أعلنت كلية الاتصال بجامعة الشارقة إطلاق برنامج أكاديمي جديد هو بكالوريوس الآداب في الاتصال الاستراتيجي والإعلان، ليكون الأول من نوعه على مستوى المنطقة. ويقدَّم البرنامج باللغة الإنجليزية ضمن نظام الساعات المعتمدة، مرتكزاً على الدمج بين البعد الأكاديمي والمعرفة التطبيقية، بهدف إعداد خريجين يمتلكون المهارات الإبداعية والتحليلية التي يحتاج اليها سوق العمل الرقمي.
ويركز المنهج على أحدث الاتجاهات العالمية في مجالات التسويق، وسلوك المستهلك، والاتصال متعدد الثقافات، بما يمكّن الطلبة من تطوير حملات إعلانية مبتكرة واستراتيجيات اتصال فعّالة تعكس متطلبات المؤسسات المحلية والإقليمية في ظل التنافسية الإعلامية المتسارعة.

يركز البرنامج على المشاريع التطبيقية بالشراكة مع مؤسسات من القطاعين الحكومي والخاص، ويشمل مقررات حديثة منها، كتابة المحتوى الإبداعي، استراتيجيات بناء العلامة التجارية، الاتصالات التسويقية المتكاملة، الإعلان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وإدارة السمعة المؤسسية.
كما يتميّز البرنامج أيضاً بمنهجه التفاعلي الذي يُدمج التعلم الأكاديمي بالممارسات المهنية، ما يعزز فرص الطلبة في اكتساب خبرات ميدانية واقعية تُسهم في تأهيلهم لسوق العمل، إضافة إلى تصميم خطط تسويق رقمي تتوافق مع احتياجات العملاء، وتُراعي التحديات المتغيرة في السوق. كما يُمكّن الخريجين من دمج استراتيجيات الاتصال المؤسسي، لاسيما في مجالات إدارة السمعة، والمسؤولية المجتمعية، والاستدامة وإدارة الأزمات.

آفاق مهنية
يفتح التخصص الجديد آفاقاً مهنية متنوعة أمام الخريجين، تشمل العمل مصممي محتوى إعلامي، ومديري حملات إعلانية، ومسؤولي اتصال استراتيجي، وخبراء تسويق رقمي، ومنسقي علاقات عامة، أو مستشارين في الاتصال المؤسسي. كما تتيح الخطة الدراسية إمكانية التوظيف في المؤسسات الإعلامية، والوزارات، وشركات الطيران، والجامعات، ووكالات الإعلان، والمنظمات غير الربحية، إلى جانب ريادة الأعمال في مجالات الإنتاج الرقمي وصناعة المحتوى، كما يتيح فرصاً جديدة في التعاون مع شركات التقنية العالمية، والمنصات الإعلامية الرقمية المحلية والإقليمية.
ومن الجدير بالذكر أن هذا البرنامج يوفر تجربة تعليمية متكاملة تُمكّن الطلبة من الدمج بين النظريات العلمية والممارسات الأخلاقية في مجالي الاتصال الاستراتيجي والإعلان، مع التركيز على تحليل استخدام نظريات الإقناع في بناء الحملات الإعلامية.
كما يمتاز بتركيزه على الجانب العملي والتطبيقي، حيث يُتاح للطلبة استخدام أحدث تقنيات الاتصال والإعلام لتلبية احتياجات العملاء وحل المشكلات الاتصالية بطرق مبتكرة. كذلك يتقن الطالب من خلال دراسته مهارات تحليل بيانات البحوث لتوظيفها في تطوير الخطط الاستراتيجية، والحملات الاتصالية.
يُعزز الكفاءات
وأشارت فاطمة آل علي، مديرة مؤسسة الشارقة لدعم المشاريع الريادية «رُوَّاد»، إلى أن برنامج بكالوريوس الآداب في الاتصال الاستراتيجي والإعلان يمثل إضافة نوعية لمسيرة التعليم الأكاديمي في مجال الاتصال، مشيدة بجهود القائمين عليه في إعداد كوادر وطنية تلبي متطلبات سوق العمل المحلي.
وأكدت أن خريجي البرنامج سيمتلكون مؤهلات عالية لشغل وظائف متنوعة في قطاعات الإعلام، التسويق، والاتصال المؤسسي، بفضل ما تلقوه من تدريب أكاديمي وتطبيقي متكامل.
ومن أبرز المسارات المهنية التي يمكنهم الالتحاق بها: أخصائي علاقات عامة، منسق إعلانات، صانع محتوى رقمي، مخطط استراتيجيات تسويق رقمي، مسؤول اتصال مؤسسي، مدير حملات، ومستشار اتصال في الأزمات.
وأضافت أن تعزيز مواءمة البرنامج مع سوق العمل سيتطلب تطبيق مجموعة من المبادرات، أبرزها: عقد شراكات مع مؤسسات القطاعين العام والخاص، وتنفيذ مشاريع تخرج تطبيقية تحاكي تحديات واقعية، وتنظيم ورش عمل ومحاضرات متخصصة، إلى جانب إدراج زيارات ميدانية ودراسات حالة ضمن المقررات.
كما دعت إلى تأسيس لجنة استشارية مهنية تضم ممثلين من سوق العمل، وتشجيع ريادة الأعمال عبر دعم أفكار الطلبة من خلال حاضنات مثل «روَّاد».
وأكدت أن هذه المبادرات من شأنها تمكين الطلبة من اكتساب خبرات واقعية، وتعزيز جاهزيتهم لدخول سوق العمل بثقة وكفاءة.
يعكس القيم
من جانبها أكدت موزة عبدالرحمن بن دخين المطروشي، رئيس قسم الإعلام والهوية المؤسسية في هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة (سيوا)، أن برنامج بكالوريوس الاتصال الاستراتيجي والإعلان، يُمثل إضافة نوعية مهمة في ظل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها سوق العمل.
واعتبرت أن هذا البرنامج يُلبي احتياجات المؤسسات الوطنية الطامحة لتعزيز سمعتها المؤسسية وتوطيد علاقتها مع الجمهور، بما ينسجم مع الأهداف الاستراتيجية ويعكس القيم والرؤية المؤسسية عبر رسائل اتصالية مؤثرة.
وأوضحت أن خريجي البرنامج سيكونون مؤهلين بشكل احترافي لإدارة الأزمات والحد من تداعياتها عبر توجيه رسائل دقيقة للفئات المستهدفة في التوقيت المناسب.
كما يُنتظر أن يلعب هؤلاء الخريجون دوراً محورياً في إدارة العلاقات الإعلامية ومواجهة التحديات الاتصالية من خلال المهارات التفاعلية والتطبيقية التي يتلقونها خلال دراستهم.
وشددت على أهمية المكوّن العملي في البرنامج، مشيرة إلى أن التركيز على تطوير المهارات التطبيقية يحوّل المعرفة النظرية إلى ممارسات مهنية فاعلة، ما يسهم في تزويد سوق العمل بكوادر جاهزة ومؤهلة، ويقلل من الوقت والموارد التي تنفقها المؤسسات على تدريب الموظفين الجدد.
واختتمت تصريحها بالتأكيد على أن البرنامج يمثل استثماراً حقيقياً في المستقبل المهني للطلبة، ورافداً استراتيجياً لدعم المؤسسات في تحقيق رؤاها ونجاحها المستدام.
متطلبات سوق العمل
يؤكد الدكتور هايرو ألفونسو أوكاندو عميد كلية الاتصال أن هذا البرنامج يمثل أحد أهم البرامج الجديدة التي تطرحها الكلية ضمن خطة لتقديم عدد من البرامج المتخصصة سواء في مرحلة البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه، تأتي هذه البرامج استجابة لمتطلبات سوق العمل، والتطور التقني الكبير الذي تشهده مجالات الاتصال والإعلام.
التقنيات الحديثة
من جانبه أشار الدكتور أحمد فاروق رضوان رئيس قسم العلاقات العامة بكلية الاتصال إلى أن البرنامج يُعد نقلة أكاديمية في مجال دراسات الاتصال الاستراتيجي والعلاقات العامة حيث يسهم في إعداد ممارسين في هذا المجال لديهم القدرة على التعامل مع التقنيات الحديثة وأدوات الذكاء الاصطناعي ولديهم القدرة على الابتكار، وذلك من خلال الاعتماد على أساليب تعليم مختلفة تشجع على العمل الجماعي والتفكير النقدي وحل المشكلات. ومن خلال دمج المعرفة الأكاديمية بالتجربة العملية، يُسهم البرنامج في إعداد جيل من المتخصصين القادرين على قيادة جهود الاتصال الاستراتيجي للمؤسسات، بما يتماشى مع رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة نحو اقتصاد معرفي مبتكر قائم على الإبداع والتكنولوجيا.
رؤية الجامعة
كما أضافت الدكتورة إنجي خليل، منسق البرنامج، أن الخطة الأكاديمية بُنيت استناداً إلى دراسات مقارنة لأفضل الممارسات العالمية، بما يعكس رؤية جامعة الشارقة في تقديم برامج نوعية تدمج بين المعرفة والممارسة، وتسهم في إعداد كفاءات تقود مستقبل الاتصال المؤسسي والإعلام الرقمي في دولة الإمارات والمنطقة.
وركز تصميم البرنامج على إعداد خريج يمتلك المهارات اللازمة لتخطيط وتنفيذ الحملات الاتصالية الرقمية المتكاملة بكفاءة واحتراف.