اقتصاد / ارقام

ملياردير أدار ظهره لوول ستريت: كيف بنى بات نيل إمبراطوريته بعيدًا عن الأسهم؟

  • 1/2
  • 2/2

- في سكون ، وقبل أن تتحرك مؤشرات "وول ستريت" على إيقاع الصخب المعتاد، يستهل الملياردير بات نيل، إمبراطور العقارات في فلوريدا، يومه بطقس فريد.

 

- ورغم أنه لا يملك سهمًا واحدًا في البورصة، لكن سؤاله الصباحي لا يفارق ذهنه: "إلى أين تتجه سندات الخزانة لأجل 10 سنوات اليوم؟"

 

- هذه المتابعة الدقيقة لسندات الخزانة ليست للمضاربة كما قد يتوقع البعض، وإنما بمثابة بوصلة لقراءة مزاج مشتري المنازل وتحديد قدرتهم على الإنفاق.

 

- لا يحتفظ نيل بثروته، التي تقارب 1.2 مليار دولار، في محافظ الأسهم المتقلبة أو السندات المعقدة، بل في الأراضي وفي العقارات التي تُبنى عليها لتوفير مأوى للآلاف.

 

- هذا الارتباط الوثيق بين أسعار الفائدة وسوق العقارات هو ما يوجه استراتيجية نيل الصارمة في عالم المال والأعمال.

 

- فكل دولار تجنيه شركته "نيل كوميونيتيز"، التي شيدت 25 ألف منزل منذ عام 1970، يُعاد ضخه في قلب هذا الكيان الذي بناه بنفسه.

 

فلسفة التحكم بالمصير

 

 

- في مشهد يندر وجوده بين أثرياء اليوم، يختزل المستثمر المخضرم نيل (76 عامًا) فلسفته في الحياة والاستثمار بعبارة عميقة تختصر مسيرته المديدة.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

- يعيش نيل حياة تتجافى عن مظاهر البذخ، مكتفيًا براتب سنوي لا يتجاوز 150 ألف دولار، ويرى في عمله الدؤوب تقاعده الحقيقي.

 

- وحين تلوح الحاجة إلى السيولة، يلجأ نيل إلى اقتطاع جزء من كنزه الاستراتيجي: قطعة أرض من بين 26 ألف قطعة تشكّل محفظته العقارية الهائلة، مؤكدًا بذلك استقلاليته المالية المطلقة.

 

صفعة "وول ستريت" التي غيّرت المسار

 

- لم يولد هذا اليقين الراسخ لدى ملياردير العقارات من فراغ، بل صقلته تجارب قاسية منذ نعومة أظفاره في شوارع "دي موينز" بولاية أيوا.

 

- هناك، عمل نيل في جميع المهن، من بيع المنظفات إلى توزيع الصحف، حتى بات في المرحلة الثانوية يجني ما يفوق أحيانًا دخل والدته المعلمة.

 

- غير أن بريق وول ستريت الذي أغواه في شبابه، سرعان ما كشف عن وجهه القاسي؛ فبعد نجاح أوليّ سريع، جاءت الصفعة التي غيرت مساره إلى الأبد.

 

- فقد غامر نيل، بتشجيع من وسيطه المالي، بالاستثمار في شركة لقروض المنازل المتنقلة. وهكذا، راقب السهم يرتفع قليلًا، ثم يهوي في سقوط مدوٍ عقب تقرير أرباح كارثي.

 

- وبدلًا من وقف الخسارة، أغراه الوسيط بالاستمرار في الشراء لخفض متوسط التكلفة. وعمل نيل بنصيحته، وظل يطارد السهم في انهياره حتى تبخرت أمواله تمامًا. يقول نيل بتهكم لاذع إن ذلك الوسيط انتهى به المطاف بائعًا للحوم.

 

- كانت تلك الضربة الموجعة، التي تلتها تجربة مريرة أخرى، كافية ليدير نيل ظهره لأسواق المال في عام 1972، وقد عقد العزم على ألا يضع دولارًا واحدًا إلا في ميدان يمتلك فيه ميزة لا تُبارى.

 

المعرفة هي أساس الاستثمار

 

 

- يقول نيل بثقة العارف بخبايا مملكته إنه يعرف -هو وأبناؤه- فرص شراء الأراضي أفضل من أي شخص آخر على وجه الأرض.

 

- وهكذا يقضون الوقت في مسح العقارات، والتواصل مع شبكة علاقاتهم الممتدة، ومراقبة إعلانات الوفيات، وتتبع أخبار السوق، ًا عن الفرص التي لا يراها الآخرون.

 

- وتجلت عبقريته حين اشترى في أواخر الثمانينيات أرضًا شاسعة بسعر زهيد بلغ 10 سنتات للقدم المربع، في منطقة لم يكن أحد ليتنبأ بأن طريقًا سريعًا سيشقها. وبعد سنوات، باع أجزاء من نفس الأرض بسعر بلغ 57 دولارًا للقدم المربع.

 

- وفي صفقة أخرى عام 2014، اشترى مع ابنه أرضًا مرهونة بسعر 6,000 دولار للفدان، وباع أجزاء منها العام الماضي بسعر مذهل وصل إلى 250 ألف دولار للفدان.

 

- يختزل نيل، الذي لا يتوقف عن قراءة كتب أساطير الاستثمار من أمثال سيث كلارمان وبيتر لينش، خلاصة تجربته وحكمته في عبارة واحدة خالدة: "الاستثمار هو عمل قائم على المعرفة، والمعرفة وحدها هي التي تمنحك عائدًا يفوق المتوسط."

 

المصدر: فوربس

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا