أكدت وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، ريم الهاشمي، خلال مؤتمر الإمارات الصحفي الدولي 2025 في أبوظبي، أن تأسيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية برئاسة سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، جاء تجسيداً لنهج دولة الإمارات الإنساني، حيث أنشأت على أرضها وكالة الإمارات للمساعدات الدولية وصندوق أبوظبي للتنمية، إلى جانب أكثر من 40 جهة مانحة ومؤسسة خيرية، جميعها تعمل بروح واحدة وبوصلة واحدة وجهتها الإنسان أينما كان.

وأشارت إلى أن دولة الإمارات، ومنذ تأسيسها ومنذ الخطوات الأولى لنهجها الإنساني العالمي، لم تدخر جهداً في مد يد العون لكل محتاج، فقدمت أكثر من 370 مليار درهم في المساعدات الدولية وصلت إلى أكثر من مليار إنسان حول العالم، وهذه ليست مجرد أرقام بل قصص حياة وإرادة وعطاء.

وأوضحت أن المساعدات لم تقتصر على الإغاثة الفورية أو إعادة الإعمار، بل شملت الصحة والتعليم والطاقة وتمكين المرأة والشباب وتحسين نوعية الحياة في المجتمعات الأكثر احتياجاً، مؤكدةً أن كل دعم يحمل بصمة أمل وفرصة لتغيير مستقبل الإنسان نحو غد أفضل.

وفي سياق المساعدات الإنسانية في غزة، قالت ريم الهاشمي إن الإمارات قدمت للشعب الفلسطيني منذ اندلاع الأزمة الأخيرة أكثر من 9.4 مليار درهم، وأطلقت عملية الفارس الشهم 3، وأرسلت أكثر من 100 ألف طن من الإمدادات، ومليوني جالون من المياه، وأجلت نحو 3000 مريض ومرافق للعلاج في الدولة، مشيرة إلى أن من بين الدمار خرجت قصص إنسانية تختصر معنى الأمل.

وأضافت أن الإمارات خصصت نحو 3 مليارات درهم خلال العامين الماضيين لدعم السودان وشعبه، إلى جانب دول الجوار التي تستقبل النازحين، بشراكة مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

وفي اليمن، قدمت دولة الإمارات 26 مليار درهم لدعم الاستقرار وإعادة الإعمار وتحسين الخدمات، أما في أوكرانيا، فقد قامت بدور وساطة فعّال أسهم في تبادل أكثر من 4600 أسير حرب منذ اندلاع النزاع، وقدمت أكثر من 1000 طن من المساعدات عبر 14 رحلة جوية، إلى جانب تخصيص 385 مليون درهم لدعم الشعب الأوكراني.

وفي أفغانستان، دعمت الإمارات الشعب الصديق بـ7.3 مليار درهم، وقدّم أبناء الدولة أرواحهم في سبيل العمل الإنساني في يناير 2017، عندما ارتقى شهداء الإمارات وهم يحملون الدواء والأمل، وخلال السنة ونصف السنة الماضية، قامت الإمارات بتأسيس 10 عيادات للأمومة في ولايات مختلفة، وفي واحدة منها وُلدت طفلة سُمّيت فاطمة تيمناً بسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، والرئيسة العليا لمؤسسة التنمية الأسرية، في لحظة حملت معنى الأمل والبداية الجديدة.

ولحماية جيل كامل من الإصابة بشلل الأطفال في باكستان، قدمت الإمارات أكثر من 700 مليون جرعة تطعيم، إيماناً بأن أصغر خطوة لطفل نحو المستقبل قد تحمل أعظم معنى.

وخلال جائحة كوفيد-19، فتحت الإمارات ممرات طيرانها ومستودعاتها وقلوبها، وأصبحت مركزاً عالمياً للمنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، لإيصال الإمدادات الطبية إلى الدول المحتاجة، لأن القيم لا تتعطل حتى في أصعب الظروف بل تتجلى في ذروة الأزمات.

وأكدت ريم الهاشمي أن وجود دولة الإمارات في ساحات العطاء قاعدة ثابتة تنبع من قناعة راسخة، فمن الجزر الصغيرة إلى القرى النائية والمخيمات المنسية، كانت الإمارات حيث الحاجة وحيث يكون الأمل ممكناً مهما اشتدت التحديات.

وأضافت أن الإمارات ترسخ هذا النهج عالمياً عبر استضافة أكثر من 80 منظمة دولية في دبي الإنسانية، وتفعيل منصات الاستجابة في أبوظبي، والعمل مع الأمم المتحدة ووكالاتها ومؤسسات التنمية العالمية، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، لتعزيز حلول التمويل المناخي العادل وتوظيف التكنولوجيا لضمان وصول المساعدات بكفاءة وإنصاف.

واختتمت بتأكيد أن دولة الإمارات ستبقى كما عهدها العالم جسراً للإنسانية وصوتاً للتضامن ومنارة تهدي العالم نحو الأمل ودروب الخير والعطاء المستدام.