة في المسابقات الجمالية العالمية.

ترشيح مفاجئ من جهة خارجية

جاءت المفاجأة مع إعلان جهة خارج العراق عن ترشيح حنين القريشي رسميًا لتمثيل العراق في مسابقة ملكة جمال الكون.

وتشير المعلومات إلى أن المنظم المقيم في الخارج لم يتمكن من إقامة حفل انتخاب رسمي داخل البلاد بسبب رفض الوزارة إصدار الموافقات اللازمة، ما دفعه إلى التنسيق مباشرة مع إدارة المسابقة الدولية للحصول على تصريح خاص يسمح بمشاركة القريشي باسم العراق.

شاهدوا حنين القريشي في مسابقة ملكة جمال الكون:

من هي حنين القريشي؟

تنتمي حنين القريشي إلى جيل من الشابات العراقيات اللواتي جمعن بين ريادة الأعمال والعمل الإنساني. ولدت في العراق وغادرت البلاد وهي في الثانية عشرة من عمرها لتستقر في هيوستن – تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث بدأت مسيرتها في مجالات متعددة أبرزها التجميل وريادة الأعمال الخيرية.

وتُعرف بنشاطها في دعم النساء العراقيات المغتربات، إضافة إلى اهتمامها بمشاريع تمكين المرأة والتنمية الاجتماعية.

توضيح وزارة الثقافة العراقية

قال أحمد العلياوي، المتحدث باسم وزارة الثقافة العراقية، إن الوزارة على علم بترشيح القريشي، لكنها لا تتدخل في مثل هذه الترشيحات لأنها تُنظم عادة من قبل شركات خاصة أو وكالات مستقلة.

وأوضح أن الوزارة لا تتحمل مسؤولية أي مشاركة خارج نطاق الجهات المعتمدة داخل العراق، مضيفًا أن الترشيح الدولي يتم عادة بالتنسيق المباشر بين إدارة المسابقة والمنظمين المعترف بهم عالميًا.

موقف بلسم حسين

بدورها، أعربت بلسم حسين، التي ما تزال تحمل لقب ملكة جمال العراق منذ عام 2022، عن دهشتها من مشاركة القريشي في المسابقة العالمية، مشيرة إلى أن "المنظم المقيم في أمريكا اشترى وكالة هناك وقام بترشيحها بنفسه رغم أنه لا يملك الصلاحية القانونية لذلك"، واعتبرت أن ما حدث يمثل تجاوزًا على القوانين المحلية التي تنظم اختيار ملكة جمال العراق.

وأضافت بلسم أن الجهة الرسمية الوحيدة المخوّلة بتنظيم المسابقة داخل العراق هي المؤسسة التي يشرف عليها رجل الأعمال أحمد ليث بالتعاون مع وزارة الثقافة، مؤكدة أن أي مشاركة خارج هذا الإطار تُعدّ غير قانونية ولا تعبّر عن التمثيل الرسمي للعراق.

خطط لإعادة تنظيم المسابقة

كشفت بلسم حسين أن التحضيرات بدأت بالفعل لإعادة إطلاق مسابقة ملكة جمال العراق 2026 بعد توقف دام ثلاث سنوات، مشيرة إلى أن اللجنة المنظمة تسعى إلى تقديم نسخة أكثر احترافية تُبرز صورة المرأة العراقية المتعلمة والمثقفة بعيدًا عن المظاهر السطحية. وقالت إن الجمال الحقيقي يتجسد في "الثقافة والذكاء والإنسانية قبل الشكل الخارجي".

الجدل الشعبي على مواقع التواصل

انتشر خبر مشاركة القريشي بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين من اعتبرها خطوة إيجابية تُعيد اسم العراق إلى الساحة الجمالية العالمية، ومن رأى فيها تجاوزًا على القوانين وغيابًا للتنسيق الرسمي مع الجهات الحكومية.

وتركّزت أغلب التعليقات حول التساؤل عن "من منحها اللقب؟" و"لماذا لم تُنظم مسابقة رسمية داخل البلاد؟".

مستقبل اللقب في العراق

تسعى الجهات المنظمة داخل العراق إلى إعادة بناء الثقة في المسابقة المحلية عبر اعتماد نظام واضح للترشيحات يضمن الشفافية والمصداقية في اختيار الممثلات الرسميات.

ومن المتوقع أن يُعلن في العام المقبل عن عودة المسابقة بشكل رسمي بإشراف مباشر من وزارة الثقافة، ما قد ينهي الجدل حول تمثيل العراق في الفعاليات الدولية ويمنح اللقب مكانته الحقيقية بعد ثلاث سنوات من الغياب.

بهذا، تبقى مشاركة حنين القريشي خطوة مثيرة للجدل تسلط الضوء على غياب التنظيم الرسمي للمسابقات الجمالية في العراق، وتفتح الباب أمام نقاش أوسع حول ضرورة وضع أُطر قانونية واضحة تضمن تمثيلًا شرعيًا للبلاد في المحافل الدولية.