اعتبر الدكتور بيرند فان ليندر، الرئيس التنفيذي لبنك دبي التجاري في حديث لـ«الخليج»، أن عام 2024 شكّل محطة مفصلية ليس للبنك فحسب، بل للقطاع المصرفي في دولة الإمارات بوجه عام، فقد أثبت القطاع قدرته على التكيّف والمرونة الاستثنائية، مستنداً إلى أسس اقتصادية متينة، وتوجّه متسارع نحو الابتكار والتحول الرقمي. وقال: «يعكس الأداء المتميز الذي حققه البنك، في الربع الأول 2025، فاعلية استراتيجيتنا ومدى مواءمتها للتوجهات الاقتصادية لدولة الإمارات».
قال ليندر «إننا حرصنا على مواءمة أعمالنا مع الأولويات الوطنية، وفي مقدّمتها التحول الرقمي، وتمكين قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز النمو المستدام، بما يضمن تحقيق قيمة مضافة طويلة الأمد لعملائنا وموظفينا ومساهمينا على حدّ سواء».
وأضاف: «كما تتكامل جهودنا بشكل وثيق مع رؤية الإمارات 2031، وأجندة دبي الاقتصادية D33، اللتين تشكلان خريطة طريق واضحة نحو تنويع الاقتصاد، وترسيخ مكانة الدولة كمركز عالمي للابتكار المالي».
وتابع: «مع تطلعنا إلى عام 2025 ككل، نتوقّع تسارعاً ملحوظاً في تبني تقنيات المدفوعات الفورية والتمويل المفتوح والمنصات المعززة بالذكاء الاصطناعي، وهي مجالات نمتلك فيها بنية تحتية جاهزة تؤهلنا للريادة. ومع إعلان 2025 عام المجتمع، سنركّز على إطلاق مبادرات مؤثرة، تساهم في تمكين المجتمع، وتعزيز دوره كشريك في مسيرتنا المستقبلية».
مواكبة التحول
حول المنافسة مع البنوك الرقمية الجديدة في الدولة ومواكبة البنك لهذا التحول، أكد فان ليندر أن «البنوك الرقمية ساهمت في إثراء المشهد المصرفي، وتحفيز القطاع بأكمله على تعزيز قدراته الرقمية، ولا نعتبر هذا تحدياً، بل فرصة لتسريع وتيرة الابتكار، وتقديم تجارب مصرفية أكثر تطوراً»، مشدداً على «أننا نعمل بعقلية رقمية في المقام الأول، ونقدّم تجربة مصرفية متكاملة تشمل الخدمات المصرفية للأفراد والشركات، مدعومة بتقنيات متقدمة، ويعمل المختبر الرقمي للبنك في مركز دبي المالي العالمي – مبنى إنوفيشن ون، ويقوم بدور محوري في تصميم وتطبيق حلول رقمية متقدمة، من خلال نماذج أولية سريعة وخدمات موجهة بحسب احتياجات العملاء».
وتابع: «من تطبيق الهاتف المحمول المعزّز بالذكاء الاصطناعي إلى منصة الأعمال iBusiness المزودة بتقنية الدخول البيومتري، نواصل تحسين تجربة العملاء، بما يواكب تطلعاتهم، ونؤمن بأن الجمع بين الثقة المؤسسية والابتكار التكنولوجي هو السبيل لبناء مستقبل مصرفي رائد».
أداء البنك
عن أداء البنك القياسي المتواصل في 2024 وبداية 2025، أكد فان ليندر أن 2024 كان عاماً استثنائياً، حقق خلاله البنك أرباحاً تتجاوز 3 مليارات درهم، بنمو 25.5%، وذلك بدعم مزيج من بيئة اقتصادية قوية، وتنفيذ استراتيجية منضبطة، واستمرار الاستثمار في التحول الرقمي وتطوير المواهب والكفاءات لدى البنك.
وأوضح الرئيس التنفيذي للبنك، أن العام 2024 شهد العديد من التطورات الرئيسية على صعيد الاقتصاد الكلي، حيث أثبت اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة واقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي قدرتها على التكيف مع التحديات، فيما تشير البيانات إلى مناخ أعمال واعد للعام 2025.
وأضاف: «في هذا الإطار الداعم، تمّكن بنك دبي التجاري من تنفيذ استراتيجيته بنجاح، مما أدى إلى اكتساب حصة سوقية جديدة وتحقيق أداء مالي استثنائي، عكس قوة الأداء المالي، ومتانة المركز الرأسمالي، الذي ظل أعلى بكثير من الحدود التنظيمية التي حددهـا مصـرف الإمارات المركزي».
طموحات النمو
أشار ليندر إلى احتفاظ البنك برأس المال اللازم لدعم طموحات النمو المسـتقبلية في 2025 والأعوام القادمة. وقال: «استند نجاح البنك في 2024 إلى ركائز أساسية تتمثل في التركيز على العملاء، والانضباط المالي، والالتزام المستمر بالابتكار. ومع توجهنا نحو المستقبل، نلتزم بمواصلة دعم طموحات عملائنا من خلال تقديم حلول مصرفية سلسة تعتمد بشكل أساسي على التحول الرقمي».
أصول رقمية
حول توجه البنك نحو الأصول والعملات الرقمية، أوضح فان ليندر أن «البنك يرصد من كثب تطورات الأصول الرقمية، بما في ذلك العملات الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية، ويركّز حالياً على بناء بنية تحتية رقمية قوية، تشمل المدفوعات الفورية وواجهات برمجة التطبيقات للتمويل المفتوح والتحليلات المعززة بالذكاء الاصطناعي، والتي يعتبرها الأساس لمستقبل النظام المالي».
وتابع: «مع تطوّر الأطر التنظيمية ذات الصلة، سنواصل استكشاف حلول رقمية مبتكرة تتماشى مع احتياجات العملاء وتدعم طموحات دولة الإمارات في ريادة التكنولوجيا المالية عالمياً».
ذكاء اصطناعي
في ما يتعلق بخطط البنك لدمج الذكاء الاصطناعي بشكل أوسع في الخدمات والعمليات المصرفية، أشار الرئيس التنفيذي إلى أن «التبني الواسع لتقنية Microsoft Copilot، شكّل لحظة مفصلية في مسيرتنا للتحول الرقمي، فمن خلال فعالية Promptathon وبرامج تدريب هندسة الأوامر، بدأ أكثر من 800 موظف باستخدام المساعد الذكي Copilot، ضمن مهامهم اليومية، ما أدى إلى تحسّن ملحوظ في مستويات الإنتاجية».
واعتبر أن «هذه المبادرة تُعد الكبرى من نوعها فـــي المنطقة، حيث إننا فخورون بريادتنــــا فــــي هذا المجال. ومــــع ذلك، فإن ما تحقق لا يمثل سوى بداية الطريق، فإننا نعمل على دمج الذكاء الاصطناعي في مختلف عملياتنا، بدءاً من تعزيز الأمن السيبراني والتحليلات السلوكية، وصولاً إلــــى أتمتة سير العمل ودعم اتخاذ القرار»، لافتاً إلى أن «هذه الحلول تساهم في توقّع احتياجات العملاء وتخصيص الخدمات وتحسين مؤشرات الأداء، بما في ذلك اتفاقيات مستوى الخدمة (SLA)، ويأتي ذلك في إطار رؤيتنا الواسعة لدعم مكانة دبي كمركز مالي عالمي، ضمن أفضل أربعة مراكز بحلول 2033».
وشدد على أننا «نواصل توسيع شراكاتنا الاستراتيجية، مثل تعاوننا مع Accenture، وإطلاق برامج تدريب داخلية متخصصة في البيانات والذكاء الاصطناعي، لتعزيز قدراتنا التقنية على المدى الطويل».
حسابات عالمية
عن أهمية دمج Kinexys Liink مــــن «جي بي مورغان» فــــي نظام المصرف للتحقق من الحسابات العالميــــة، قال الرئيس التنفيذي إن «دمج تطبيق Kinexys Link Confirm من شبكة جي بي مورغان Kinexys، كخطوة متقدمــــة فـــــي مجال التحقق الفوري من الحسابات العالمية بطريقة آمنة، ساهم في تقليص فترات إنجاز المعاملات، وتحسين الامتثال التنظيـــمي وتعزيز تجربة العملاء، لا سيما في مجالي التجارة والخزينة». وأكد أن «البنك يواصل ريادته في مجال التجارة الرقمية، من خلال توفير حلول متكاملة تتيح رؤية شاملة وكفاءة عالية للعملاء من قطاع الأعمال، كما نستثمر باستمرار في تقنيات متقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين والمصادقة البيومترية، لتقديم خدمات مصرفية أكثر أماناً ومرونة وسرعة».
توعية مالية
حول خطط البنك لتعزيز التوعية المالية، خلال عام 2025، أشار ليندر إلى أن «الثقافة المالية تمثّل أحد المحاور الأساسية لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة، كما تُعد من أولويات القيادة الوطنية، وفي عام 2025، نعتزم توسيع نطاق مبادراتنا في ثلاثة مجالات رئيسية: التوعية بمخاطر الاحتيال وتثقيف الشباب وتعزيز المعرفة المالية الرقمية».
وأضاف: «من خلال دعم حملات: فكّر قبل أن تقرر– لمستقبل مالي أفضل، التي أطلقها مصرف الإمارات المركزي، نساهم في رفع الوعي حول الاحتيال ومخاطر الذكاء الاصطناعي، خاصة في ظل تنامي تأثير المؤثرين الرقميين، كما نواصل شراكتنا الممتدة مع مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، من خلال مبادرات مبتكرة تمزج بين التعليم والترفيه، لنشر مفاهيم الثقافة المالية بطريقة جذابة وفعّالة».
واعتبر أن «هذه الجهود تهدف إلى تمكين الأفراد والشركات من اتخاذ قرارات مالية واعية، تواكب التحولات الرقمية وتُعزز من استقرارهم المالي على المدى البعيد».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.