مع تسارع التطورات وتغيرات متطلبات سوق العمل، باتت الجامعات حريصة على تطوير برامجها الأكاديمية واستحداث تخصصات جديدة تواكب هذه المتغيرات، ومن هذا المنطلق، تواصل جامعات أبوظبي جهودها لتقديم برامج تعليمية مبتكرة تلبّي تطلعات الطلبة. وشهد هذا العام الدراسي طرح مجموعة واسعة من البرامج على مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه.
«الخليج» التقت عدداً من رؤساء الجامعات ونوابهم والمسؤولين الأكاديميين، الذين تحدثوا عن هذه التخصصات وأسباب طرحها وأهدافها، وكيف تسهم في إعداد كوادر وطنية قادرة على المنافسة في مجالات المستقبل.
قال بسام مرّة، المدير التنفيذي لإدارة استقطاب الطلبة في «جامعة أبوظبي»، إن الجامعة طرحت هذا العام 21 برنامجاً جديداً في البكالوريوس والماجستير والدكتوراه ضمن كلياتها الخمس، حيث تتنوع برامج البكالوريوس بين مجالات العلوم الإنسانية والتقنية والصحية، ومنها الآداب في العلاقات الدولية، والآداب في علم النفس، والآداب في تصميم ألعاب الفيديو، والعلوم في الذكاء الاصطناعي، والعلوم في هندسة الطاقة المتجددة والمستدامة، وبكالوريوس العلوم في علم النفس السريري والصحة العقلية.
الدراسات العليا
وأضاف، أن برامج الدراسات العليا شملت مجموعة من التخصصات التي تلبّي متطلبات سوق العمل المتطورة وتوجهات التنمية الوطنية، مثل ماجستير الآداب في الاتصال الرقمي والتكنولوجيا، والعلوم في الأمن السيبراني، والعلوم في الذكاء الاصطناعي، والعلوم في التكنولوجيا المالية، والعلوم في التحول الرقمي الاستراتيجي، والقانون في القانون السيبراني والذكاء الاصطناعي، والصحة العامة، والتربية في تكنولوجيا التعليم والذكاء الاصطناعي، والعلوم في علم النفس السريري والصحة العقلية، والآداب في تحليل السلوك التطبيقي، والعلوم في القيادة في الرعاية الصحية.
وأشار إلى طرح برامج دكتوراه الفلسفة في تخصصات القانون، والتربية، وهندسة الأنظمة الذكية، والإدارة الهندسية، ما يعكس توجه الجامعة نحو تعزيز البحث العلمي والابتكار في مجالات حيوية ومتقدمة. وأكد مرة أن «توفير هذه البرامج الجديدة يأتي انطلاقاً من إيمان الجامعة بأهمية مواكبة التطورات العالمية وسوق العمل المتغير. والبرامج تركز على تعزيز المهارات المطلوبة مثل التفكير النقدي، والتحليل، والابتكار، والذكاء العاطفي، وتمكين الطلبة من التكيف مع المتغيرات التكنولوجية المتسارعة».
وبيّن أن تصميم البرامج جاء بعد إجراء دراسة شاملة لسوق العمل في جزء من منهجية الجامعة في تطوير مناهجها، حيث تتعاون مع شركاء القطاعين الحكومي والخاص، لضمان توافق البرامج مع المتطلبات الفعلية في السوق.
وأشار إلى أن الجامعة تواصل إجراء تقييمات دقيقة ودراسات استباقية قبل طرح أي برنامج أكاديمي، وفي حالات نادرة يمكن إيقاف بعض البرامج أو تجميدها مؤقتاً إذا استدعى الأمر. مؤكداً أن الجامعة لا تلجأ إلى الإلغاء، بل تركّز على التطوير والتحديث المستمر، من خلال دمج موضوعات معاصرة، مثل الاستدامة والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي ضمن المناهج.
النظم الذكية
وأكد الدكتور أندور مارنغتون، نائب مدير «جامعة زايد» المشارك بالإنابة وعميد الشؤون الأكاديمية، أن الجامعة طرحت هذا العام وللمرة الأولى برنامج بكالوريوس العلوم في هندسة النظم الذكية وبرنامج ماجستير العلوم في التغذية الإنسانية.
وأوضح أن استحداث تخصص هندسة النظم الذكية جاء استجابة لاحتياجات دولة الإمارات للمهندسين المتخصصين في تقاطع الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والحوسبة، والأنظمة الفيزيائية-السيبرانية، أي للمهندسين المتعددي التخصصات القادرين على ابتكار حلول تستفيد من هذه التقنيات. وأضاف أن ماجستير العلوم في التغذية الإنسانية يهدف إلى الإسهام في تحسين مؤشرات التغذية، ودعم الرعاية الصحية الوقائية بما يتماشى مع «الأجندة الوطنية لدولة الإمارات 2071». كما يوفر مساراً لاستكمال الدراسات العليا لخريجي بكالوريوس العلوم في الصحة العامة والتغذية من جامعة زايد، ولخريجي البرامج المشابهة من الجامعات الأخرى.
وأشار إلى أن استطلاعات آراء الطلبة وأصحاب العمل الممثلين لقطاعات السوق جزء أساسي من عملية استحداث أي برنامج جديد في «جامعة زايد»، وقد نفّذت هذه الاستطلاعات في مرحلة التخطيط الأولى لكلا البرنامجين.
بيانات التوظيف
وأكد أن الجامعة تتابع بيانات التوظيف وقابلية التوظيف لجميع برامجها، وتتخذ الإجراءات المناسبة بناءً على هذه البيانات، بتطوير البرامج أو إغلاقها تبعاً لمدى ملاءمتها لاحتياجات سوق العمل. مشيراً إلى أن جميع برامج الجامعة تلبّي احتياجات سوق العمل، كما يتضح من بيانات خريجيها ومعدلات توظيفهم.
برامج طبية
وقال الدكتور نزيه خداج ملاط، نائب رئيس «جامعة العين» لشؤون الاعتمادات وضمان الجودة، إن الجامعة حرصت هذا العام على تطوير برامج أكاديمية تلبي متطلبات سوق العمل الحالية والمستقبلية في مختلف الدرجات العلمية.
وأوضح أن الجامعة طرحت بكالوريوس في جراحة الأسنان وهو الأول والوحيد في إمارة أبوظبي، والعلوم في التمريض، والعلوم في الذكاء الاصطناعي والروبوتات. كما أطلقت مجموعة من البرامج التي تواكب المجال الإعلامي، وهي: الإعلام الرقمي، والعلاقات العامة، والإعلان والتسويق الرقمي، والاتصال والأزمات وهو الأول في أبوظبي.
وأشار إلى أن الجامعة أطلقت برامج ماجستير العلوم في الذكاء الاصطناعي، والعلوم في هندسة نظم البرمجيات، والآداب في علم الاجتماع التطبيقي، والآداب في الإعلام الرقمي والعلاقات العامة، وتربية الموهوبين والمتفوقين، والعلوم في تحليل بيانات الأعمال. كما طرحت دبلوم الدراسات العليا المهني في تعليم الطفولة المبكرة.
وأكد أن طرح هذه التخصصات الجديدة جاء نتيجة رؤية استراتيجية تهدف إلى مواكبة التطورات العالمية والتغيرات المتسارعة في سوق العمل، وإعداد جيل من الخريجين يمتلكون المعرفة والمهارات المطلوبة في مجالات حديثة ومتنوعة. لافتاً إلى أن استحداث البرامج يعكس التزام الجامعة برؤية دولة الإمارات في تعزيز اقتصاد المعرفة والتحول الرقمي، ودعم الابتكار، وتمكين الشباب للاضطلاع بدور فاعل في مسيرة التنمية الشاملة.
وأضاف أن الجامعة تستند في قراراتها الأكاديمية إلى دراسات دقيقة وتحليلات شاملة لاحتياجات القطاعات الحيوية مثل التكنولوجيا، والصحة، والإعلام، والأعمال، بما يضمن توافق البرامج مع أولويات التنمية الوطنية. وبهذه الخطوة، تسعى إلى تزويد الطلبة بفرص تعليمية رائدة وصقل قدراتهم العلمية والعملية بما يتيح لهم المنافسة في الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية.
وأفاد بأن مخرجات هذه الدراسات حددت بدقة مجالات التخصص الأكثر طلباً، ما دفع الجامعة إلى تطوير برامج أكاديمية مبتكرة تلبي احتياجات القطاعات الحيوية. كما اعتمدت الخطط الدراسية لجميع هذه البرامج الجديدة مفوضية الاعتماد الأكاديمي (CAA) بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بعد مراجعتها وتحديثها بما ينسجم مع المعايير والمتطلبات، ما يعكس التزام الجامعة بأعلى معايير الجودة والتميز في العملية التعليمية.
وأكد حرص الجامعة المستمر على مراجعة برامجها الأكاديمية وتحديثها بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل والتوجهات المستقبلية. والجامعة تتبنى منهجية مرنة في تطوير التخصصات القائمة وتحديث مناهجها، لضمان مواكبتها للتغيرات السريعة في مختلف القطاعات، وفي الوقت نفسه، تعمل على استحداث برامج جديدة تعكس أولويات التنمية الوطنية، بحيث تبقى جميع برامجها مرتبطة باحتياجات المجتمع وسوق العمل، وتوفر للطلبة خيارات تعليمية متوازنة بين المجالات التقليدية والحديثة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.