كشف جهاز أبوظبي للاستثمار «أديا» في تقريره السنوي لعام 2024، عن أداء استثماري متوازن اعتمد على توظيف التقنيات الكمية وتحليل البيانات بشكل متزايد لتعزيز العوائد طويلة الأجل وتقليل حساسية المحفظة لتقلبات الاقتصاد العالمي.
وأكد التقرير أن «أديا» دخل مرحلة جديدة من تطوره الاستثماري تقوم على تعزيز قدراته الداخلية وتوسيع شراكاته العالمية، بما يعزز مرونته في مواجهة التحديات واستغلال الفرص في بيئة اقتصادية متقلبة.
وأوضح التقرير أن فريق البحث والتطوير الكمي في «أديا» لعب دوراً محورياً في دعم قرارات تخصيص الأصول الديناميكية عبر تطوير استراتيجيات استثمارية محايدة واتجاهية، فيما واصل قسم المحفظة الأساسية تطبيق أدوات كمية لإدارة الأسهم وأدوات الدخل الثابت، بما ساهم في تحسين قرارات إعادة الموازنة وتلبية احتياجات السيولة. كما أتاح دمج العمليات التشغيلية رؤية أشمل وأكثر دقة للمحفظة الاستثمارية، ما ساعد على اتخاذ قرارات مدروسة وتنفيذ أكثر كفاءة.
وفي قطاع الأسهم، واصل جهاز أبوظبي للاستثمار تركيزه على الأسواق ذات إمكانات النمو المرتفعة، مع زيادة استثماراته في استراتيجيات ديناميكية تتميز بمعدلات رافعة أعلى وتداول مكثف.
كما عزز استثماراته في استراتيجيات متقدمة تهدف إلى تحقيق عوائد إضافية تفوق أداء السوق مقابل مستوى المخاطر، بما يضمن تحقيق عوائد أكثر استقراراً بعيداً عن تقلبات الأسهم العالمية. أما في الدخل الثابت، فحافظ «أديا» على استراتيجيته القائمة على إدارة محفظة سائلة تستهدف عائداً مطلقاً يفوق معدلات الفائدة الخالية من المخاطر، وذلك عبر مزيج من الاستراتيجيات المدارة داخلياً وخارجياً.
الأسهم الخاصة
وسلط التقرير الضوء على نشاط قسم الأسهم الخاصة، حيث استثمر «أديا» في صفقات سوق ثانوية كبرى إلى جانب شركائه الاستراتيجيين، وأطلق منصات جديدة مثل «أيه جي إل برايفيت كريديت» و«بيمبيرتون ناف استراتيجيك فاينانسينغ». كما ضخ استثمارات بارزة في قطاع التكنولوجيا عبر شركة «كليك»، وفي القطاع الصحي من خلال المشاركة في الاستحواذ على «ديكرا» وحصة في «سوفين فارما»، إلى جانب دعمه الطرح الأولي لشركة «غالدرما». كما توسع جهاز أبوظبي للاستثمار في قطاع الخدمات المالية باستثمارات في «فيشر إنفستمنتس» و«هارغريفز لانسداون»، ودخل مجالات استهلاكية جديدة في الصين والهند وأوروبا.
الائتمان الخاص
وفي قطاع العقارات، أظهر «أديا» مرونة كبيرة في ظل ارتفاع أسعار الفائدة والتقلبات الجيوسياسية، حيث زاد استثماراته في الائتمان الخاص عبر عدة أسواق، ووسع تعرضه لمراكز البيانات المدفوعة بالطلب على الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية. كما واصل الاستثمار في القطاع الصناعي واللوجستي، إضافة إلى قطاعات الإسكان والسكن الطلابي وكبار السن في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وأكد التقرير أن الجهاز يدرس فرص إعادة تهيئة المكاتب التقليدية لتتناسب مع متطلبات بيئة العمل الهجين.
أما في قطاع البنية التحتية، فأوضح التقرير أن العوائد حافظت على استقرارها بفضل التدفقات النقدية طويلة الأجل، حيث ضخ «أديا» 750 مليون دولار في مطارات «جي إم آر» بالهند، و500 مليون دولار في منصة «ألفاجن» للطاقة في الولايات المتحدة، كما استحوذ على 40% من شركة «لاند مارك ديفيدند» المتخصصة في البنية الرقمية والطاقة المتجددة. كما واصل التوسع في مراكز البيانات، وشارك في صفقات ائتمان خاص وصفقات ثانوية، وعزز شراكاته العالمية عبر تنظيم أول منتدى للبنية التحتية في أبوظبي.
مرحلة جديدة
ويخلص التقرير إلى أن جهاز أبوظبي للاستثمار يستعد لمرحلة جديدة تعتمد على توظيف البيانات والتحليلات الكمية بشكل أوسع في عملية اتخاذ القرار الاستثماري، بما يعزز من قدرته على تحقيق عوائد مستقرة وأقل تأثراً بدورات الأسواق العالمية. وأكد أن المزج بين الابتكار الداخلي والشراكات الخارجية سيبقى ركيزة أساسية لنجاح «أديا» في ظل التحولات الاقتصادية والتكنولوجية المتسارعة.