تواصلت الليلة قبل الماضية، عروض وفعاليات الدورة الـ12 من مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، في مقر جمعية كلباء للفنون الشعبية والمسرح.
واستُهِلت أنشطة اليوم الثاني بحوار مفتوح مع «شخصية المهرجان»، الفنان عبدالحميد البلوشي، قدمه وأداره الفنان علي الشالوبي، بحضور عدد من الوجوه الفنية المحلية والعربية.
وأشاد الشالوبي بجهود دائرة الثقافة في إثراء الحركة المسرحية، ثم تحدث باحتفاء عن المسيرة الفنية للبلوشي، مؤكداً أنه يستحق التكريم لما أنجزه من تجارب مسرحية متميّزة، ولوفائه للمسرح الذي لم ينقطع عن المشاركة في عروضه ومناسباته المختلفة على مدار أكثر من ثلاثة عقود.
الفتى والمسرح
الشالوبي أشار إلى أن البلوشي انجذب إلى المسرح منذ أن كان طفلاً، حيث كان يحضر لمشاهدة العروض المسرحية التي كانت تقدم في الأعياد والاحتفالات الوطنية أواخر سبعينات القرن الماضي، وقال: «كنت دائماً أشاهد هذا الفتى الصغير وهو يحضر إلى قاعة المسرح، كان يجلس في الصفوف الخلفية يتلصص علينا بشكل يومي، وكان شديد الخجل ولا يتحدث كثيراً، قلت في نفسي قد أجده يوماً ما وهو أحدنا على هذه الخشبة».
وذكر الشالوبي أنه لم يستغرب حين شاهد البلوشي ممثلاً أساسياً في عام 1988 مع فريق مسرحية «العصافير تبني أعشاشها» التي قدمت في أيام الشارقة المسرحية، مشيراً إلى أنه ما إن دُعي في 1994 لإخراج مسرحية «غريب في القرية» للمؤلف عبدالله برمان، حتى سارع إلى اختيار البلوشي ممثلاً، وقال: «أعطيته دوراً أساسياً ومؤثراً وهو شخصية (أبوصالح)، حيث قدّم الشخصية بشكل لافت للجمهور، ثم أصبح بعد ذلك مطلوباً من معظم المخرجين في مسارح الدولة».
تأثير الشخصيات
من جانبه، تحدث البلوشي عن تأثير البيئة المدرسية في انجذابه إلى المسرح، وذكر أنه كان خجولاً ولم يستطع أن يعبر عن تعلقه بالمسرح للجمعية المدرسية، وأن توجهه ليعمل في الإذاعة المدرسية لم يكن سوى محاولة منه لتعويض خسارته في فرصة المشاركة في المسرح، وتحدث البلوشي عن مجموعة من الشخصيات التي كان لها تأثير مهم في بداياته وساعدته في تعزيز مسيرته المسرحية، ومنها المخرج دفع الله البشير، والمخرج حكيم جاسم، وقال إن المسرح بالنسبة له هو البيت الثاني، مشيراً إلى أنه يستمتع بكل دور مسرحي يتصدى له، مبيناً أنه شغوف بالتمثيل أكثر من أي اختصاص مسرحي آخر.
عروض
وشهدت الفترة المسائية عرض ثلاث مسرحيات، أولاها مسرحية «أنت لست غارا»، للكاتب عزيز نيسين، وأخرجها حميد محمد عبدالله.
وفي الندوة التي تلت العرض، وتحدث فيها الفنان التونسي مروان الصلعاوي، أشاد المتدخلون باختيار المخرج للنص وبرؤيته الإخراجية، وأثنوا على تبني المخرج البساطة منهجاً في تجسيد العمل، معتمداً على ثلاثة ممثلين قدموا أداء متميّزاً، وأضفوا بحيويتهم عمقاً على الصورة النهائية للعرض.
وجاء العرض الثاني بعنوان «قطة تحت المطر» عن نص قصصي بالعنوان نفسه لإرنست همنغواي، وأخرجه جورج كابي عفيصة، ويصور العمل العلاقة الهشة بين زوجين في رحلة سياحية، حيث لا تجد الزوجة ما تفعله مع انشغال زوجها بالقراءة، سوى تأمل مشهد لقطة تحت المطر من نافذة الغرفة الفندقية.
وفي الندوة النقدية التي تلت العرض، قال الفنان المصري باسم شعبان في مداخلته، إن أبرز مظاهر الأداء الإخراجي تمثّلت في توظيف الصوت الداخلي للزوجة ورسم حركتها للدلالة على إحساسها بالحيرة والضياع.
وتحت عنوان «سوء فهم» جاء العرض الثالث وهو عمل مقتبس عن نص بعنوان «اللص الفاضل» من تأليف داريو فو، وأخرجته هبة ديب، واتسم العرض بطابع كوميدي لافت وشهد تفاعلاً ملموساً من الجمهور، وينطلق العمل من لحظة اقتحام لص لشقة فاخرة، لكن خطته للسرقة تفشل نتيجة سلسلة من المصادفات الفكاهية في الشقة، وامتدحت الندوة التي تلت العرض وتحدثت فيها الفنانة التونسية، ناريمان الحرشاني، إيقاع العرض وطابعه الفكاهي.
عبدالحميد البلوشي:
• المسرح بالنسبة لي بيتي الثاني، وأستمتع بكل دور مسرحي أتصدى له.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.