بعقل مشتّت ومشاعر لا توصف بعد ضياع شقاء العمر، وقف (ص.م) أمام ضابط إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية في شرطة دبي، تغالبه الدموع، وهو يروي تفاصيل الصدمة التي لم يتخيلها يوماً، بعدما تحوّل حلمه باستثمار مكافأة نهاية خدمته، إلى كابوس مالي أطاح بكل مدخراته.
فبعد أربعة عقود من العمل المتواصل في إحدى الجهات، تسلّم (ص.م) مكافأته ومستحقاته المالية، وبدأ يفكر في استثمار آمن، يضمن له ولأسرته مصدر دخل مستقر بعد التقاعد، وأثناء تصفحه لمواقع التواصل الاجتماعي، لفت انتباهه إعلان لتطبيق استثماري يَعِد بأرباح مرتفعة خلال فترة وجيزة.
الإعلان بدا مقنعاً وجذاباً، فقرّر خوض التجربة بمبلغ بسيط كبداية، ولم تمضِ أيام حتى شاهد أرباحاً وهمية تتضاعف على حسابه الافتراضي داخل التطبيق، ما منحه ثقة زائفة، شجعته على تحويل معظم أمواله للاستثمار الكامل.
لكن الحلم لم يدم طويلاً، إذ توقف التطبيق فجأة عن العمل، واختفى القائمون عليه، لتنقطع كل سبل التواصل معهم.
عندها فقط أدرك (ص.م) أنه وقع ضحية احتيال استثماري إلكتروني محكم، وأن كل ما جمعه بعرق السنين تبخّر في لحظة ثقة بجهة وهمية احترفت استدراج المستثمرين عبر الإنترنت.
وقال المقدم علي اليماحي، مدير إدارة مكافحة الاحتيال الإلكتروني في الإدارة العامة للتحريات الجنائية بشرطة دبي، إن فرق المكافحة نجحت في القبض على العصابة، التي أوهمت الضحية بإمكانية تحقيق أرباح مرتفعة وسريعة، واستولت على أمواله بعد تحويلها إلى حسابات خارج الدولة.
وأكد أن عملية الضبط جاءت بعد تتبع دقيق للحسابات الإلكترونية المستخدمة في الجريمة، بالتنسيق مع الجهات المعنية، مشيراً إلى أن أفراد العصابة استغلوا تقنيات رقمية متطورة لاستدراج ضحاياهم، إلا أن يقظة الأجهزة الأمنية حالت دون إفلاتهم من العدالة.
وحذّر اليماحي، أفراد المجتمع من التعامل مع أي جهات أو أفراد يروّجون لاستثمارات غير مرخّصة، أو يطلبون تحويل الأموال إلى الخارج، مؤكداً أن الجهات المرخصة فقط هي المخوّلة بتقديم الخدمات الاستثمارية داخل الدولة.
ودعا الجمهور إلى الإبلاغ الفوري، عن أي أنشطة مشبوهة عبر منصة «eCrime» الخاصة بتلقي بلاغات الجرائم الإلكترونية، أو من خلال تطبيق شرطة دبي، أو بالاتصال على الرقم 901، مشدداً على أهمية التحقق من صحة أي عروض استثمارية قبل اتخاذ أي خطوة مالية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.