لا تزال الحكومة الأمريكية تغلق أبوابها وهو ما يعني استمرار الرؤية الضبابية للاقتصاد وسط غياب البيانات الرسمية، لكن يقدم قطاع مطاعم الوجبات السريعة تصورًا عن معاناة المستهلكين من ضائقة مالية، إذ يعد تقليل تناول الطعام خارج المنزل أولى علامات الضغط المالي خاصة بين الأسر محدودة ومتوسطة الدخل.
جرس إنذار
حسب بيانات شركة أبحاث السوق "سيركانا" Circana، تراجع عدد الوجبات التي يتناولها الأمريكيون في المطاعم بمقدار مليار وجبة من يناير حتى مارس، مقارنة بنفس الفترة من 2024، ما يشير إلى مشكلة أوسع نطاقًا، لأن الإنفاق الاستهلاكي يشكل حوالي ثلثي الاقتصاد الأكبر في العالم.
نتائج الأعمال
مع تفاقم تأثير التضخم وتباطؤ التوظيف على الاقتصاد، دقت بعض سلاسل المطاعم الكبرى منها "شيبوتلي" و"ماكدونالدز" ناقوس الخطر، إذ حذرت من تراجع مشتريات المستهلكين من ذوي الدخل المحدود، ومن الفئة العمرية المستهلكة (الشباب) التي تتراوح أعمارها بين 25 و35 عامًا.
| نماذج من مطاعم الوجبات السريعة | ||
| سلسلة مطاعم |
| التوضيح |
| ماكدونالدز |
|
حذر مديرها التنفيذي "كريستوفر كيمبزينسكي" من انخفاض إقبال العملاء من ذوي الدخل المحدود على القطاع، لكنه أشار إلى زيادة إقبال المستهلكين ذوي الدخل المرتفع. أعلنت الشركة أنها تستوعب تكلفة بعض الوجبات في محاولة تخفيف وطأة الأسعار على العملاء الذين يعانون ضائقة مالية. |
| شيبوتلي ميكسيكان جريل |
|
أرجعت الشركة التي تدير آلاف المتاجر في الولايات المتحدة، تراجع مبيعاتها الفصلية الأخيرة إلى ضعف أداء المستهلكين، وأوضح مديرها التنفيذي "سكوت بوترايت" إلى استمرار اتساع الفجوة بين العملاء ذوي الدخل المنخفض والأثرياء، مع استمرار ضغوط الاقتصاد الكلي. كما أضاف أن العملاء الذين تقل رواتبهم السنوية عن 100 ألف دولار – يمثلون حوالي 40% من مبيعات "شيبوتلي" – أصبحوا يتناولون الطعام خارج منازلهم بوتيرة أقل بسبب المخاوف بشأن الاقتصاد والتضخم. وأشار أيضًا إلى تراجع ملحوظ في أعداد المستهلكين الأصغر سنًا الذين يشكلون ربع مبيعات الشركة قائلاً: لا نخسرهم بسبب المنافسة، بل إنهم يتوجهون بدلاً من ذلك إلى محلات البقالة والطعام المنزلي، بسبب الضائقة المالية. |
| كافا |
|
ذكر "بريت شولمان" المدير التنفيذي للشركة: نعلم أن مستهلكينا الشباب يواجهون بالتأكيد تحديات هذا العام ربما لم تكن موجودة في العام الماضي، مشيرًا إلى استئناف سداد قروض الطلاب، وتراجع معنويات المستهلكين ومعدل البطالة بين الجيل "Z" الذي يبلغ ضعف المعدل الوطني.
|
الأكثر تضررًا
عندما يعاني قطاع الوجبات السريعة، فإن ذلك ينعكس سريعًا على مبيعات وجبات الإفطار، حسب "كينيث كوك" مدير "وينديز"، قائلاً: حال ازدياد عدم اليقين يختار المستهلكون تناول الإفطار في المنزل، وهو ما يتوافق مع وصف "كمبزينسكي" لوجبة الإفطار بأنها الأكثر حساسية من الناحية الاقتصادية، وتصبح تلك الفترة الأضعف على مدار اليوم على الإطلاق.
الطهي هو الحل
أوضح "ميك بيكهوزن" المدير التنفيذي لشركة "كامبل" Campbell في يونيو أن المستهلكين يحضرون الطعام في المنزل بأعلى وتيرة منذ أوائل 2020، وأفادت شركات أغذية أنه في الوقت الذي أدى فيه التضخم والتعريفات الجمركية لارتفاع الأسعار خاصة في المطاعم لجأ المستهلكون إلى تحضير وجباتهم بأنفسهم.
المستفيد الأبرز
وهو ما يعني ارتفاع مبيعات محلات البقالة، وبالفعل أعلنت "جنرال ميلز" ارتفاع مبيعات الأرز وغيرها من السلع مع بحث المستهلكين عن وجبات منزلية بأسعار معقولة، وتفضيل استخدام المكونات التي توفر في ميزانيات الطعام المحدودة، مع استمرار الضغوط المالية.
تغيير الاستراتيجية
أما مطاعم الوجبات السريعة العصرية أو الراقية مثل "سويت جرين" و"كافا"، فكانت الفئة الأولى التي حذرت بشأن الضائقة المالية إذ يراها الكثيرون باهظة الثمن بالنسبة للطعام اليومي، لأن أسعارها مرتفعة ولا تنافس عروض مطاعم الوجبات السريعة الاقتصادية، كما أن جودتها ليست عالية بما يبرر التكلفة الإضافية.
قاعدة العملاء
ذكر "بريان فاكارو" محلل المطاعم لدى "ريموند جيمس" أن مطاعم الوجبات السريعة العصرية تعاني مشاكل أبرزها تباطؤ نمو الأجور والإنفاق الذي كان يؤثر على المستهلكين ذوي الدخل المنخفض فقط، لكن يبدو أنه يتسلل إلى العملاء ذوي الدخل المتوسط والشباب، مضيفًا أن المخاوف السياسية وتزايد المنافسة يؤثران على قاعدة العملاء.
خيارات اقتصادية
بالفعل أجرت بعض تلك المطاعم تغييرات، منها "آبل بيز" Applebee’s التي بعدما عانت لسنوات من ضعف المبيعات أعادت في مارس إطلاق عرضًا ترويجيًا يتضمن وجبتين رئيسيتين وطبقًا للمقبلات مقابل 25 دولارًا، مما أدى إلى توافد العملاء إليها، وارتفعت مبيعاتها في الربع السنوي الأخير للمرة الأولى منذ عام 2023، وفي أبريل أضافت "تشيليز" خيارًا آخر لعرضها الترويجي بقيمة 10.99 دولار.
الخلاصة
يقدم قطاع الوجبات السريعة تصورًا عن وضع الاقتصاد الذي يعاني سوق عمل أكثر هشاشة، ورغم تباطؤ التضخم عن وتيرته المسجلة بعد الجائحة إلا أنه لا يزال مرتفعًا، ومع خفض المستهلكين إنفاقهم على تناول الطعام خارج المنزل يتضح أن بعض الفئات تأثرت بصورة أكبر من غيرها.
المصادر: أرقام - نيوز ويك – بلومبرج – إيه بي سي نيوز - أكسيوس – فورتشن – سي إن إن
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
