قال مستأجرو وحدات سكنية في الشارقة وعجمان إن موسم الصيف الحالي يشهد غياباً، للمرة الأولى منذ أعوام، للعروض الموسّعة التي كان من المعتاد طرحها خلال تلك الفترة لاستقطاب مستأجرين.

وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم» أن شركات إدارة العقارات، وملاك الوحدات، استبدلوا تلك العروض بتسهيلات محدودة، مثل منح مواقف للسيارات مع تثبيت القيم الإيجارية.

غياب العروض

وتفصيلاً، قال المستأجر إبراهيم يوسف: «كان من المعتاد أن نشهد خلال موسم الصيف بعض العروض الترويجية والتسهيلات التي تُحفّز على استقطاب المستأجرين في الشارقة، إلا أنه لا توجد أي عروض أو تسهيلات معلنة بشكل واضح في الأسواق حالياً».

من جانبه، أرجع المستأجر عبدالله عرفة، غياب العروض الترويجية في سوق إيجارات الوحدات السكنية بالشارقة، وللمرة الأولى منذ أعوام، إلى متغيرات العرض والطلب في الأسواق، لافتاً إلى أن الشركات اتجهت لتثبيت الأسعار، مع منح تسهيلات مثل مواقف السيارات في حال توافرها، بدلاً من العروض الإيجارية التي كان من المعتاد طرحها صيفاً.

أما المستأجر وائل حسين، فقال: «عند البحث عن وحدات سكنية للإيجار في الشارقة وعجمان، لم أرصد أي عروض معلنة خلال موسم الصيف الحالي، مقارنة بمواسم الصيف السابقة التي كانت تشهد عروضاً لتحفيز الاستئجار خلال تلك الفترة من السنة»، لافتاً إلى أن شركات إدارة العقارات وملاك الوحدات العقارية، استبدلوا العروض بتسهيلات محدودة، مثل منح مواقف للسيارات وتثبيت القيم الإيجارية.

من جهته، قال المستأجر سامر بدر، إن «مدينة عجمان لم تشهد خلال موسم الصيف الحالي أي عروض ترويجية ملحوظة في قطاع تأجير الوحدات السكنية، وذلك مع تزايد الانتقال للاستئجار في الإمارة، سواء بالنسبة للتنقلات الداخلية، أو للانتقال من خارج الإمارة للسكن فيها».

عقارات الشارقة

وقال المدير التنفيذي في شركة السوم العقارية، سفيان السلامات: «تشهد أسواق الإيجارات السكنية في الشارقة استقراراً عاماً في أسعارها خلال موسم الصيف الحالي، كما أن الأسعار تطبق وفقاً للزيادات التي شهدتها الإيجارات منذ بداية العام، والتي راوحت بين 10 و20% بمعدلات متوسطة، وفقاً للمنطقة وحجم الطلب فيها».

وأضاف: «المستأجرون الذين يتجهون لتجديد عقودهم السكنية، أو استئجار وحدات جديدة خلال موسم الصيف الحالي، تطبق عليهم الأسعار نفسها التي تم إعلانها خلال الربع الأول من عام 2025، والتي لم تشهد أي تغيرات، وذلك بعد أن وصلت إلى مستوياتها المرتفعة»، معتبراً أن «الاستقرار السعري في الإيجارات خلال موسم الصيف الحالي يعبر عن توازن عمليات العرض والطلب بشكل إيجابي».

وتابع السلامات: «غياب العروض الإيجارية في الشارقة، خلال موسم الصيف، للمرة الأولى منذ أعوام طويلة، يرجع إلى استمرار حركة الطلب بمعدلات إيجابية حتى خلال أشهر الصيف».

من جانبه، قال الخبير العقاري مدير شركة الإمبراطور للعقارات، الدكتور شهريار العطار: «تشهد أسعار إيجارات الوحدات السكنية في الشارقة خلال موسم الصيف استقراراً يعبر عن حالة السوق التي شهدت خلال فترات سابقة معدلات ارتفاع متباينة، أعقبتها سيطرة حالة استقرار إيجابي، وتوازن في معدلات العرض والطلب».

وأضاف: «على الرغم من دخول وحدات جديدة إلى السوق، فإن الطلب على الإيجارات السكنية مازال مرتفعاً ومستمراً، ما أدى إلى غياب العروض الترويجية التي كان من المعتاد طرحها خلال أشهر الصيف، لتعويض مظاهر الهدوء في الطلب الذي كانت تشهده تلك الأشهر عادة، مع سفر المستأجرين في عطلات خارج الدولة، إلا أن المعادلة شهدت تغيراً مع استمرار نمو الطلب، مقابل المعروض من الوحدات السكنية».

وفي السياق نفسه، قال الرئيس التنفيذي لـ«دي إم دي سي»، راجي ضو، إن البيانات تشير إلى دخول سوق الإيجارات في مرحلة استقرار صحي، إذ تشهد الإيجارات طويلة الأجل تغييرات أكثر توازناً، ومع دخول معروض جديد إلى السوق، فقد بدأت الضغوط الإيجارية بالتراجع تدريجياً، ما يمنح المستأجرين خيارات أوسع ومرونة أكبر.

وأضاف: «عائدات الإيجار في دولة الإمارات ظلت قوية بشكل ملموس خلال العام الجاري، محافظة على معدل يقارب 9%، تبعاً لنوع العقار وموقعه».

إيجارات عجمان

وقال مدير مكتب النشمي لإدارة العقارات في عجمان، هاني عبادي، إن أسواق الإيجارات السكنية في عجمان تشهد حالياً ثباتاً في مؤشرات الأسعار، وذلك عقب تسجيلها معدلات ارتفاعات متباينة خلال الربع الأول من العام الجاري، وبالتالي يتم التأجير خلال موسم الصيف اعتماداً على تلك الأسعار من دون تسجيل أي ارتفاعات جديدة.

وأضاف: «نمو الطلب مع انتقال العديد من المستأجرين إلى الإمارة قادمين خلال الفترات الأخيرة، شكل توازناً كبيراً في معدلات العرض والطلب، ورفع معدلات التأجير في المناطق السكنية الجديدة في الإمارة».

وأكد أن البنايات الجديدة التي توفر مرافق خدمية وتسهيلات مثل صالات ألعاب رياضية، ومواقف سيارات، تُعدّ الأكثر طلباً حالياً، ومن بين الأعلى في القيم الإيجارية، بعدما شهدت زيادات سعرية خلال الربع الأول من العام، مقارنة بمعدلات الزيادات التي شهدتها الوحدات السكنية القديمة التي لا تتوافر فيها تسهيلات مماثلة.

من جانبه، قال مدير شركة منارة الشاطئ للعقارات، فؤاد جاسم، إن «الأسعار في عجمان تشهد استقراراً في قطاع تأجير الوحدات السكنية خلال موسم الصيف الحالي الذي شهد اختفاء العروض الترويجية التي كان من المعتاد طرحها خلال مواسم الصيف، وذلك للمرة الأولى منذ أعوام طويلة».

وأضاف: «تشهد سوق تأجير الوحدات السكنية ارتفاعاً كبيراً في الطلب الذي لم يشهد تراجعاً أو بطئاً خلال أشهر الصيف، ما أدى إلى عدم تقديم الشركات العقارية أي عروض ترويجية».

أما الوسيط العقاري، محمود عبدالله، فقال إن سوق الإيجارات السكنية خلال موسم الصيف الحالي تعدّ أكثر رواجاً، مقارنة بمثيلاتها خلال الأعوام الماضية، ما جعل العديد من الشركات العقارية تتمسك بمعدلات مرتفعة في الإيجارات، والتي سجلتها الأسواق خلال الربع الأول من العام الجاري.

وأضاف: «أصبحت أشهر الصيف التي كانت تشهد عادة بطئاً في الطلب، من المواسم التي تشهد استمراراً في النشاط التأجيري العقاري، بدعم من نمو الطلب وحركة الانتقال إلى الإمارة للسكن، مع ارتفاع مؤشرات الأسعار في أسواق الدولة العقارية عموماً».

وأكد أن «العروض الوحيدة، المتوافرة في بعض الوحدات، هي منح المستأجرين مواقف سيارات عند توافرها، كجزء من باقات الأسعار التي تم طرحها».

عقارات دبي.. ارتفاع إيجاري يتخطى 10%

نشرت «الإمارات اليوم» ضمن متابعتها لملف السوق العقارية في أسواق الدولة، تقريراً حديثاً أكد فيه مستأجرون في دبي ارتفاع الإيجارات السكنية بنِسَب تخطت 10% خلال موسم الصيف الجاري، على الرغم من أن هذه الفترة من العام تشهد عادة استقراراً أو تراجعاً في الإيجارات، مع بعض العروض التحفيزية، متمثلة في زيادة عدد دفعات الأقساط السنوية، ومنْح أشهر مجاناً.

وأوضح المستأجرون لـ«الإمارات اليوم» أن الزيادات الإيجارية في دبي لا تحدث بشكل عشوائي، بفضل أدوات مثل مؤشر الإيجار الذكي الذي أصدرته دائرة الأراضي والأملاك في دبي، مستعرضين تجربتهم مع المؤشر ومساعدته في التفاوض مع المالك، والتراجع عن الزيادة في حالات، وأرجع عقاريون الارتفاع في أسعار إيجارات عقارات دبي إلى الطلب القوي على العقارات في الإمارة، الذي فاق العوامل الموسمية التي تؤثر في السوق خلال السنوات الماضية، لافتين إلى أن ذلك الطلب جاء مدعوماً بنمو سكاني، وتدفق عدد كبير من الوافدين والمقيمين الجدد، فضلاً عن زيادة الطلب من السياح والمستأجرين المؤقتين، التي تؤثر في توافر الوحدات طويلة الأجل، وذكروا أن الارتفاعات الإيجارية راوحت بين 8 و17%.