تُشكل المواطنة عصب الدولة الحديثة، تحمي التسامح والتعايش وحقوق الآخر وعيشه، وتمتلك دولة الإمارات منذ نشأتها رؤية عميقة لتعزيز قيم المواطنة والولاء والانتماء، عملت على تنفيذها وترجمتها على أرض الواقع، من خلال مجموعة من السياسات والاستراتيجيات المتكاملة التي تستجيب لتطلّعات المواطنين وتوقعاتهم لحياة أفضل في مختلف المجالات.
وأشاد مشاركون في مؤتمر المواطنة الذي نظمته جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، الأسبوع الماضي، بالنموذج الإماراتي في الانتماء الوطني والهوية الوطنية من خلال تعزيز قيم العيش المشترك، وتصحيح المفاهيم المغلوطة ونشر وسطية الإسلام وصورته الصحيحة، وأكّدوا أهمية حماية الهوية الوطنية عبر الأجيال من خلال تعزيز الوعي بالتراث الإماراتي وربطه بمبادئ الاستدامة الثقافية والاجتماعية.
وشدّدوا على أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يُعد معلماً ورمزاً وطنياً خالصاً، تجسدت فيه أسمى معاني المواطنة والعطاء والإخلاص والوفاء والانتماء، وعلى نهجه يمضي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مؤمناً بأن بناء الإنسان هو الركيزة الأساسية، وأن المواطنة لا تكتمل إلا بالعلم والعمل والتلاحم.
وأشاروا إلى أن دولة الإمارات، تُعد مثالاً حياً للتسامح والإدماج والتعددية الثقافية، حيث تضم أكثر من 200 جنسية تنعم بالحياة الكريمة والاحترام. وقد عزّزت قيم التسامح والتعايش من خلال قانونها الاتحادي بشأن مكافحة التمييز والكراهية، واستحداثها وزارة للتسامح والتعايش، واعتمادها البرنامج الوطني للتسامح، وإقامة شراكات دولية لبناء القدرات، ومنع العنف، ومكافحة الإرهاب والجريمة مثل المعهد الدولي للتسامح، ومركز «هداية» لمكافحة التطرف العنيف، ومركز «صواب».
وأكّد رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، الشيخ عبدالله بن بيه، أن أهم مقومات المواطنة هو مبدأ الواجبات المتبادلة والحقوق المتساوية، بما يقتضي الإيجابية في العلاقة والبُعد عن الاختلاف والشعور بالشراكة في المصالح، ودولة المواطنة هي الحامية للكليات الخمس، الدين والحياة والملكية والعائلة والعقل، وأشار إلى أن المواطنة ليست مجرد معرفة تتعلم أو مبادئ تتقن، بل هي سلوك وممارسة تكتسب من خلال التربية التي تُعنى بتهذيب السلوكيات وتقويم التصرفات وتحسن الأخلاقيات.
من جانبه، أكد رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة، الدكتور عمر حبتور الدرعي، أن دولة الإمارات تعد نموذجاً رائداً على الصعيد العالمي، من خلال رعايتها لأقوى التجارب في تعزيز هذا النوع من المواطنة عبر الوثائق والتشريعات ومواكبة التطورات، حتى أصبحت أرضاً صلبة للمواطنة جسدت على أرض الواقع قيم السلام والاستقرار واستهوت أفئدة من الناس، وآوت بتعايش ووئام كل مكونات وشركاء الوطن. ودعا في ختام كلمته إلى تأسيس منصة عالمية خاصة بالمواطنة لدراسة وتعميق مفاهيمها، وتكوين فرق علمية من الباحثين والطلاب تهتم ببحوث المواطنة وتطوراتها.
وشدد المشاركون في المؤتمر، على أن تجربة دولة الإمارات في استيعاب منتسبي الثقافات والحضارات والشرائع كافة، تمثل صورة مشرقة لسماحة الدين الإسلامي وعالمية رسالته في قبول التعددية والاختلاف واحترام الآخر ومنحه الحقوق كافة دون اجتزاء، وأكدوا أن المواطنة الإيجابية عاطفة نبيلة وأخلاق حميدة يشعر بها الفرد تجاه مجتمعه، والمشاركة بشكل فعّال في تقـدّم وطنه بالتضحيات والأعمال المفيدة والمنتجة التي تعود عليه بالخير والازدهار، ولفتوا إلى أن قيم العيش المشترك أصبحت ضرورة، والإقصاء والتهميش يهددان المجتمع والدولة والسلم، وأن المجتمعات الإنسانية مجتمعات قائمة على التعددية، وهذا واقع لا محالة منه، وأن التعددية سلاح ذو حدين، إما أنها قوة لخلق نسيج اجتماعي متناسق، وإما أن تكون ساحة للصراع والانقسام.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.