تدرس البورصات الأوروبية جدوى التداول على مدار الساعة أو خارج ساعات العمل، ومدى الطلب عليه، في ظل استمرار تراجع نشاط التجزئة بشكل ملحوظ عن نظيره في الولايات المتحدة.
وصرح أليكس دالي، رئيس قسم الأسهم النقدية الأوروبية في «سي بي أو إي يوروب Cboe Europe»، أكبر مشغل لبورصات الأسهم الأوروبية لشبكة «سي إن بي سي» بأنهم «يراقبون عن كثب الإقبال المتزايد في الولايات المتحدة على تمديد ساعات التداول، بينما يتطلع مستثمرو التجزئة العالميون إلى تطوير وتوسيع نطاق مشاركتهم في أسواق الأسهم النقدية الأوروبية».
وأعلنت Cboe Global Markets في فبراير عن خططها لتوفير تداول على مدار الساعة للأسهم الأمريكية خمسة أيام في الأسبوع على بورصة Cboe EDGX للأسهم التابعة لها.
ولتشجيع مشاركة مستثمري التجزئة في أوروبا، أعلنت Cboe عن خدمة جديدة في وقت سابق من هذا الشهر تُخفّض رسوم التداول في 18 سوقاً أوروبياً.
أفادت صحيفة فاينانشال تايمز الأحد أن مجموعة بورصة لندن للأوراق المالية تدرس الآثار التكنولوجية والتنظيمية لتمديد ساعات عملها.
وأشارت بورصات ووسطاء أسهم آخرون في جميع أنحاء أوروبا أيضاً إلى أن المستثمرين الأوروبيين أكثر ميلاً للاهتمام بتداول الأسهم الأمريكية والمنتجات المرتبطة بها بعد ساعات العمل، بدلاً من تجدد الاهتمام بالاستثمار في الشركات الأوروبية.
وصرحت مجموعة SIX، المالكة لبورصة الأوراق المالية السويسرية، بأنها «تدرس تمديد ساعات التداول للمنتجات المهيكلة، مثل صناديق الاستثمار المتداولة أو المشتقات، بعد أن لاحظت طلباً من مستثمري التجزئة على الأسهم الأمريكية».
لا طلب
في غضون ذلك، صرحت «يورونكست»، التي تدير بورصات الأوراق المالية في باريس وأمستردام وبروكسل وميلانو ولشبونة ودبلن وأوسلو، بأنها لم تلحظ حتى الآن طلباً من عملائها على تمديد ساعات التداول.
وقال متحدث باسم يورونكست: «نظراً لعدم وجود إجماع بين المشاركين في القطاع، لا ترى يورونكست حاجة ملحة لاتخاذ إجراء لمراجعة ساعات التداول الإجمالية».
وأكدت يورونكست أن التداول على مدار الساعة خمسة أيام في الأسبوع بالتوقيت المحلي للمشتقات والمنتجات الهيكلية.
وصرح متحدث باسم بورصة دويتشه لشبكة «سي إن بي سي»: «إذا كان هناك طلب، فسنمدد ساعات التداول. ومع ذلك، هذه ليست هي الحال حالياً».
أمر إيجابي للمستثمرين الأفراد
صرحت هارجريفز لانسداون، أكبر شركة وساطة أسهم في المملكة المتحدة، بأنه على الرغم من أن خطوة بورصة لندن للنظر في التداول على مدار 24 ساعة «جريئة»، إلا أنها من غير المرجح أن تُحسّن جاذبية الشركات المدرجة للمستثمرين.
وقال مات بريتزمان، كبير محللي الأسهم في هارجريفز لانسداون: «هذه الخطوة، التي لا تزال في بداياتها، تُلبي في المقام الأول احتياجات المستثمرين الأفراد الذين يتنقلون في الأسواق عبر الهواتف الذكية، بدلاً من الشركات المؤسسية العملاقة التي تتأثر بالسيولة».
وأضاف: «هذا أمر إيجابي لمشاركة المستثمرين الأفراد، ولكنه من غير المرجح أن يُحسّن جاذبية أسواق المملكة المتحدة مقارنة بأسواق الولايات المتحدة للشركات التي تتطلع إلى اختيار وجهة للإدراج».
كما حذّر بريتزمان من أن تمديد ساعات التداول يُضيف مخاطر إضافية لجميع المستثمرين. غالباً ما ساهم انخفاض أحجام التداول بعد ساعات العمل الرسمية في تحركات حادة في أسعار الأسهم. وقد تؤدي هذه التحركات إلى مطالبات هامشية للمستثمرين الذين قد يكتشفون فجأة أن لديهم تعرضاً غير مناسب.
وتُولّد منصات مثل روبن هود الآن نشاطاً كبيراً في السوق الأمريكية، وهو ما ينعكس في أسعار الافتتاح، بينما تقدمت بورصة نيويورك بطلب لتمديد ساعات التداول إلى 22 ساعة يومياً، وبورصة ناسداك إلى 24 ساعة.
وصرح فلاد تينيف، الرئيس التنفيذي لشركة روبن هود، لشبكة «سي إن بي سي» في وقت سابق من هذا الشهر بأن أسواق العملات المشفرة قد مهدت الطريق بالفعل لإزالة أجراس الافتتاح والإغلاق.
وأضاف تينيف: «يُحب العملاء ذلك. إنهم يُحبون إمكانية التداول يوم الأحد قبل افتتاح السوق. أعتقد أن عدم إمكانية الوصول إلى الأسواق التي تعمل على مدار 24 ساعة سيُنظر إليه على أنه عيب، وربما يكون كذلك بالفعل إلى حد ما».
ولطالما اشتكى المستثمرون من ضعف مستويات الاستثمار الفردي في أسواق المملكة المتحدة، حيث اتخذت بورصة لندن نفسها خطوات لتعزيز المشاركة في السنوات الأخيرة، مثل إلغاء رسوم الوصول إلى بيانات السوق الفورية.
ووفقاً لتقرير صادر عن أبردين في يناير، يمتلك البريطانيون أدنى نسبة من ثرواتهم في الاستثمارات مقارنة بدول مجموعة السبع، حيث تبلغ 8%. ومع ذلك، تخلفت دول أوروبية أخرى بشكل ملحوظ عن نسبة الـ 33% التي يدخرها البالغون الأمريكيون في الأسهم وصناديق الاستثمار المشترك.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.