قد لا يكون كلوريد البولي فينيل (PVC) أول ما يتبادر إلى ذهنك عند تحضير غداء طفلك في صندوق المدرسة، ولكنه موجود في العديد من علب الغداء والحقائب العازلة، في الواقع، حتى أن كبرى متاجر التجزئة حول العالم تبيع حقائب ظهر للأطفال مصنوعة من كلوريد البولي فينيل (PVC )، والعديد منها لا يُدرج هذه المواد على مواقعها الإلكترونية، مما يمنعك من اتخاذ قرار واعٍ.
المفاجأة أنه يُحظر استخدام مادة PVC في بعض منتجات الأطفال في بعض الدول نظراً لمخاطرها المعروفة، ومع ذلك لا يزال يُسمح باستخدامها في منتجات الغداء والقرطاسية المُسوّقة للأطفال مباشرةً! والأسوأ من ذلك، أن هذه المنتجات غالباً ما تتعرض للحرارة والتآكل والتلف، وهي ظروف مثالية لتسرب المواد الكيميائية الضارة إلى الطعام.
تعرفي في هذا الموضوع، الذي يؤيده الأطباء والاختصاصيون، وأين ولماذا يتم استخدام مادة PVC، ولماذا يجب أن تهتمي بتجنبها في صندوق غداء طفلك المدرسي، أو حقيبة كتبه؟
مخاطر استخدام العبوات البلاستيكية على الطفل

مع تراكم المواد المسببة لاضطرابات الغدد الصماء في الجسم، فإنها قد تجعل الأطفال أكثر عرضة للإصابة بما يلي:
مشاكل الغدة الدرقية.
السمنة أو غيرها من المشاكل المتعلقة بالوزن.
اضطرابات في البلوغ ومشاكل الإنجاب.
الحالات العصبية والجهاز العصبي.
مرض قلبي.
الالتهاب وبعض الأمراض المناعية عند الأطفال.
بعض أنواع السرطان.
كما أن التعرض للكمية نفسها من المواد الضارة يؤثر على الأطفال أكثر من البالغين، وذلك لأن جسم الطفل وأعضاءه لا تزال في طور النمو.
مخاطر استخدام مادة PVC في منتجات الغداء على صحة الطفل

يتم استخدام مادة PVC في القماش الخارجي وبطانات صناديق الغداء، وحقائب الغداء المعزولة، وأكياس الثلج، وحقائب الظهر للأطفال لأنها رخيصة، ومرنة، ومقاومة للماء، ومتينة.
تكمن المشكلة في المواد الكيميائية المضافة إلى البولي فينيل كلوريد لتحقيق هذه الخصائص مثل الفثالات (للمرونة) والرصاص (كمثبت).
تكمن مشكلة بولي كلوريد الفينيل (PVC) المستخدمة في حقائب غداء للأطفال المصنوعة على مواد مضافة سامة، أنها عند تعرضها للحرارة أو لأشعة الشمس أو للتلف، قد تتسرب هذه المواد الكيميائية إلى الطعام أو تُطلق أبخرة ضارة.
هل لاحظتَ يوماً أن الأغراض البلاستيكية القديمة أصبحت لزجة عند اللمس؟ هذا بسبب ترسب الملدنات أو الفثالات على سطحها عند تحلل مادة PVC، حيث يؤكد الخبراء التأثير السلبي للفثالات على الغدد الصماء، مما قد يؤثر على نمو الهرمونات والخصوبة لدى الأطفال.
كما تحتوي هذه العبوات على الرصاص، وهو سمّ عصبي قد يُسبب مشاكل في التعلم والسلوك عند الأطفال، حتى أن التعرض له بجرعات منخفضة يُعدّ غير آمن للأطفال، والمؤكد أن البلاستيك يؤدي إلى حالات مثل الربو والسمنة واضطرابات النمو العصبي.
وتزداد احتمالية تسرب المواد الكيميائية الضارة الموجودة في مادة PVC إلى الطعام عند ترك أكياس الغداء في حقائب مدرسية ساخنة، أو سيارات، أو تحت أشعة الشمس، وهذا يُشكل مخاطر إضافية، خاصةً خلال الأشهر الأكثر دفئاً.
نصائح قبل شراء صندوق طعام أو حقيبة طفلك المدرسية؟

عليك تجنب كلوريد البوليفينيل في معدات الغداء الخاصة بطفلك، باتباع النصائح الآتية:
- انتبهي عند التسوق عبر الإنترنت، فقليل من المواقع الإلكترونية تُدرج المواد الكاملة! فشكي في ذلك، ما عليك سوى مراسلة الشركة عبر البريد الإلكتروني للاستفسار.
- تحققي من الملصقات، وابحثي عن مصطلحات مثل "خالي من مادة PVC" أو "خالي من الفثالات" أو "خالي من الرصاص".
- ابحثي عن رموز إعادة التدوير، فعادةً ما يتم وضع علامة على مادة PVC بالرقم "3" أو الأحرف "V" أو "PVC".
- لا تنخدعي بعبارة "بطانة خالية من مادة BPA وآمنة للاستخدام الغذائي"، فهذا يعني غالباً مادة PVC لأنهم لا يذكرون ما هي المادة بالفعل.
- اختاري صناديق الغداء المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، فهي متينة وسهلة التنظيف وخالية من جميع المواد البلاستيكية الضارة.
- تجنبي جميع أنواع البلاستيك، ولكن بالنسبة لبعضها، فإن هذا غير عملي، لذلك ابحثي عن البلاستيك الأكثر أماناً وطويل الأمد.
- اختاري أدوات غداء خالية من كلوريد متعدد الفينيل للحفاظ على كوكب أنظف وأكثر أماناً، خيارات بسيطة اليوم تُحدث فرقاً كبيراً في صحة طفلك والبيئة التي ينشأ فيها.
- اطرحي الأسئلة، إذا لم يكن الأمر واضحاً، وتواصلي مع الشركات المصنعة واطلبي تفاصيل المواد الكاملة.
كيف يعبر الطفل عن مخاوفه؟ ومم يخاف؟ وكيف يمكن مساعدته؟
ماذا تفعلين لسلامة صحة طفلك؟

تجنبي تسخين الحاويات البلاستيكية لأن هذا يمكن أن يؤدي إلى تحلل البلاستيك، وإطلاق مواد كيميائية وجزيئات ضارة في طعامك وطعام طفلك، وسخِّني الطعام في أوعية زجاجية أو خزفية، وضعي غطاءً من السيليكون أو منشفة ورقية فوقه لمنع تناثر الطعام.
لا تضعي الأوعية البلاستيكية في غسالة الأطباق، أو تتركي زجاجات المياه البلاستيكية في الشمس أو السيارة الساخنة.
قومي باستبدال حاويات تخزين الطعام البلاستيكية وحاويات المشروبات بأخرى مصنوعة من الزجاج أو الفولاذ المقاوم للصدأ، حيث تعتبر الحاويات المصنوعة من المطاط والسيليكون بشكل عام أكثر أماناً من الحاويات البلاستيكية، ولكنها قد لا تكون آمنة مثل الحاويات المصنوعة من الزجاج والفولاذ المقاوم للصدأ.
اختاري زجاجات المياه القابلة لإعادة الاستخدام والمياه المفلترة، فزجاجات المياه البلاستيكية مصدر كبير للبلاستيك الدقيق، لذلك تجنبي اصطحاب طفلك لها إلى المدرسة، يمكنك تعبئة زجاجات الفولاذ المقاوم للصدأ أو البلاستيك الخالي من مادة BPA واستخدامها مراراً وتكراراً، فهي توفر المال مع مرور الوقت، وتساعد على تقليل النفايات البلاستيكية.
جرّبي استخدام فلتر مياه ملحق بصنبور، فهذا يساعد في جعل ماء الصنبور أنظف وألذّ طعماً، بعض الفلاتر تُزيل الرصاص والمواد الكيميائية الضارة الأخرى، والعديد منها بأسعار معقولة.
غالباً ما تتوفر محطات إعادة تعبئة مياه مفلترة في المدارس والحدائق وغيرها من الأماكن، أحضري معك زجاجة نظيفة وقابلة لإعادة الاستخدام لتعبئتها عند الخروج.
قدمي لطفلك المزيد من الفاكهة والخضروات، فهذا سيساعده بشكل طبيعي على تجنب المواد البلاستيكية الدقيقة والمواد الكيميائية المرتبطة بالبلاستيك، وقد يعني ذلك أيضاً استهلاك كميات أقل من الأطعمة فائقة المعالجة والملونات الغذائية الضارة للأطفال.
تجارب الأمهات مع صندوق الطعام المدرسي لأطفالهن

التجربة الأولى: طفلي انتقائي في طعامه
أحضرنا له شطيرة بولونيا جافة بالجبن، وأعواد بريتزل، وصلصة تفاح، لأنه كان الشيء الوحيد الذي يأكله، لا بد أنني الأم الوحيدة التي لا يحب طفلها زبدة الفول السوداني، أو رقائق البطاطس، أو أعواد الجزر، كنا نحضر له بين الحين والآخر وجبات الغداء، ومرة أو مرتين، عندما كان يدرس في مدرسة بها ميكروويف في غرفة الطعام، سمحنا له بتناول كوب من معكرونة بالجبنة المحضرة في الميكروويف، لكن تلك كانت مجرد تسلية عرضية، ليس معنى ذلك أن شطائر البولونيا صحية!
لكن مهلاً، عندما يكون لديك طفل انتقائي في طعامه، تصبحين مقاتلة انتقائية، لكنني أُفضّل أن يأكل طعاماً غير صحي أحياناً، على أن تكون له علاقة غير صحية بالطعام، في معظم الأحيان، كان يأكل في المدرسة على أي حال، وعادةً ما كان يُحب الطعام هناك وما زال يُحبه.
وأنا، كنتُ وما زلتُ، أشعر بالسعادة عندما تمتلئ معدته، وهذا ليس بالأمر السهل أبداً، لكن كل أم تفهم ما أقصده، كان يأكل بدلاً من أن يرفض، لذا اعتبرتُ الأمر فوزاً، على الرغم من أنني كنت أصر على أن يحاول على الأقل تناول لقمة أو اثنتين من بعض الأشياء الجديدة في بعض الأحيان، عندما كنا في المنزل.
عمره الآن 16 عاماً، وقد أصبح أقل انتقائية، لكنه ما زال يرفض تناول رقائق البطاطس، وما زال يكره زبدة الفول السوداني، وما زال يكره أعواد الجزر، غريب، لأنه كان يحب طعام الأطفال بالجزر في صغره، حسناً، على الأقل ما زال يأكل.
التجربة الثانية: صنعتُ سوشي زبدة الفول السوداني والمربى
طفلتي في الخامسة من عمرها تحب الجبن. لذا، عادة ما أضع لها قطعة جبن وجبناً مبشوراً، شرائح تفاح، زبدة فول سوداني، مقرمشات سمك ذهبي، شرائح ديك رومي، وقطعتان من البسكويت، ربما قطعة جرانولا أو مقرمشات، يعتمد ذلك على ما يعجبني أثناء تجهيز حقيبتها.
أما طفلتي الثانية فهي في الثامنة من عمرها تكره الجبن، تطلب زبدة الفول السوداني والمربى، والتفاح، وسليم جيم، وبعض البسكويت، وربما مقرمشات، وربما قطعة جرانولا.
أعطيهما خيارات كثيرة، ويعودان إلى المنزل بصناديق فارغة، طلبت منهما ألا يرميا الأشياء، لكنهما يصرّان على عدم فعل ذلك.
صنعتُ سوشي زبدة الفول السوداني والمربى سابقاً، ورغم أنه كان لذيذاً، إلا أنهم لم يُعجبهما، (كان عبارة عن شطيرة مهروسة، ملفوفة، ومقطّعة لتبدو مثل السوشي)، كان "مختلفاً" وكانتا تخشيان تجربته.
التجربة الثالثة: أصناف تعود في صندوق طعامهما
طفلتاي في الرابعة والسابعة، في مدرسة عامة لا تمنحهما سوى وقت قليل جداً لتناول الطعام، وهو أمر محبط للغاية، ولكن إليكم ما يحدث، عندما أضع لهما الطعام في صناديق طعام المدرسة:
زبدة الشمس ومربى الفاكهة على خبز الحبوب الكاملة.
شرائح التفاح أو العنب (غالباً غير مأكولة).
شرائح الخيار أو الجزر (غالباً غير مأكولة).
جبن
الوجبة الخفيفة الصباحية هي الموز.
تشمل البدائل الحمص، وفول الصويا، والبازلاء الخضراء، والمعكرونة.
أحياناً أعطيهم زبادي منزلي الصنع مع مربى الفاكهة أو العسل، لكنهم غالباً ما يقولون إنهم لا يملكون وقتاً لذلك.
أُصرّ على تقديم الفاكهة والخضروات المقطعة لأنني أعتقد أن الاستمرار في تقديمها سيدفعهما إلى تناولها، وأريد أن أؤكد لهم ضرورة تناول الفاكهة والخضروات، فنحن لا نشتري الأطعمة الجاهزة.
أفكار لتحضير "لانش بوكس" المدرسة... تبعد الملل عن طفلك
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سيدتى ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سيدتى ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.