اقتصاد / ارقام

الذكاء الاصطناعي في خدمة السائق: إنقاذ أم عبء جديد؟

  • 1/2
  • 2/2

- مع اشتداد حرارة الصيف، تعج الطرقات حول العالم بضجيج الإطارات وأحلام العطلات. بيد أن سياراتنا اليوم لم تعد مجرد هياكل معدنية، بل تحولت إلى منصات رقمية معقدة تعدنا برحلة آمنة وذكية.
 

- لكن خلف واجهة هذه التكنولوجيا اللامعة، يكمن واقع أكثر تعقيدًا؛ فبينما عادت حركة المرور لتتجاوز مستويات ما قبل الجائحة، تكشف الأرقام عن مفارقة مقلقة. فعلى الرغم من أن سياراتنا أصبحت أكثر قدرة على حمايتنا، فإن الحوادث لا تزال تحصد أرواح 1.3 مليون شخص سنويًا حول العالم، وتكاليف إصلاحها ترتفع بشكل فلكي.
 

- في هذا التقرير، نسلط الضوء على هذه الثورة الصامتة، لنكشف كيف يغير الذكاء الاصطناعي قواعد اللعبة من لحظة وقوع الحادث إلى عودتك للطريق، وما هي التحديات الخفية التي تواجه هذا التحول.
 

وهم الأمان المطلق: عندما تخوننا التكنولوجيا



 

- أصبحت المركبات اليوم أكثر تطورًا من أي وقت مضى. فهي تعمل كمنصات رقمية معقدة مزودة بأنظمة أمان مدمجة، واتصال بالإنترنت في الوقت الفعلي، وأنظمة أتمتة متقدمة.
 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

- كما أصبحت أنظمة مثل "الكبح التلقائي في حالات الطوارئ" و"أنظمة مساعدة السائق المتقدمة" معيارًا أساسيًا في السيارات الحديثة، وهي مصممة لتكون عينًا إضافية للسائق تتنبأ بالخطر.
 

- لكن تكمن المفارقة في العنصر البشري وكيفية تفاعل السائقين مع التكنولوجيا الحديثة؛ إذ لا يزال العديد من السائقين في مرحلة التأقلم مع الميزات شبه ذاتية القيادة، بينما يبالغ عدد متزايد منهم في تقدير قدرات مركباتهم.
 

- على سبيل المثال، قد يعتقدون أن أنظمة مساعدة السائق المتقدمة (ADAS) يمكن أن تغنيهم عن الحاجة إلى الانتباه على الطريق. وقد يقوم آخرون بتعطيل هذه الأنظمة تمامًا بسبب عدم شعورهم بالراحة أو الثقة بها.
 

- والنتيجة؟ تظل معدلات الحوادث العالمية مرتفعة بشكل مأساوي، مما يثبت أن التكنولوجيا وحدها ليست الحل السحري.
 

الفاتورة الباهظة للذكاء: لماذا تكلف خدوش اليوم ثروة؟
 

- حتى عندما تكون الحوادث أقل خطورة، فقد أصبحت فاتورة الإصلاح كابوسًا؛ فالسيارات الحديثة هي حواسيب معقدة على عجلات، تحتوي على أكثر من 1400 شريحة إلكترونية، وتشكّل المكونات الرقمية حوالي 40% من تكلفتها الإجمالية.
 

- ومن ثمَّ، لم يعد إصلاح خدش بسيط في المصد الأمامي مجرد عملية سمكرة وطلاء، بل قد يتطلب إعادة معايرة دقيقة لشبكة من أجهزة الاستشعار والكاميرات، وهي عملية معقدة ومكلفة.
 

- الأرقام تتحدث عن نفسها: ارتفعت تكلفة إصلاح السيارات في الولايات المتحدة بنسبة 40% تقريبًا منذ عام 2020.
 

- أما السيارات الكهربائية، فتتطلب ساعات عمل إضافية، مما يجعل تكلفة إصلاحها أعلى بنسبة 30% في المتوسط.
 

- تحولت ورش الإصلاح إلى مختبرات تقنية، وأصبحت تكلفة الحفاظ على هذه التكنولوجيا باهظة.
 

لحظة الحادث: تفعيل "منظومة الاستجابة الذكية"



 

- لكن هنا يظهر الوجه الآخر للثورة الرقمية؛ فمن لحظة وقوع الحادث، تستيقظ منظومة ذكية متكاملة لتدير الأزمة بكفاءة غير مسبوقة.
 

تخيل هذا المشهد:
 

- إشعار فوري: ترسل أنظمة الاتصالات في السيارة (Telematics) تنبيهًا تلقائيًا بوقت وقوع الحادث وموقعه إلى خدمات الطوارئ.
 

- استجابة سريعة: يتم إرسال المساعدة على الطريق أو شاحنة السحب في الوقت الفعلي.
 

- مطالبة آلية: باستخدام هاتفك، تلتقط صورًا للضرر، ويقوم الذكاء الاصطناعي بتحليلها فورًا لإنشاء تقدير أولي للتكاليف وفتح مطالبة تأمين آلية.
 

- جدولة فورية: يتم حجز موعد لك في ورشة إصلاح متصلة رقميًا ضمن الشبكة.
 

- عملية شفافة: تتدفق البيانات بسلاسة بين شركة التأمين، والورشة، وموردي قطع الغيار، مع توفير دفعات رقمية فورية.
 

- تقلل هذه "التجارب الذكية" من حالة الفوضى والارتباك التي تلي الحادث، وتهدف إلى إعادة السائق إلى الطريق بأسرع وقت ممكن، وبأقل قدر من المتاعب.
 

الطريق إلى المستقبل: تحديات على المسار السريع
 

- إن بناء هذه المنظومة المتكاملة ليس بالأمر الهيّن؛ فمع تعقيد الصناعة، تبرز تحديات كبرى: التحكم في تكاليف الإصلاح المتصاعدة، وسدّ الفجوة في الطلب على الفنيين المهرة القادرين على التعامل مع هذه التقنيات، وضمان أن تظل هذه الحلول الذكية متاحة للجميع وبأسعار معقولة.
 

- وهنا تجدر الإشارة إلى أن الاستثمارات في هذا المجال ضخمة، فمن المتوقع أن يقفز استثمار قطاع الخدمات المالية في الذكاء الاصطناعي من 35 مليار دولار في إلى 97 مليار دولار بحلول عام 2027.
 

- لكن النجاح لا يعتمد على حجم الاستثمار فحسب، بل على التطبيق المسؤول لهذه التقنيات، مع وضع حوكمة قوية تضمن الشفافية، وتمنع التحيز، وتحمي خصوصية المستخدمين.
 

- خلاصة القول، لقد تطورت رحلة الطريق الحديثة لتصبح تجربة رقمية بالكامل. وكما أصبحت سياراتنا أكثر اتصالاً وذكاءً، فإن عمليات التعافي بعد الحوادث تسير على نفس الدرب.
 

- الهدف النهائي ليس فقط الوصول إلى وجهتنا بأمان، بل ضمان أن رحلة العودة إلى الحياة الطبيعية بعد أي حادث تكون أسرع وأكثر سلاسة وكفاءة من أي وقت مضى.

 

المصدر: المنتدى الاقتصادي العالمي

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا