تتحوّل الشهرة إلى تجربة حيّة داخل قلب «بلوواترز دبي»، الواجهة البحرية النابضة بالحياة، وتحديداً في «مدام توسو دبي»، الذي يشكل تجربة فريدة، تجمع بين نجوم المشاهير والشخصيات الخالدة، العالمية والعربية، ما يمكّن الزائرين من الاقتراب من التماثيل الشمعية، والتفاعل معها كأنها حقيقية، تجمع نجوم هوليوود وبوليوود العالميين وأبرز مشاهير المنطقة.
يعد «مدام توسو دبي»، النسخة الخليجية الأولى للوجهة الشمعية الأشهر عالمياً، حيث تحتضن 70 تمثالاً نابضاً بالحياة، من بينها 15 شخصية بارزة من رموز العالم العربي، لتقدّم للزوار فرصة فريدة للاقتراب، والتفاعل، والتصوير مع أشهر الأسماء في عالم الموسيقى والسينما والرياضة والأزياء والإعلام والسياسة، ضمن 6 مناطق مصممة خصيصاً لإبهار الزائرين، ومنحهم لحظات تصوير لا تُفوت.
ويعدّ فرع دبي ال 25 عالمياً ضمن سلسلة «مدام توسو»، ما يمثل استمراراً لإرث العلامة الذي يمتد لأكثر من 200 عام في تكريم الفن والإبداع وثقافة النجوم، حيث يُصنع كل تمثال باستخدام تقنيات تقليدية طوّرتها ماري توسو نفسها، وتستغرق عملية صناعة كل تمثال 12 أسبوعاً، وتشمل 500 قياس دقيق، واستخدام شعر طبيعي، وعدد كبير من طبقات الطلاء لتحقيق واقعية متناهية.
غناء وموسيقى
«الخليج» تجولت في «متحف الشمع»، ووثقت أبرز مناطقه والشخصيات فيه، ومنها قسم الغناء والموسيقى، الذي يضم نخبة من مشاهير الغناء والعروض الحية، مثل مايكل جاكسون، وتايلور سويفت، وجستن بيبر، ونانسي عجرم، وكاظم الساهر، ومحمد عساف، ومايا دياب، وبلقيس فتحي، وماجد المهندس، وحسن الشافعي.
كذلك قسم الموضة، الذي يجمع أشهر النجمات العالميات، مثل كايلي جينر، وفيكتوريا بيكهام، وزكارا ديليفين وغيرهنّ الكثير. وفي مشاهير عالم الأفلام، فيمكن للزائر التقاط الصور مع النجوم فين ديزل، وويل سميث، وتوم كروز، وليوناردو دي كابريو، وأودري هيبورن والأيقونة جاكي شان، وغيرهم.
ويضم المتحف أيضاً قسم القادة، الذي يجمع أشهر قادة العالم، منهم الملكة إليزابيث، ورئيس الوزراء الهندي ناريندار مودي، ورئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ.
بينما يضم قسم الميديا النجم المصري المتألق أحمد فهمي، إلى جانب قسم أفلام بوليوود، الذي يجمع مجسّمات شمعية لأشهر نجوم بوليوود، بمن فيهم ملك السينما الهندية شاروخان، والفنانتين العالميتين مادهوري ديكشت، وكاترينا كيف.
وفي قسم الرياضة، يجمع مجسّمات شمعية لأشهر رياضيي العالم والموهوبين، مثل محمد علي كلاي، وياسر القحطاني ولويس هاميلتون، وفيرات كوهلي وآمنة الحداد، فضلاً عن أسطورة كرة القدم كريستيانو رونالدو.
اليد الشمعية
ومن أبرز التجارب التفاعلية التي يمكن للزائر تجربتها، «اليد الشمعية»، وإظهار المهارات الكروية إلى جانب أساطير مثل كريستيانو رونالدو، كذلك تجربة حصرية لمقابلة كبار الشخصيات، مثل جورج كلوني، وكيت وينسلت، في بيئتين فاخرتين صُمّمتا لتلك اللحظات، إلى جانب العارضة الشهيرة مارلين مونرو، فضلاً عن تجربة شاي ما بعد الظهيرة مع الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، أو تجربة الجلوس في مكتب الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب.
الكثير من الأساليب المستخدمة في صناعة التماثيل، تعود لحقبة «مدام توسو»، لكن اعتمدت بعض التقنيات الحديثة، حيث يكون حجم الرأس المنحوت أكبر بنسبة 2% من رأس الشخصية الحقيقي، وعندما يبرد الشمع ويتصلب في القالب، يتقلص بنسبة 2%، ما يتخذ حجم الرأس المثالي. البداية تكون في صناعة التمثال ب«القولبة»، حيث يصبّ قالب من الجصّ على شكل الرأس المصنوع من الطين، ثم يستخدم شمع العسل المستقدم من اليابان، الذي يخلط ويسخن على 165 درجة فهرنهايت، ويسكب بالقالب ليبرد ويتصلب لصباح اليوم التالي، لكن باقي الجسم يصنع من الألياف الزجاجية.
تعقب ذلك مرحلة «النحت»، حيث تتطلب صناعة تمثال الرأس والجسم 330 باونداً من الشمع، باستخدام تقنيات النحت التقليدية، لتصبّ هذه الكمية على هيكل عظمي مصنوع من أنابيب معدنية وأسلاك، وعادة ما يتبرع النجم أو مصممو الأزياء، بملابس التماثيل، أو يعاد تصميمها بإذن منهم.
لمسات أخيرة
عندما تتعذّر مقابلة الشخصية، يستعين فريق الباحثين في «مدام توسو» ولمدة أسابيع، في البحث عن الصور ومقاطع الفيديو، حتى يتمكنوا من محاكاة الإطلالة بدقّة، وفي حالة مقابلة النجم، تؤخذ قياساته وتلتقط الصور له، لمحاكاة تفاصيله بكل دقة، كذلك يصبّ قالب على شكل يده ومطابقة شعره وعينيه.
وفي اللمسات الأخيرة، تنسخ الوشوم والنّمش والشامات، حيث يدهن الفنانون طبقات من الدهانات الزيتية بمروحة واسعة من الألوان، حرصاً على محاكاة لون البشرة وتفاصيلها كافة، بدقة فائقة. كما ترسم كل مقلة عين يدوياً بعناية فائقة وتضاف الأوردة إليها، باستخدام خيوط حريرية رفيعة. فيما تصنع الأسنان فردياً، من أكريليك الأسنان، ويطابق لونها مع لون أسنان النجم.
أما بالنسبة للشعر، فهو حقيقي وغير اصطناعي، حيث يخاط شعر التمثال خصلة تلو الخصلة، باستخدام إبرة خاصة، لتستغرق خياطة الخصل على كامل الرأس شهراً.
ماري توسو في سطور
لم تكن حياة الصغيرة ماري غروسهولتز، تناسب طفولتها البريئة، فقد توفي والدها الجندي، قبل ولادتها بشهرين عام 1761 في حرب السنوات السبع بين بريطانيا وفرنسا. بدأت حياتها يتيمة في ستراسبورغ بفرنسا، انتقلت والدتها إلى مدينة برن في سويسرا، للعمل لدى الطبيب والنحات فيليب كورتز، فأصبح المعلم الملهم للصغيرة ماري، حتى باتت تناديه بالعم فيليب، ومنه تعلمت فنّ النحت والتشريح. لكن بعد سنوات قليلة انتقل الطبيب إلى باريس تاركاً الصغيرة وأمها في برن.
ونجح كورتز في تقديم أعماله من تماثيل الشمع للنبلاء، وسرعان ما جلب ماري وأمها إلى باريس مرة أخرى، لتدخل الفتاة الصغيرة القصور للمرة الأولى في حياتها وتتبدل أحوالها.
وكان أول تمثال من الشمع صنعته ماري، يعود للكاتب والفيلسوف الفرنسي فولتير عام 1777، لكنها استمرت لديها تلك الهواية حتى أنشأت معارض، تضم تماثيل شمع لشخصيات شهيرة صنعتها بنفسها مثل الكاتب والفيلسوف جان جاك روسو، حيث افتتحت عام 1835 أول متحف دائم للشمع في شارع «بيكر ستريت» بلندن.
وإلى أن توفيت عام 1850 أهدت العالم مجموعة كبيرة من الإرث الفني من تماثيل الشمع، ومن بعدها انتشرت متاحفها التي تحمل اسمها وتضم أشهر الشخصيات لتخليد ذكراهم.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.